ووري جثمان الفقيد الفنان الرسام علي خوجة الثرى هذا الاثنين بمقبرة سيدي عبد الرحمن (الجزائر) بعد صلاة الظهر بعد القاء آخر نظرة عليه بقصر الثقافة.
و كان قد توفي عن عمر يناهز 87 سنة اثر مرض عضال حسبما علم لدى أقاربه.
و رحل عنا عميد الفنانين تاركا وراءه فنه الذي سيخلد للأبد. جسده في لوحات فنية تشكل جزءا مميزا من الإرث الثقافي الجزائري الذي سيتوارثه أجيالا متعاقبة. كرس حياته لفن المنمنمات و رسم روعة الفن في ألواح.
و قال علي خوجة عن ألواحه و فنه إنهما “مشاعر و أحاسيس تأتي في لحظة زمنية ما و في مكان من الفضاء و العالم الواسع و من المحيط بذاته” فيمسك بريشة و يبدأ يرسم و يلون و يتخيل حتى تولد “لوحته بين يديه”.
و عن مكانة الفن الجزائري يقول أن جنسية اللوحات مربوطة بجنسية الفنان لكن لا يمكن حصره في حدود معينة لأن الفن بطبيعته هو فن عالمي لأنه يستلهم من أشياء و رموز لا يمكن تحديد جنسيتها.
و كانت الإذاعة الجزائرية نظمت السنة الماضية معرضا للوحاته في نادي عيسى مسعودي التي حملت فن ملون يثير الغموض و يحمل إيحاءات تعبيرية عن شحنة شخصية شعورية و اللاشعورية غازلت علي خوجة فرسمها في لوحات مستعملا كل تقنيات الرسم من الأكوارال و الغواش و الألوان الزيتية و غيرها من التقنيات التي يتحكم و يملكها كموهبة ورثها من عائلته المتكونة من الفنانين من بينهم خاله عمر راسم.
و لد علي خوجة في ال13 جانفي 1923 وقد تكفل بتربيته بعد وفاة والده سنة 1927 أخواله.تعلم فن المنمنمات على يد خاله العملاق، عمر راسم.
مافتئ علي خوجة يعرض لوحاته في عديد المعارض ليفوز سنة 1942 ب”ميدالية
سيفري” اولى جوائز مدينة الجزائر (فرع المنمنمات).
و شارك سنة 1947 في معرض جماعي في البلاد الاسكندنافية بكل من استوكهولم و اوسلو و كوبنهاغن حيث عرض لوحتين في فن المنمنمات (داخل إحدى البيوت الموريسكية وضواحي الجزائر العاصمة).
ابتداء من سنة 1962 شارك في أولى المعارض المنظمة بالجزائر و سنة 1963 و أصبح عضوا مؤسسا للاتحاد الوطني للفنون التشكيلية.
و تحصل سنة 1970 على الجائزة الوطنية الكبرى للرسم و سنة 1987 يتلقى وسام الاستحقاق الوطني كما كان علي خوجة عضوا في لجنة التحكيم الدولية للمعرض الدولي الأول الذي ينظم كل سنتين للفنون التشكيلية بالجزائر سنة 1987 و كذا رئيسا للجنة تحكيم الطبعة الثانية من ذات المعرض سنة 1989.