عاد الحديث في الآونة الأخيرة عن مستقبل المدرب الوطني رابح سعدان مع "الخضر" بعد المونديال، وتردد في الكواليس بأن الإتحادية الجزائرية لكرة القدم بدأت من الآن عملية البحث عن خليفة "للشيخ" في الوقت الذي تؤكد مصادر أخرى بأن سعدان، الذي كان يصرح في كل مرة أنه سيعتزل تدريب المنتخب بعد الموعد الجنوب إفريقي، يكون قد تراجع عن قراره ويفكر في مواصلة المسيرة إلى غاية مونديال 2014 .
وبين هذا وذاك، فإن مشروع "التوريث" الذي تحدث عنه الكثير منذ فترة، والذي يقضي بمنح المشعل إلى المدرب الحالي لمنتخب المحليين عبد الحق بن شيخة، أصبح محل جدل واسع، سيما وأن المدرب السابق للنادي الإفريقي كان قد تلقى وعودا بهذا الشأن، وهو السبب الذي دفعه لتطليق النادي التونسي والعودة للإمساك بمقاليد العارضة الفنية لمحاربي الصحراء.
وعندما توجهنا بالسؤال إلى بن شيخة على هامش التربص الأخير للمنتخب الوطني للمحليين الأسبوع الماضي بفندق "ماركور"، فضل "الجنرال"، كما يهوى تلقيبه التونسيون، عدم الخوض كثيرا في هذا الموضوع، ولو أنه لم يتمكن من إخفاء طموحاته بخصوص قيادة الفريق الأول للخضر في يوم من الأيام. "لا أتصور بأن هناك مدربا لا يحلم بقيادة منتخب بلاده، ولكنني شخصيا لا أريد استباق الأحداث ولا القفز على المراحل، لأنني مقتنع أنه ما يزال أمامي مشوار طويل قبل الوصول إلى هدفي، فعلي إذن أن أسيّر مشواري التدريبي بعقلانية، فأنا لست من المدربين الذين يمتلكهم الغرور سريعا بمجرد تحقيق أول إنجاز..ثم إنني بطبعي لا أريد أبدا أن آخذ مكان غيري، وعليه فإن إثارة موضوع خلافتي لسعدان سابق لأوانه"، قال بن شيخة.
وإذ يفضل الرجل وضع النقاط على الحروف من الآن بخصوص هذا الموضوع، فإنه يترك الانطباع أيضا بأنه يرفض العمل في العارضة الفنية للمنتخب الأول بصفة مساعد مدرب، مثلما اقترحت بعض الأوساط مؤخرا، وبالضبط بعد نهائيات كأس إفريقيا للأمم، على غرار رئيس شبيبة القبائل محند الشريف حناشي الذي كان قد صرح بأن المدرب الوطني بحاجة إلى تدعيم، ورشح ماجر أو بن شيخة لهذه المهمة.
"المنافسة مشتعلة على بعض المناصب في منتخب المحليين"
وفي انتظار أن تتحقق طموحات بن شيخة بقيادة المنتخب الأول يوما ما، يفضل الرجل التركيز على المهمة التي أسندت إليه منذ بضعة أشهر من طرف الإتحادية الجزائرية لكرة القدم، ونعني قيادة منتخب المحليين إلى الدورة الإفريقية النهائية الخاصة بهذه الفئة من اللاعبين والمقررة العام القادم بالسودان، وهي التجربة التي يقول بشأنها أنها ستكون مفيدة له كثيرا من الناحية الشخصية. وقبل ذلك، يتعين على "الخضر" اجتياز عقبة المنتخب الليبي في المبارتين القادمتين لتحقيق هذا الهدف، في مأمورية يعترف بن شيخة أنها ستكون صعبة. "تعلمون أننا سنواجه المنتخب الأول لليبيا، ما يعني بأننا سنواجه صعوبات كبيرة لتجاوزه، وعليه يتوجب أن نحتاط جيدا للموعدين" يحذر من الآن المدرب الذي قاد النادي الإفريقي الموسم ما قبل الماضي للتتويج بالبطولة التونسية بعد سنوات طويلة "عجاف".
ويبدو بأن بن شيخة قد ضبط بنسبة كبيرة أموره قبل مواجهة الليبيين مثلما اعترف به شخصيا. "لدي فكرة جيدة عن التشكيلة الأساسية التي أنوي إقحامها أمام ليبيا، ولم تبق في حقيقة الأمر إلا بعض المناصب أجد صعوبة في الفصل بشأن أصحابها، بالنظر لتقارب مستواهم كثيرا، ويتعين علي إذن أن أنتظر موعد المباراة لاختيار من سيكون في "قورمة" أفضل".
ويؤكد ذات المتحدث أنه لا يجد حرجا أبدا في أن يستدعي لاعبين من المنتخب الأول، مثلما فعل مؤخرا مع الحارس زماموش والمدافع بابوش، في انتظار التحاق العيفاوي أيضا. "طالما أن هؤلاء ينشطون في البطولة المحلية، فسأستدعيهم كلما كنت بحاجة إليهم".