منذ إنتهاء مباراة الدور نصف النهائي في كأس افريقيا الأخيرة بين الجزائر ومصر، طفت للسطح وكالة رويترز العالمية بأخبارها المتعدّدة عن المنتخب الوطني و لاعبيه، وبشكل يوحي بأن الأمور محضرة مسبقا وتتجه لضرب إستقرار المنتخب الوطني الذي تأهل بكل جدارة وإستحقاق للمونديال، ليرافق المنتخبات الإفريقية الخمسة الأخرى
ولما أعلن ما يسمى بالحكم كوفي كوجيا نهاية مباراة محاربي الصحراء ضد الفراعنة، وبعد طرده لثلاثة لاعبين جزائريين وارتكابه مجزرة على حد وصف فرانس فوتبال، وبعد أن عمل المستحيل لإبعاد الخضر من طريق المصريين، خرجت علينا وكالة رويترز 24 ساعة من نهاية اللقاء معلنة عبر مصدر مطلع أن الكاف عاقبت كوفي كوجيا لعدم طرده الحارس شاوشي الذي اعتدى عليه )شاوشي حاول الاعتداء ولم يعتد( والغريب في الأمر أن وكالة رويترز المعروفة بمهنيتها التي تتعدى الحدود أنها لم يسبق وأن تعاملت بمنطق المصدر المطلع ولا تنشر خبرا إلا إذا كان له مصدر واضح وهي أبجديات العمل الصحفي في الوكالات، سيما العالمية. ثم كيف لهذا المصدر - إن كان صحيحا - أن يعلن معاقبة شاوشي حتى قبل أن تجتمع لجنة الإنضباط على مستوى الإتحاد الإفريقي، ليبقى لاسؤال المطروح: هل عاد اعضاء الكاف بعد اجتماع لواندا الذي عقد صباح المباراة والتأموا من جديد لمعاقبة شاوشي!؟ ليتضح جليا أن الخبر نُشر بعد تسرب أخبار عن توقيف كوجيا بسبب أدائه السيئ في مباراة مصر و الجزائر، وما ميزها من أخطاء شاهدها العالم بأسره، لكن المشكلة لم تكن في وكالة رويترز، بل في مكتبها الإقليمي بالقاهرة الذي يتكفل بمهمة نشر كل الأخبار المتعلقة بالمنطقة، لذا فالعاملون به لم يجدوا حرجا في نشر أي معلومة مزعومة تخدم المنتخب المصري وبالطبع على لسان مصادر مجهولة!!.
وكنا نظن أن الأمر سيتوقف عند تبرير عقوبة كوجيا لكن أطلت علينا الوكالة عبر مكتبها الإقليمي دائما بالقاهرة لتعلن خبرا آخر مفاده أن الكاف ستعاقب شاوشي وبلحاج بأربع مباريات، وبالتالي حرمانهم من المونديال وهو حلم هذا المكتب!! لكن ما خفي على هذا المكتب الذي لا يفرق بين العمل الإعلامي الموضوعي والحيادية وبين الولاء لمنتخب بلاده أن بلحاج طُرد ببطاقة حمراء وكوجياتهم لم يدوّن شيئا عن بلحاج، وبالتالي من أين لهم بأربع مبارات كعقوبة؟ ثم لماذا التخفي دائما وراء المصدر المطلع؟هل الكاف أقالت ناطقها الرسمي أو مكتبها الإعلامي أم أن موقعها الإلكتروني متوقف؟والغريب مرة أخرى أن هؤلاء الحالمين يكتبون أنه على بلحاج وشاوشي الذهاب للقاهرة للاستماع لهم!! طبعا لأنهما الناجيان الوحيدان من رجم الأتوبيس!!
ما تقوم به رويترز عبر مكتبها بالقاهرة لا يشرفها تماما وإن رأت أننا نتجنى، فعليها بذكر من صرح لها، لأننا نعرف رويترز الأم ونعرف طريقة عملها وعليكم فقط المقارنة بين طريقة تحرير برقيتي كوجيا و بلحاج وشاوشي وبين باقي البرقيات والأخبار التي نشرتها سابقا وتنشرها حاليا