قد يتساءل الكثير من القراء والزملاء في المهنة على الطريقة التي تمكنت بها جريدة الشروق من محاورة النجم العالمي زين الدين زيدان المعروف باتخاذ إجراءات حازمة أينما حل .
قصة محاورة الشروق للنجم العالمي زين الدين زيدان بدأت منذ أن بلغنا نبأ تنقل منتخب فرنسا الفائز بكأس العالم 1998 إلى الجزائر، حيث بدأنا بالتخطيط للكيفية المثلى للوصول إليه .
البداية كانت لحظة وصول النجم العالمي رفقة عائلته عبر طائرة خاصة إلى مطار هواري بومدين الدولي أول أمس الاثنين، حيث حاول موفد الشروق افتكاك حقه على اعتبار ان الشروق هي الممول لدورة الصداقة لإقناع المنظمين بالحوار مع الأسطورة زيزو، لكن ذلك لم يجد نفعا نظرا لتعقيدات الإجراءات المحيطة بالنجم، وعاد الصحفي دون أن يغنم ولو بتصريح .
وبعد خيبة الأمل قرر مسؤولو الجريدة إيفاد بعثة أخرى لفندق سوفيتال الذي اختاره زيدان ليكون محل إقامته، لكن الفوضى التي سادت حين وصول زيزو للفندق جعلت مهمة ولوج الفندق من المستحيلات السبع .
وعاود صحفي الشروق الكرة في القاعة البيضوية محاولة انتهاز فرصة لعب اللقاء الاستعراضي لملاقاة زيدان وافتكاك ولو تصريح لكن المحاولة باءت بالفشل في ظل الزخم الكبير من رجال الإعلام الذين شكلوا عليه طوقا يشبه بالطوق الأمني لرؤساء الدول.
ولم يبسط القسم الرياضي لجريدة الشروق يديه وواصل محاولاته، وهذه المرة التقاء زيدان أثناء الحفل الذي أقيم على شرفه بفندق السوفيتال وبحضور مجموعة محدّدة من المدعوين .
وتنقل وفد من الشروق يقوده المدير العام علي فضيل والمدير التجاري سمير بوجاجة إضافة إلى صحفيين اثنين، ورغم أننا اقتربنا هذه المرة من النجم بما أن الطاولة التي تناولنا فيها العشاء كانت على بعد حوالي خمس أمتار من طاولة زيدان إلا ان حرس زيدان منعنا من الاقتراب.
وفي نفس السهرة اقترب المدير التجاري من المناجير بن نعيم بما أن معرفة قديمة تربط الرجلين وحاولا تسوية الوضع، وقام بن نعيم بإخبار رئيس منتخب فرنسا 1998 هنري أيميل، هذا الأخير الذي أكد لنا بأن زيدان سيتحدث إلينا أثناء تناولنا وجبة العشاء.
بدأنا بعدها في التفكير في الأسئلة التي ستطرح عليه لكن مفاجأتنا لم تكن سارة عندما عاد هنري ايميل وأخبرنا بأن زيدان سيتحدث لكم في مخرج المطعم .
انتظرنا إلى غاية نهاية الحفل في حوالي 23 . 45 ليلا لكننا فوجئنا بزيدان يغادر القاعة مرفوقا بحرسه الخاص دون السماح لأي كان الاقتراب منه .
بعد هذا عاد سمير بوجاجة للحديث إلى بن نعيم الذي عاود الاتصال بهنري ايميل الذي اقترب منا وأقسم لنا بتنظيم موعد في اليوم الموالي صباحا - صبيحة أمس - على الساعة 8 . 30 سا .
ازدحام السيارات كاد يلغي الموعد
كنا على موعد مع زيدان إذن في حدود الساعة الثامنة صباحا، لكننا اصطدمنا بمشكل حقيقي تعرفه العاصمة في السنوات الأخيرة، فزحمة المرور كانت أكبر مما يتصور أي إنسان شرق العاصمة، حيث استغرقنا أكثر من ساعة ونصف ساعة في مسافة لا تتعدى 20 كلم.
وكدنا أن نضيع الموعد لولا الرواق المخصص للإسعافات الذي احتضننا وكاد يكلفنا غاليا، حيث أوقفنا شرطي المرور الذي أخبرناه بالأمر الطارئ فلم يصدق وطلب منا الوثائق قبل أن يسمح لنا بالمرور بعد أن اكتشف بأن الأمر جاد.
وصلنا إلى فندق سوفيتال في حدود الساعة 8 . 35 سا طلبنا الصعود إلى الطابق الرابع . فمنعنا وأخبرنا بأنه يمنع منعا باتا ولوج الطابق الرابع الذي يتواجد فيه زيدان .
بعدها طلبنا من مضيف الفندق الاتصال بهنري ايميل وهو ما حدث، هذا الأخير وبعد أن أخبرناه بأننا الصحفيان اللذان التقيناه سهرة أول أمس سمح لنا بالصعود .
الانتظار في قاعة الشاي
بعد وصولنا للطابق الرابع وجدنا أحد الأعوان ينتظرنا على مخرج المصعد واستفسرنا عن الغرض من الصعود، وبعد إخباره بالأمر تنقل وتحدث إلى بن نعيم الذي أمره بالسماح لصحفي واحد فقط بالمرور .
هنا وجدنا صعوبة من سيجري الحوار أنا أم زميلي، في الأول اتفقنا على أن أتنقل أنا ثم يلتحق بي زميلي لكنني طلبت من صديقي التريث إلى غاية قدوم هنري ايميل .
بعد التقائي بهنري ايميل طلبت منه أن يلتحق بي زميلي فوافق دون إشكال لكنه اشترط مني أن لا نطيل على زيدان .
انتظرنا قرابة الساعة في مقهى الفندق وكدنا نفقد الأمل خاصة لما لاحظنا لاعبي المنتخب الفرنسي القدامى يغادرون الفندق نحو مطار هواري بومدين .
وفي حدود الساعة 9 . 35 اقترب منا هنري إميل وطلب منا مرافقته لغرفة زيدان .
غرفة زيدان واللقاء الموعود
لم نكن نتصور أن نقابل زيدان في غرفته، لأننا طلبنا مقابلته وفقط، هنري طرق الباب، شقيق زيدان الأكبر هو من فتح لأنه كان متواجدا معه .
اقترب منه زميلي حياه بالفرنسية، ثم جاءت تحيتي، فرد باحترام .
غرفة زيدان كانت عادية كان يملك هاتفا من نوع - ايفون - ويرتدي قميصا أسودا فضل الجلوس على أريكة وطلب مني الجلوس إلى جانبه .
كان يتحدث بأدب كبير ويبتسم كل مرة حتى خيل لنا بأننا نحاور لاعبا عاديا .
أجاب على كل أسئلتنا التي طرحناها عليه لكنه توقف عن محادثتنا بمجرد أن طلب منه هنري ايميل ذلك حيث قال لنا "انتهى الوقت"، في الأخير شكرنا زيدان مرة ثانية على سماحه بإجراء الحوار، قبل أن أطلب منه إمضاء أوتوغراف لابني يونس وإمضاء آخر لقراء الشروق.
زيدان كان متواضعا جدا ومحترما يؤكد شخصيته المرموقة في عالم الكرة وخارجه .
وكان زيدان يتفوه في بعض الأحيان بألفاظ عربية ليؤكد بأنه لم ولن يتنصل يوما عن أصوله .