السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته
من المعلوم لدى أهل العلم قديمًا وحديثًا أن أكثر مسائل الفقه مختلف فيها ؛ وذلك للأسباب التي ذكرها العلماء في الكتب المعنية بأسباب اختلاف الفقهاء ، وقد حصرها العلماء في الأسباب التالية كما ذكره ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ : ( )
1 ـ أن يكون الدليل لم يبلغ هذا المخالف الذي أخطأ في حكمه ، أو بلغه على وجه لا يطمئن به .
وهذا السبب ليس خاصًا فيمن بعد الصحابة ؛ بل يكون في الصحابة ومن بعدهم .
2 ـ أن يكون الحديث قد بلغه ولكنه نسيه .
3 ـ أن يكون الحديث بلغه وفهم منه خلاف المراد .
4 ـ أن يكون الحديث قد بلغه لكنه منسوخ ولم يعلم بالناسخ ، فيكون الحديث صحيحًا والمراد منه مفهومًا ولكنه منسوخ .
5 ـ أن يعتقد أنه معارض بما هو أقوى منه من نص أو إجماع .
6 ـ أن يصله من طريق ضعيف فيترك العمل به ويعمل باجتهاده .
7 ـ أن يأخذ بحديث ضعيف أو يستدل به استدلالاً ضعيفًا .
وهذا الخلاف بين أهل العلم لا يسبب فرقة ولا معاداة ، وإنما محله البحث العلمي والدليل الشرعي من الكتاب والسنة ، فإذا كان قول الصحابي ليس بحجة عند الخلاف بلا خلاف ، وعلى الخلاف ما لم يخالفه أحد وليس فيما تكلم فيه نص ! فكيف بمن هو دونه ؟
والخلاف في فرعيات الدين وقع ولا يزال يقع ؛ في كل ما اختلف فيه أهل الحق من ذلك على حسب ورود الأدلة ؛ وهذا مما ميز الله به هذه الأمة على سائر الأمم ، حتى لا يترك لكل صاحب هوى أن يدخل في دين الله ما ليس فيه ، وحتى لا يعظم مخلوق سوى صاحب هذه الرسالة فلا يُقدَّم قولا على قولهِ ، ولا يشرع أحدٌ ما لم ينزل به الله على نبيه من سلطان ، وهذا الخلاف وأشباهه ما لم يؤد إلى تناحر وتباغض وفرقة له فوائده :
منها : رفع الهمم في طلب العلم والبحث والتحري .
ومنها : إثراء روح البحث والمناظرة مما يؤدي إلى قوة الحجة في تبليغ الحق للناس .
ومنها : رفع الحرج عن عوام الأمة ممن ثبت في حقهم التقليد في الأخذ بأي قول يطمئن إليه صاحبه )).
منقول .