تنطلق مساء السبت في مدينة فانكوفر الكندية منافسات الدورة الأولمبية الشتوية الحادية والعشرين بمشاركة ما يقرب من 2500 رياضي ورياضية حضروا من 82 دولة للتنافس في 15 رياضة أولمبية.
وهذه هي المرة الثالثة التي تستضيف فيها كندا الدورة الأولمبية الشتوية بعد أن كانت قد استضافت من قبل دورتي عام 1976 في مدينة مونتريال بإقليم الكيبيك وعام 1988 في مدينة كالغاري بإقليم ألبرتا.
وتختتم منافسات الدورة في الثامن والعشرين من شهر شباط/فبراير الجاري، مع العلم أن مدينة فانكوفر ستستضيف بعدها مباشرة الأولمبياد الشتوي لذوي الاحتياجات الخاصة خلال الفترة من 12 حتى 21 آذار/مارس المقبل.
ويرشح الكثيرون أن تنافس كندا بقوة على مركز متقدم في جدول الميداليات، ولكن المنافسة على الصدارة قد تكون صعبة مع وجود الولايات المتحدة الأمريكية التي تشارك بأكبر بعثات الدورة (216 رياضي ورياضية)، والتي تبحث عن تحقيق حلم طال انتظاره طويلاً، حيث كانت المرة الوحيدة التي تصدرت فيها الترتيب من قبل خلال الدورة الثالثة عام 1932 التي استضافتها على أرضها في مدينة ليك بلاسيد بولاية نيويورك.
وكانت الولايات المتحدة قريبة من تحقيق ذلك الحلم خلال أولمبياد تورينو عام 2006 ولكنها في النهاية اكتفت بمركز الوصافة خلف ألمانيا.
وتضم بعثة الولايات المتحدة في فانكوفر عدد من الأسماء البارزة في أكثر من مسابقة ولكن أكبر الآمال معلقة على قدرة نجمة التزلج الألبي ليندساي فون من التغلب على الإصابة واللحاق بمنافسات البطولة، حيث أنها مرشحة بقوة لتحقيق ذهبيتي مسابقتي الداون هيل والسوبر جي.
ألمانيا مرشحة أيضاً بقوة لتكرار إنجاز 2006 بفضل المواهب العديدة التي تملكها خاصة في رياضات الزحافات (ليوج وبوبسليد وسكيليتون) بالإضافة إلى أسماء بارزة في التزلج الآلبي على رأسهم نجمة التزلج المتعرج مارسا رايش.
وبجوار الألمان والأمريكيين ينتظر أن تأتي المنافسة الأكبر على ذهب فانكوفر 2010 من قبل كل من روسيا والنرويج والنمسا وسويسرا.
كما ستشهد الدورة مشاركة عدد من الدول للمرة الأولى مثل صربيا وبيرو وباكستان ومونتنغرو وغانا وكولومبيا.
المشاركة العربية
وبالحديث عن المشاركة العربية في البطولة سيتواجد خمسة رياضيين، ولبنان هي الأكثر تمثيلاً بثلاثة هم شرين نجيم (25 عاماً) وجاكي شمعون (18 عاماً) وغسان العشي (16 عاماً) وجميعهم في منافسات التزلج الألبي، وتشارك المغرب أيضاً في نفس المسابقة برياضي واحد هو سمير آزيماني (32 عاماً)، بينما يمثل الجزائر مهدي سليم خليفي (17 عاماً) في اختراق الضاحية.
فانكوفر استعدت
للمرة الأولى ستستضيف كندا البطولة في مقاطعة بريتيش كولومبيا الغربية. وبجوار مدينة فانكوفر التي تستضيف عدد كبير من المنافسات، ستقام منافسات التزلج السريع في ضاحية ريتشموند القريبة، بينما يستضيف منتجع ويسلر منافسات عديدة منها التزلج الألبي والباياثلون واختراق الضاحية ومنافسات الزحافات والقفز.
وواجه المنظمون اوقاتاً عصيبة في الأيام القليلة الماضية بسبب مشكلة ارتفاع معدل درجات الحرارة بشكل غير مألوف في شهر شباط/فبراير، مما أدى إلى وجود نقص في كميات الثلوج على جبل سيبريس الذي يستضيف منافسات التزلج الحر والتزلج على الألواح، وهو ما هدد بإلغاء المنافسات.
وتم حل المشكلة بنقل كميات كبيرة من الثلوج بواسطة شاحنات من منطقة مانينغ بارك التي تبعد حوالي 250 كلم إلى جبل سيبريس.
ولكن تبقى المنافسات دائماً مهددة مع الظروف المناخية المتقلبة بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري حيث أعلن المنظمون قبل ساعات قليلة أن هناك أمطار غزيرة تواصل هطولها على منطقة جبل سيبريس مما قد يتسبب في تأجيل المنافسات لعدة أيام.
