موسكو - تستغرق هذه النزهة للمريخ نحو 520 يوما، وعلى مدى هذه المدة، قرابة عام ونصف العام، سيظل ستة أشخاص في أزهى أيام عمرهم حبيسين في حاوية كبيرة بدءا من يوم أمس الخميس في ساحة المعهد الروسي لأبحاث الطب الحيوي في موسكو، حيث ستجرى هذه التجربة في خدمة العلوم وتعتبر الأطول حتى الآن من بين التجارب المتعلقة بالفضاء. وسيخضع هؤلاء لأحدث تقنيات المراقبة خلال هذه المدة. وسيقضي المتطوعون الستة من روسيا والصين وفرنسا وإيطاليا كل هذه المدة دون أن يروا الشمس في هذه الفترة، أي خمسة أضعاف مدة التجربة الأولى التي أجراها الباحثون المتخصصون في دراسة كوكب المريخ قبل نحو عام عندما قضى الألماني أوليفر كنيكل 105 أيام تحت المراقبة في "فضاء موسكو".
ويراقب الأطباء النفسيون الشباب الستة الخاضعين للتجربة ويحللون سلوكهم الاجتماعي ويرصدون الوقت الذي يمضيه أحدهم مع شخص آخر والمكان الذي يفضلونه لهذا الوقت. يذكر هذا الأمر ببرنامج بيج براذر التلفزيوني الذي ينقل حركات وهمسات المشاركين في البرنامج على مدى 24 ساعة مع الفارق أن التجربة لا تسمح بطرد أحد.
ولن يتدخل القائمون على التجربة في سير الأحداث إلا في الحالات الطارئة والخطيرة فقط، كأن يردد أحد الشباب الستة كلاما عن الانتحار.
ويحاول العلماء إجراء هذه التجارب بشكل أقرب ما يكون للواقعية.فعلى سبيل المثال سيستغرق وصول الخبر الذي يرسله المشاركون في التجربة للمشرفين على التجربة "في المحطة الأرضية" عشرين دقيقة وهي الفترة التي يستغرقها فعلا وصول إشارة مرسلة من المريخ بسرعة الضوء حيث ان المريخ يبعد عن الأرض بما يساوي المسافة بين الأرض والقمر مئتي مرة.
ويقدم "رواد الفضاء" بشكل منتظم عينات من الدم والبول للمشرفين على المشروع البحثي. كما سيتم فحص السائل المنوي لديهم قبل "الانطلاق" وبعد "العودة".
ويتكلف المشروع إجمالا نحو عشرة ملايين يورو.