السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته
هل تساءلت يوماً ! كيف يعود الأقصى إلينا ؟ والجواب عند العلامة صالح بن سعد السحيمي حفظه الله ، ونصر به دين الإسلام
صوتياً من
هنا
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ، المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى )) .
ذلك أن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة ، والصلاة في المسجد النبوي خير من ألف صلاة فيما سواه ؛ إلا المسجد الحرام ، والصلاة في المسجد الأقصى - رزقنا الله وإياكم فيه صلاة قبل الموت ، بعد أن يطهره الله من الأدناس والأرجاس والأنجاس - الصلاة فيه بخمسمائة صلاة ، وليس المقصود ما يسمى بقبة الصخرة ، هذه لا قيمة لها ؛ كغيرها من القباب ؛ لكن المقصود المسجد الأقصى بذاته ، المسجد الأقصى الذي أضعناه لما ضَعُفَ إيماننا ، وتسلط علينا شرار الخلق ، وأراذل الناس ، وإخوان القردة والخنازير .
ولن يعود ، ولن يعود ، ولن يعود ؛ إلا أن نعود إلى الله - عزَّ وجل - ، لن يَصْلُحَ آخر هذه الأمة إلا بما صَلُحَ به أولها .
لا يعود بشعارات الرفض ، وبشعارات العلمنة ، وبشعارات الولاءات المختلفة للشرق أو الغرب ، أبدًا ، لن يعود بالشعارات التي تطلقها كثيرٌ من المنظمات ، أبدًا ! والله لن يعود ، لله في خلقه سنن لا تحول ولا تزول ، لن يَصْلُحَ آخر هذه الأمة إلا بما صَلُحَ به أولها ، لن يعود بإقامة الحفلات والتباكي والصياح ! والاستغاثة بصلاح الدين ، صلاح الدين - رحمه الله - أدَّى ما عليه ، لكنه لا يغيثك بعد موته ، لن يعود بعمل الحفلات ، وتمجيد البطولات ، والاحتفالات بالبطولات المزعومة !،وإنما يعود بالعودة إلى الله قولاً وعملاً واعتقادًا .
فإذا عدنا إلى الله قولاً وعملاً واعتقادًا ، عندها سترفع راية الجهاد - بإذن الله - الذي يكون جهادًا حقًا ، جهادًا صحيحًا ، ليس مغامرات ، وليس تفجيرات بالأحزمة الناسفة ، وليس ولاءات للجهة الفلاني ة، والجهة الفلانية ؛ وإنما عندما يكون خالصًا لوجه الله ؛ لتكون كلمة الله هي العليا ، وعندما تُرفع راية التوحيد السالم من كل شبهة ، ليس هناك تعلقٌ بالقبور ، ولا بأصحاب القبور ، ليس هناك شعارات زائفة بتمجيد بعض الموتى والأحياء ، لا ، وإنما هناك كلمة الله ، من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ؛ فهو في سبيل الله .
وأما الذين يُذَبِّحون المسلمين في بلاد المسلمين ، ويسمون هذا جهادًا !؛ فهؤلاء أتباع إبليس ، وخُدَّامُ اليهود والنصارى تمامًا ، لم يخدموا إلا اليهود والنصارى بهذه التفجيرات ؛ التي يزعمون أنها جهاد ، وفي ماذا ؟ في بلاد المسلمين ، وبتكفير المسلمين !.
فلن يكون النصر على أيدي هؤلاء السَّفاحين السَّفاكين ، أتباع بعض المفتين المفترين في الكهوف والظلمات ، لا ، لا يا عبد الله ؛ لأن ديننا دينٌ واضح ، دينٌ أبلج ، دينٌ في وضح النهار ، ليس دين ( الوهاد ) والخلوات والفلوات والتجمعات والاستراحات ، لا ، هذا ليس دينًا ، وإنما هو من تلبيس إبليس .
يقول سفيان الثوري - رحمه الله - : "إذا رأيت الذين يتناجون في دينهم دون العامة ؛ فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة " .
الدين ليس في الكهوف ، ولا في الظلمات ، ولا في [الوهاد ] ، ولا في قتل المسلمين ، ولا في نسف المنشآت في بلاد المسلمين ، ولا في التخريب هنا وهناك ، هذا ليس دينًا ؛ إنما هو دين إبليس ؛ الذي سول لهم وأملى لهم{ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا **[الكهف: 103-104]
فانتبه يا عبد الله ، ليس الدين بالجعجعة ولا بالشعارات ، ولا بالهتافات ، ولا بيعيش فلان ، ويسقط فلان ، ولا بالذين يطلبون المناصب ، ويريدون أن يتربعوا على الكراسي ؛ إنما يتطلب أن يكون العبد مخلصًا لله - عز وجل- ، وأن يكون عمله موافقًا لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لن ننتصر بعُبَّادِ القبور ، ولا بمن يقول مدد يافلان وفلانة ، ولا بمن يقول مدد يا برعي ، مدد يا نقشبندي ، مدد يا شاذلي ، مدد يا مرغني ، مدد يا حسين ، مدد يا بدوي ، مدد يا مرسي ، مدد يا تيجاني ، مدد يا مرغني ، مدد يا عيدروس ، لا، هؤلاء مشركون ، الذين يطلقون هؤلاء الكلمات مشركون ، عُبَّادُ القبور ، لا يقبل الله منهم صرفًا ولا عدلاً .