لم تكن هذه المشكلة هي الوحيدة التي قابلها المنظمون منذ حصولهم على شرف التنظيم في عام 2003، فقد واجهوا العديد من الانتقادات المحلية بسبب التكاليف الباهظة لتنظيم البطولة والتي تضمنت أكثر من 550 مليون دولار أمريكي من أموال دافعي الضرائب. كما واجهوا المزيد من الانتقادات بسبب الأضرار البيئية التي سببتها إقامة الطرق والبنية التحتية اللازمة للتنظيم.
حفل الافتتاح
يقام حفل افتتاح البطولة مساء الثاني عشر من شباط/فبراير في ملعب "بي سي بليس" الشهير بـ "ذي دوم" أو القبة، وهو ملعب مغطي يتسع لحوالي 55 ألف متفرج ويستضيف في الغالب مباريات كرة القدم وكرة القدم الأمريكية.
وتبلغ تكلفة الحفل قرابة الـ 40 مليون دولار أمريكي ليكون بذلك أغلى حفل افتتاح في تاريخ الدورات الأولمبية الشتوية.
الشعلة الأولمبية تم إيقادها في مدينة أولمبيا اليونانية مهد الأولمبياد في الثلاثين من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وقامت بعد ذلك بجولة داخل كندا ستنتهي خلال حفل الافتتاح المرتقب.
مخاوف بسبب المنشطات
قبل انطلاق المنافسات بساعات أعلنت اللجنة المنظمة أنها اكتشفت حالة لتعاطي منشطات من قبل لاعبة هوكي جليد روسية، ولكنها اكتفت بتوبيخها بسبب اقتناعها أنها لم تتعاط المادة بنية الغش، مع العلم أنها أيضاً ليست من المواد المحظور تعاطيها خارج المنافسات.
ويتوقع المنظمون أن يتم اكتشاف المزيد من الحالات الأكثر جدية خلال المنافسات خاصة مع وجود تقدم وتطور هائل في أساليب الكشف عن المنشطات بالمقارنة بالدورات الماضية.
وكانت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) قد أعلنت في وقت سابق أن هناك عدد من الرياضيين تم منعهم من المشاركة في الدورة بسبب مخالفتهم قوانين مكافحة المنشطات.
نبذة عن الرياضات الشتوية الأولمبية
يمكن تقسيم الرياضات الشتوية الأولمبياد إلى سبعة أقسام رئيسية تشمل 15 رياضة و86 مسابقة وهنا نبذة مبسطة عنها:
التزلج على الثلوج (Skiing)
وجميعها رياضات تمارس في الهواء الطلق على منحدرات ثلجية أو عبر مساحات واسعة من الثلوج، وهي التزلج الآلبي (Alpine Skiing) والقفز مع التزلج (Ski Jumping) واختراق الضاحية بواسطة التزلج (Cross-County Skiing) والتزلج الحر (Freestyle Skiing) والتزلج على الألواح (Snowboarding) وأخيراً "التزلج الشمالي المركب" أو (Nordic Combined) وهو خليط من اختراق الضاحية والقفز.
التزلج على الجليد (Skating)
وهي رياضات دائماً ما تمارس في صالات مغطاة على أرضيات من الجليد الأملس وتتطلب ارتداء أحذية مخصصة ومزودة بزلاجات قصيرة، وتشمل كل من التزلج الفني (Figure Skating) والتزلج السريع (Speed Skating) والتزلج السريع في مضمار قصير (Short Track Speed Skating).
الزحافات داخل ممرات ثلجية (تابعة لإتحاد FIBT)
رياضتي زحافات سكيليتون (Skeleton) وزحافات بوبسليد (Bobsled) وهما يتطلبان استخدام زحافة ثلجية للمرور في أقل وقت ممكن داخل ممرات جليدية.
الزحافات داخل ممرات ثلجية (تابعة لإتحاد FIL)
رياضة زحافات لوج (Luge) تتشابه لحد كبير في قوانينها مع السكيلتون والبوبسليد، وتختلف في شكل الزحافات ووضع المتسابق فوق الزحافة.
الباياثلون (Biathlon)
وهي عبارة عن خليط من التزلج عبر مسافات من الثلوج والرماية بالبندقية.
الكرلينغ (Curling)
رياضة جماعية يتواجه فيها فريقان ويقوم خلالها كل فريق بدفع عدد من أقراص الغرانيت الملساء عبر ممر من الجليد الناعم، بهدف إيقاف القرص الخاص به بالقرب من مركز الدائرة في نهاية الممر، مع إبعاد القرص الخاص بالفريق الخصم عن المركز.
هوكي الجليد (Ice Hockey)
رياضة شهيرة تتميز مبارياتها بالإثارة والسرعة حيث يتواجه فيها فريقين يضم كل منهما خمسة لاعبين وحارس مرمى يرتدون أحذية بزلاجات ويتحركون ضمن ملعب محدد أرضيته من الجليد، ويكون المطلوب منهم هو تمرير قرص صغير فيما بينهم يعرف باسم الـ (Puck) بواسطة عصا مصنوعة من معدن خفيف، والتسديد على المرمى بغرض تسجيل الأهداف.