سمح التربص الذي اختتمه المنتخب الوطني للمحليين الأسبوع الماضي للطاقم الفني الوطني بقيادة عبد الحق بن شيخة بأن يستخلص عدة ملاحظات هامة تحسبا لمواجهة ليبيا المؤهلة للبطولة الإفريقية للمحليين المزمع إقامتها العام القادم بالسودان.
ومع اقتراب هذا الموعد الهام الذي يراهن عليه الناخب الوطني ولاعبوه كثيرا، اتضح من خلال حديثنا مع المشرفين على المنتخب "الرديف" بأن »الخضر" غير جاهزين بصفة كاملة لمقارعة الليبيين، أو لنقل أنهم غير جاهزين بالصورة التي كان يأملها بن شيخة ومساعدوه.
تربصات قصيرة لا تفيد كثيرا
وثمة عدة عوامل لم تساعد الناخب الوطني في تحقيق الأهداف المرجوة من مختلف المعسكرات التي أقامها لحد الآن، ونخص بالذكر قصر فترة التجمعات التي أجريت بالعاصمة لحد الساعة، حيث لاحظ أحد أعضاء الطاقم الفني بأن المعسكر الوحيد الذي تجاوزت مدته الأسبوع كان ذلك الذي أقيم بتركيا الشهر الماضي.
ويضيف مصدرنا أن الطاقم الفني الوطني غالبا ما عمل بدون كامل العناصر التي يعوّل عليها، بما في ذلك عندما تجمع "الخضر" بتركيا، وخاضوا هناك لقاءين قويين، حيث غاب عن التشكيلة الثلاثي زماموش- بابوش-العيفاوي، وذلك بسبب تواجده مع المنتخب الأول في أنغولا بمناسبة نهائيات كأس إفريقيا للأمم.
غيابات إجبارية في كل مرة
ولم يشذ التربص الأخير عن القاعدة حيث وجد بن شيخة نفسه مضطرا لعدم الاعتماد على لاعبي وفاق سطيف، شبيبة القبائل وشباب بلوزداد الذين كانوا منشغلين بالمنافسات الإفريقية لفرقهم، ليصل عدد الغائبين عن هذا المعسكر إلى ثمانية لاعبين.
وحتى بالنسبة للمعسكر القادم الذي سيبدأ يوم 27 فيفري وينتهي في 3 مارس بإجراء مباراة ودية ضد منتخب ليشنشتاين، فإن بن شيخة سيكون مجبرا مرة أخرى على العمل من دون ثلاثي المنتخب الأول، باعتبار أن هذا الأخير سيكون مدعوا لمواجهة صربيا الودية..كل هذه العراقيل من شأنها أن تؤثر على الانسجام الذي يبحث عليه الناخب الوطني تحسبا للموعد الليبي الذي يراهن عليه بن شيخة كثيرا للتأهل إلى البطولة الإفريقية، سيما وأن الأمر يتعلق بدور تصفوي واحد يتعين على الخضر اجتيازه، ما يمثل فرصة ذهبية يتوجب عدم تفويتها.
معلومات قليلة عن المنافس الليبي
ولعل المشكل الآخر الذي يواجه الطاقم الفني الوطني للمحليين في إعداده لمباراة يوم 13 مارس أنه لا يملك معلومات عن المنافس الليبي، ولو أن بن شيخة يحسب له ألف حساب، خاصة وأنه يمثل المنتخب الأول لليبيا، باعتبار أن الأخيرة لا تملك أكثر من لاعبين اثنين محترفين في الخارج.
ويسارع الطاقم الفني الوطني الزمن للحصول على معلومات بخصوص المنافس الليبي، حيث يأمل في الحصول على شريط فيديو لمباراته الأخيرة ضد البنين، والتي انهزم فيها بهدف وحيد داخل الديار، ومع ذلك فإن بن شيخة يظل مقتنعا بأن المهمة لن تكون سهلة أمام الليبيين، ما يدفعه للتركيز كثيرا على التربص القادم لوضع آخر الرتوشات على التشكيلة التي سيعتمد عليها يوم 13 مارس، ولو أنها بدأت تتضح بنسبة كبيرة، سيما على مستوى الخط الخلفي الذي سيعتمد فيه المدرب الوطني على كل من مفتاح وبابوش كظهيرين، ومعيزة والعيفاوي في وسط الدفاع، فيما يملك زماموش أكبر الفرص لأن يكون الحارس الأساسي ضد ليبيا.