ستناقش الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بداية الأسبوع المقبل أول تقرير خاص بالملف النووي الإيراني تعده الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عهد مديره العام الجديد يوكيا امانو، الذي صرح مؤخرا إن الوكالة لا تستطيع تأكيد أن إيران تستخدم كل ما بحوزتها من مواد نووية لأغراض سلمية، بسبب تعاون طهران غير الكافي.
موازاة مع ذلك أعلن ممثل إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في رسالة إلى المدير العام للوكالة عن استعداد بلاده لمبادلة اليوارنيوم المخفض التخصيب بوقود للمفاعل النووي فور وصول شحنة أو شحنات من الوقود إلى إيران، وهو ما يرفضه الغرب الذي يسعى إلى إخراج كامل مخزون اليورانيوم المنخفض التخصيب قبل أن يعيده بعد عام إلى إيران في صورة وقود نووي، مما يجرد – بحسب رأي الخبراء الغربيين – إيران من المواد التي تدخل في صناعة السلاح النووي
وفيما وصفت وزارة الخارجية الأمريكية ما اقترحته إيران بشأن تبادل اليورانيوم بأنه اقتراح مضلل، وتوعدت بالشروع في مناقشة فرض عقوبات ضد طهران، ناشد الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف إيران بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية.
في غضون ذلك أثمرت زيارة قمة التي يقوم بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى سوريا بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات ذات الاهتمام المشترك من بينها الإلغاء المشترك سمات التنقل بين البلدين لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والخدمة والعادية حيث ستدخل حيز التطبيق اعتبارا من الأول من مارس القادم.
ووصفت وسائل الإعلام السورية الصادرة نهار اليوم الجمعة إلغاء تأشيرات الدخول بالخيار الجيد الذي سيؤدي إلى المزيد من التواصل وتكريس المصالح المشتركة وتعزيز العلاقات على كل المستويات
وقد أكد الرئيس السوري خلال ندوة صحفية عقدها مع نظيره الإيراني أن العلاقة الحقيقية بين بلدين وشعبين تبدأ من الفرد ومن القاعدة باتجاه القمة وليس العكس، واعتقد –يضيف- أن هذه الاتفاقية ستدفع العلاقات بهذا الاتجاه وستؤدي إلى تعزيز العلاقات على كل المستويات وفي كل القطاعات من دون استثناء.
كما تطرق الطرفان إلى الوضع في المنطقة وفي العراق والانتخابات المقبلة فيه وتأثيرها على العملية السياسية وعلى الاستقرار وانسحاب قوات الاحتلال لاحقاً وتأثيره على مستقبل المنطقة بشكل عام.. وتحدثنا عن جرائم إسرائيل وعن إرهابها وكيفية مواجهة هذا الإرهاب وعن وضع المقاومة في المنطقة وكيفية دعم هذه القوى المقاومة ومن البديهي أن نقول ان هذا الدعم هو واجب أخلاقي ووطني في كل وطن وواجب شرعي بما أننا اليوم في مناسبة دينية.
وقد أجمع الطرفان على أن التهديدات الإسرائيلية تحمل رسالتين واحدة لسوريا وللتيار المقاوم ورسالة للداخل الإسرائيلي لرفع معنوياته بعد سلسلة من الهزائم.. وسورية مستعدة لمواجهة أي عدوان إسرائيلي.
وحول دعوة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لسوريا في تصريحات أخيرة لها بأن تنأى بنفسها عن إيران، أضاف الرئيس الأسد:” نحن التقينا اليوم لنوقع اتفاقية ابتعاد بين سورية وإيران، ولكن ربما بسبب خطأ في الترجمة أو محدودية الفهم وقعنا اتفاقية إلغاء التأشيرات، ولا نعرف إن كان هذا يتوافق مع ذاك…لكن أنا أستغرب كيف يتحدثون عن الاستقرار في الشرق الأوسط والسلام وكل المبادئ الأخرى الجميلة ويدعون للابتعاد بين دولتين أي دولتين.. أنا لا أتحدث عن سورية وإيران بغض النظر عن العلاقة الإستراتيجية بينهما وعن الإيمان بالمبادئ المشتركة”.
حول تطور العلاقات بين كل من سورية وتركيا وإيران وإمكانية تطوير هذا التعاون في المنطقة بعد أن أفرز إلغاء تأشيرة الدخول بين إيران وسورية وتركيا صرح الرئيس أحمدي نجاد.. نحن نريد أن نعمل بتوصية السيدة كلينتون التي قالت: إن على إيران وسورية أن تحافظا على المسافة فيما بينهما وأقول لا توجد أي مسافة بين إيران وسورية.. وإذا أرادت أن تقوم بعمل ما فعليها أن تقوم بهذا العمل لصالح الشعب الأمريكي.. فلم يدع أحد السيدة كلينتون لإبداء وجهة نظرها حول شؤون المنطقة.. فهم وصلوا إلى طريق مسدود بعد أن كانوا يتمنون الهيمنة والسيطرة على منطقة الشرق الأوسط بكاملها، ولكنهم لم يحققوا ذلك بل إنهم الآن في حالة مغادرة المنطقة.
الأسد يقيم مأدبة عشاء على شرف نجاد بحضور نصر الله
أقام الرئيس بشار الأسد ليل الخميس مأدبة عشاء على شرف الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد بحضور الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
كما التقى، على هامش زيارته إلى سوريا، قادة الفصائل الفلسطينية في دمشق ومنهم رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس خالد مشعل حيث جدد دعم بلاده للشعب الفلسطيني ووقوفها معه في استعادة حقوقه
ودان الرئيس الإيراني ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومحاولاتها تهويد مدينة القدس المحتلة وضمها للحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال في بيت لحم لما يسمى بقائمة التراث اليهودي كما أكد أهمية تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.
للإشارة فإن العلاقات السورية الإيرانية بدأت تأخذ شكلا مميزا بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 وتحديداً لدى وقوف سورية مع إيران في حربها ضد نظام صدام حسين في وقت تطورت العلاقات الاقتصادية والاستثمار والتنمية بين البلدين إلى مستويات عالية في مختلف المجالات.
وشهدت الأعوام الأخيرة تسارعا كبيرا لمستوى العلاقات السورية الإيرانية على مختلف الأصعدة خاصة منذ وصول الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى الحكم في إيران عام 2005، ويرتبط البلدان بعلاقات اقتصادية متميزة إذ يصل حجم التبادل التجاري بينهما إلى نحو 240 مليون دولار سنويا، فيما تصل الاستثمارات الإيرانية في سورية إلى أكثر من 1,5 مليار دولار
إسرائيل تتابع الحدث ووسائل إعلامها تصفها بالهجوم المضاد
حظيت زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى العاصمة السورية دمشق باهتمام لافت من قبل كيان الاحتلال الإسرائيلي ووضعتها وسائل الإعلام الإسرائيلية في إطار الهجوم المضاد على التهديدات الإسرائيلية الأخيرة.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية إيرنا أن وسائل الإعلام الإسرائيلية أعطت بعدا خاصاً لزيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى سوريا، موردة إياها في نطاق الحراك الذي يشهده المحور المعادي للكيان الإسرائيلي الذي بعث بسيل من الرسائل الرادعة لإسرائيل عن التفكير بممارسة أي عدوان.