لسنا بصدد إفشاء سر إذا قلنا بأن النقطة السوداء التي طبعت خرجات المنتخب الوطني في كأس إفريقيا للأمم بأنغولا كانت على مستوى خط هجومه الذي لم ينجح في هز شباك منافسيه إلا في أربع مرات فقط، وذلك في مجموع ست مباريات لعبها.. والأدهى والأمر من ذلك، أن ثلاثة من الأهداف الأربعة سجلت في مقابلة واحدة أي في الدور ربع النهائي أمام منتخب كوت ديفوار.
ومنذ نهاية المغامرة القارية لـ»الخضر« سارع الجميع إلى دق ناقوس الخطر، حيث بدأ الكل يتنبأ بمسيرة مونديالية غير مأمونة العواقب للمنتخب الوطني في كأس العالم القادمة بجنوب إفريقيا ما لم يسارع الناخب الوطني رابح سعدان إلى إيجاد الحلول اللازمة التي تسمح لرفقاء القائد منصوري التخلص من العقم الذي أصاب الهجوم الجزائري .
ومثلما كان منتظرا، فإن رابح سعدان على دراية واقتناع كاملين بالإشكال الذي يطرح أمام التشكيلة الوطنية، بدليل التصريحات التي أدلى بها خلال استضافته مؤخرا من طرف التلفزيون الجزائري..لكن تلك التصريحات زادت في حقيقة الأمر من مخاوف الأنصار بدل من أن تهدئ من روعهم، لأن سعدان وببساطة اختار مخاطبة الرأي العام الكروي كعادته بواقعية وبعيدا عن العاطفة .
»كل التقنيين يجمعون بأنه من السهل جدا ترتيب أمور خط الدفاع بخلاف الهجوم الذي يحتاج إلى وقت لجعله فعالا وناجعا، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى عدة سنوات«.. كلام سعدان يزيد بالتأكيد في حجم الجدل الدائر حول أفضل السبل التي تسمح للمنتخب الجزائري بالاهتداء إلى الشباك مستقبلا، بعدما انتقد البعض الإستراتيجية الهجومية المعتمدة من الناخب الوطني نفسه، خاصة وأنه غالبا ما راهن على قلب هجوم واحد، في الوقت الذي يعتقد فيه البعض الآخر بأن »الشيخ« لم يحسن اختيار اللاعبين على غرار ما حدث مع زياية الذي اصطحبه معه إلى أنغولا من دون أن يمنحه فرصة إظهار كفاءته التهديفية .
ومهما يكن، فإن سعدان ورغم اعترافه بصعوبة وضع الميكانيزمات اللازمة لفك العقدة عن خط الهجوم تحسبا للمونديال، إلا أنه لا يزال يأمل في حل الإشكال ولو جزئيا من خلال عودة المهاجم رفيق جبور إلى صفوف »الخضر«، حيث يجمع الكثير بأن غيابه عن دورة أنغولا كانت من بين الأسباب الرئيسية في الوجه المتواضع جدا الذي ظهر به هجوم » الخضر « .
وتبقى إمكانية اللجوء إلى مهاجمين آخرين واردة أيضا باعتبار أن المدرب الوطني لم يخف مؤخرا أيضا متابعته عن قرب لبن يمينة قلب هجوم إتحاد برلين (الدرجة الثانية الألمانية)، ولكن من دون أن يفصل في أمر استدعائه تحسبا للمباراة الودية ليوم 3 مارس القادم من عدمه.