يواصل الناخبون العراقيون المقدر عددهم بقرابة 19 مليونا إدلاءهم بأصواتهم في انتخابات حرة دخلت يومها الثاني وتستمر إلى غاية الأحد القادم حيث ستفرج على اختيار 325 مقعدا من أصل 6000 مرشح متنافس عليها.
وفي السياق ذاته بدأت اليوم الجمعة بالخارج عملية التصويت في 16 دولة أجنبية، في وقت عبر فيه الكثير من العراقيين عن قلقهم من الأحداث التي رافقت عملية تصويت الجيش أمس، حيث جرت أحداث عنف مأساوية راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.
وقالت مفوضية الانتخابات العراقية إن مراكز الاقتراع خارج البلاد يتناسب توزيعها مع عدد العراقيين المقيمين بـ16 دولة وافقت على إجراء الانتخابات على أراضيها.
وأعلنت المفوضية فتح المراكز بكل من سوريا والأردن وإيران ومصر والإمارات ولبنان وتركيا, إضافة إلى السويد وهولندا وألمانيا وبريطانيا والنمسا والدنمارك، وصولا إلى الولايات المتحدة وكندا وأستراليا.
كما خصصت المفوضية للناخبين ما يزيد على 1000 محطة، موزعة على 45 مدينة جرى اختيارها وفقا لكثافة العراقيين الموجودين بهذه الدول، وأشارت إلى أنه بمقدور العراقيين المقيمين بدول لا توجد فيها مكاتب اقتراع الإدلاء بأصواتهم بدول مجاورة لهم.
وتسبق عملية الاقتراع بالخارج مثيلاتها في الداخل، وتمتد ثلاثة أيام على أن تنتهي بالموعد المحدد للاقتراع داخل العراق أي بالسابع من الشهر الجاري.
وقد خصص الاقتراع الخميس لقوى الأمن العراقية والأطباء والموقوفين للإدلاء بأصواتهم قبل 3 أيام من الانتخابات البرلمانية.
وكان قد أدلى أفراد الجيش والشرطة والسجناء والمرضى بالمستشفيات والكوادر الطبية بأصواتهم أمس في عملية التصويت المبكرة.
وتخللت أعمال العنف عملية الاقتراع المبكر أمس ، حيث قتل 17 وأصيب العشرات بهجمات استهدفت مراكز انتخابية في بغداد، وكان 33 شخصا قتلوا في تفجيرات هزت محافظة ديالى الأربعاء واستهدفت مراكز للشرطة.
وأوضحت المصادر أن انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه وسط تجمع لعناصر من الجيش قرب مركز انتخابي مجاور لتقاطع الأميرات في حي المنصور، ما أسفر عن مقتل ثلاثة منهم وإصابة 15 آخرين بجروح، وبعد مرور أقل من نصف ساعة فجر انتحاري بحزام ناسف نفسه قرب مركز انتخابي للجيش في منطقة باب المعظم شمال بغداد.
وسبق الانفجاران سقوط صاروخ على مبنى سكني في منطقة الحرية في شمال بغداد أسفر عن مقتل سبعة أشخاص بينهم أربعة أطفال. وكانت قيادة عمليات بغداد أعلنت في وقت سابق مقتل خمسة في الهجوم نفسه.
موازاة مع ذلك اتهم وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري دول جوار بمحاولة التأثير في نتائج الانتخابات التي تجرى الأحد المقبل، والتي تعتبر اختبارا حاسما لخروج البلاد من سنوات الحرب وأعمال العنف الطائفية.
وقال : هذه ليست مجرد انتخابات عراقية هذه انتخابات إقليمية يتابعها جيران العراق عن كثب. بعضهم يشارك بنشاط في دعم بعض الجماعات محبذين نتائج معينة. ولذلك علينا أن نكون حذرين بعدم السماح لهذا التدخل الخارجي بأن يؤثر في نتائج الانتخابات وهذا ينطبق على جميع الدول لا استثني منها واحدة.