فانتبه يا عبد الله ، لن ننتصر بعُبَّادِ القبور ، لن ننتصر بعُبَّادِ الأضرحة ، لن ننتصر بعُبَّادِ المشاهد، لن ننتصر بعُبَّادِ الأشخاص ، لن ننتصر بمن يعبد بني آدم - من دون الله -، لن ننتصر بمن يقول : أغثنا يا فلان ويا علان ، لن نتصر بمن يقول : إذا كنت في هم وغم فنادني ؛ إنما الذي ينادى عند الهم والغم هو الله وحده .
فانتبه يا عبد الله ، لن ننتصر بالذين يعكفون عند القبور ، ويقدمون لها الذبائح والنذور ، ويدعونها من دون الله - تبارك وتعالى - العزيز الغفور .
لن ننتصر بهؤلاء ؛ بل هؤلاء أكبر معاول الخذلان والهزيمة .
نعم ؛ حتى نرفع شعار التوحيد خاليًا صافيًا مصفى من أي خدش ،لن ننتصر بعُبَّادِ العلمنة ، وأتباع الغرب المتفرنجين ، ولا باتباع المتزمتين الخوارج ، كلا الطرفين زائغون عن الحق ، وضالون عن سواء السبيل ، أهل الشهوات وأهل الشبهات ، وهما أعظم تيارين تتعرض له أمتنا في هذا الزمان .
تيار الشهوات ، تيار عُبَّاد الفروج ، تيار عُبَّاد الشهوات ، تيار أصحاب التمثيليات ، حتى التي يسمونها تمثيليات إسلامية !، فإنها دجلٌ وسفه ، تيار أرباب الشهوات ، تيار المقلدين للغرب ، تيار الذين يتنكرون للدين ، ويرون أن الحضارة في تقليد الغرب والمتفرنجين ، وغزونا بشتى قنواتهم الفضائية الخبيثة ، باسم التقدم تارة ، وباسم الحرية تارة ، وباسم الحضارة تارةً أخرى ، وباسم العولمة تارةً أخرى ، وباسم حرية الرأي تارةً أخرى ، وباسم حقوق الإنسان تارة ، وباسم حقوق المرأة - التي جُعِلت قميص عثمان - تارةً أخرى .
كذلك لن ننتصر بالخوارج الذين يستحلون دماء المسلمين ، التكفيريين ، أدعياء الجهاد ، الذين يقتلون المسلمين والمعاهدين والمستأمنين ، ويستحلون ذلك ، ويسمونه جهادًا في سبيل الله !، وحاشا لله ؛ إنه جهادٌ في سبيل إبليس ، ومن أجل إبليس ، ومن أجل أعوان إبليس من الشرق والغرب ،{ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ** [الكهف: 103-104] { أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا** [فاطر: 8]
فانتبه لهذا يا عبد الله ، انتبه لن ننتصر بهؤلاء الذين يتعلقون بالسفهاء ، حدثاء الأسنان ، سفهاء الأحلام ، القابعين في الكهوف ، والذين فرقوا الأمة ، وجعلوها شذر ومذر ، وأعطوا بعض الشباب المُغرَّرِ بهم -بزعمهم - مفاتيح الجنة ، وأنه ليس بينهم وبين الجنة إلا أن يقتلوا فلانًا وفلانًا ، ولو كان من طلاب العلم ! ولو كان ممن يسهر على حراسة وحماية المسلمين ليل نهار !.
نعم ، أبدًا هؤلاء قتلة علي وقتلة عثمان - رضي الله عنهما - ؛ فإياكم وإياهم ، إياكم وإياهم ، إنهم مجرمون ، إنهم أخطر على الأمة من أصحاب الشهوات ؛ لأن الشهوات يَمُجُّهَا كل ذي فطرة سليمة ، وكل ذي عقل سليم ، كل واحد يعرف أن الزنا حرام ، وأنه قذر ، وأن الخمر مض ر، لاشك أنها بريد الكفر ، المعاصي بريد الكفر ؛ لكن أي عاقل حتى ولو لم يكن[ كافرًا ] ، الآن في بلاد الكفار يمنعون المخدرات والتدخين ، ليش ؟ هل قصدهم التحريم ؟ لا، قصدهم الضرر الصحي ، فالعاقل يعرف أن هذه الأشياء مضرة ، وأنها أسباب لكثير من الأمراض الفتَّاكة ، لكن المصيبة على المسلمين ؛ من يتشدقون باسم الدين ، والدين من كثير منهم براء .
فانتبهوا واحذروا من هذه الفئة الضالة ؛ بأطرافها المتعددة الكثيرة ؛ التي لا حصر لها في هذه الأزمنة ، والزموا هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، قولاً وعملاً واعتقادًا ؛ فإن هذا هو طريق الخلاص ، وهو طريق استرداد المسجد الأقصى ، إذا أردنا استرداده حقًا .
----------------------------------------
انتهى تفريغ المقطع
ملاحظة 1 :
أحسب مقصود الشيخ -حفظه الله-: "مسلمًا" إذ هو الأنسب والمتفق مع السياق.
ملاحظة 2 :
منقول من موقع الشيخ