لم يكن فوز الريان على أم صلال مساء السبت 15-5-2010 مجرد فوز فريق ببطولة، فالبطولة هي أغلى الكؤوس.. كأس أمير دولة قطر لكرة القدم، والبطل هو الريان أحد أعرق الفرق في المنطقة العربية.
لكن بكلمات موجزة، فإن وراء الفوز الرياني بالبطولة عدة عوامل ساعدت على عودة اللقب الغالي لقلعة الرهيب (اسم الشهرة للريان في قطر) منذ العام 2006 أهمها:
- إصرار مجلس إدارة النادي بقيادة الشيخ عبد الله بن حمد آل ثاني رئيس مجلس إدارة النادي على إعادة المدرب البرازيلي باولو أتوري لقيادة الفريق بعد أن تم الاستغناء عن خدماته الموسم الماضي. وبرغم وجود أصوات نادت بالتعاقد مع مدرب جديد، على أساس أن أتوري قدم كل ما لديه، ولم يعد في جعبته الكثير أو الجديد ليقدمه للريان، كان في المقابل عزم ورؤية خاصة لرئيس النادي على استعادة المدرب القدير.
- عودة أتوري هذه المرة كانت مختلفة سواء من الناحية النفسية للاعبين الذين يرتبطون بعلاقة احترام وتقدير كبيرة له، أو من الناحية الخططية، فبدا الريان في دوري نجوم قطر الموسم المنصرم بعيد كل البعد عن الريان في المواسم الأخيرة.
- البون الشاسع بين أداء الريان في بداية الموسم ونهايته التي تكللت بتتويجه بأغلى الكؤوس، أعاد الثقة لجماهيره العريضة في إمكانية عودة البطولات، ولم يعكر صفو ذلك التقدم الفني للفريق سوى خروجه المفاجئ من كأس الاتحاد الآسيوي قبل عدة أيام من نهائي أغلى الكؤوس، وهنا ملاحظة جديدة أن الريان لم يتأثر نفسياً بهذا الخروج، بل كان ذلك حافزاً كبيراً له لتعويض جماهيره عن الخروج الآسيوي، ولوضع أقدامه من جديد على طريق البطولات.
- بوتقة الفريق الرياني هذا الموسم تختلف كلياً (نفسياً وخططياً أيضاً) عن المواسم الماضية، وكان تصميم اللاعبين جلياً على الفوز بالبطولة، يتضح ذلك من خلال إلقاء الضوء على مشوار الفريق في البطولة:
• بالرغم من التأهل الصعب من عنق الزجاجة في الدور الثالث على حساب فريق مسيمير 1-0 وبضربة جزاء سجلها أفونسو الفيس، وسط أداء بدا للجميع متواضعاً، وخافت جماهير الريان على فريقها من الأدوار التالية الأكثر صعوبة.. لكن الريان دخل الدور ربع النهائي بثوب مختلف أكثر قوة وتنظيماً وثقة في إمكانية الذهاب في البطولة حتى التتويج، فكان الفوز على الغرافة بطل الدوري وصاحب الأداء الرفيع محلياً وأسيوياً بنتيجة 2-1.
• فوز الريان على الغرافة لم يكن عادياً، فالفوز كان على البطل، وعلى أكثر الفرق تنظيماً وترشحاً للفوز بالبطولة. أيضاً فإن ما زاد من قيمة الفوز نجاح الريان في تحويل خسارته في بادئ اللقاء بهدف سجله ميرغني الزين في أول عشر دقائق للغرافة، حيث عادل سيد علي البشير النتيجة في الدقيقة 63، قبل أن ينجح فابيو سيزار في اقتناص هدف الفوز في الثواني الأخيرة من اللقاء.
• في الدور نصف النهائي، اصطدم الريان بالسد ( الزعيم كما يطلق عليه في قطر)، في قمة جديدة ودربي آخر، وكان السد بدوره يبحث عن البطولة بعدما نجح الغرافة في الفوز ببطولة الدوري بعد منافسة شرسة مع السد استمرت حتى الرمق الاخير من المسابقة.. فكان لكل فريق (الريان والسد) دوافعه وطموحاته الخاصة في الفوز ببطولة كأس أمير دولة قطر للموسم الحالي، لكن الريان نجح في الفوز 2-1، ليتأهل إلى الدور النهائي حيث واجه أم صلال (صقور برزان) ونجح في الفوز عليه بهدف وحيد، ليتوج بالبطولة.
ومن نافلة القول، إن من أهم تداعيات فوز الريان بالبطولة، حصوله على تذكرة المشاركة في دوري المحترفين الآسيوي للموسم المقبل، إلى جانب الغرافة بطل الدوري. وهو ما سيكون دافعاً جديداً للريان نحو البحث عن بطولة أسيوية تُزين خزائنه.
الفوز كذلك سيمنح أتوري مزيداً من الثقة والاستقرار لتطبيق فكره التدريبي بحرية أشمل وأوسع، سعياً منه للفوز ببطولة دوري نجوم قطر في الموسم المقبل، بالإضافة لمنافسة حقيقية في المحفل الآسيوي.
خاتمة القول: إن أهم تداعيات فوز الريان بالبطولة هو إثراء الكرة القطرية بمزيد من المنافسة على البطولات سواء المحلية أو القارية.