أجمعت كل التحاليل على أن النقطة السوداء التي ميزت مشوار المنتخب الوطني في نهائيات كأس إفريقيا للأمم بأنغولا كانت على مستوى خط الهجوم الذي لم يسجل سوى أربعة أهداف، ثلاثة منها سجلت في مقابلة واحدة ضد كوت ديفوار وهي حصيلة غير مشجعة طبعا وتدعو للتساؤل قبل أشهر قليلة عن الموعد العالمي الكبير بجنوب إفريقيا.
وعند تحليل مردود الهجوم الجزائري في "الكان« تتوجه أغلب أصابع الاتهام إلى قلب الهجوم عبد القادر غزال الذي خيّب كل الآمال، في رأي الكثير، باعتبار أنه عجز عن التسجيل ولو مرة واحدة على الرغم من إقحامه أساسيا في المقابلات الست التي لعبها "الخضر« بالمناسبة.
وراحت مختلف التحليلات تحمل لاعب سيينا مسؤولية العقم الذي أصاب الخط الأمامي الجزائري على الرغم من أن الجميع هللّ لقدوم اللاعب منذ أقل من عام وراح يمدح إمكانياته الكبيرة التي جعلت منه محل اهتمام بعض الأندية العريقة في البطولة الإيطالية على غرار جمعية روما التي تتابع خطواته مع فريقه الحالي سيينا.
لكن الاختصاصيين من لاعبين قدامى وتقنيين يرفضون أن يكون غزال الشماعة التي يعلق عليها العجز الذي أصاب الهجوم الجزائري في دورة أنغولا، سيما وأن ذات الإشكال كان قد طرح طوال التصفيات المؤهلة إلى كأسي العالم وإفريقيا، حيث يدرك الجميع بأن كتيبة سعدان كانت تجد في كل مرة صعوبات كثيرة لزيارة شباك المنافسين، وأن أغلب الأهداف الجزائرية كانت من تسجيل المدافعين وبعد كرات ثابتة.
هذه الحقيقة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن "العيب" ليس في غزال وحده، وأنه يتوّجب البحث عن الحلول بمنظار آخر، وهو الرأي الذي يذهب إليه أغلبية التقنيين، رامين بالكرة في مرمى المدرب الوطني المطالب بطبيعة الحال بإيجاد الحلول اللازمة من أجل إعادة الروح إلى الهجوم الجزائري، سيما وأن المهمة لن تكون يسيرة خلال المونديال القادم.
غزال يبرر بغياب جبور
أما غزال نفسه فيؤكد أنه افتقد كثيرا زميله رفيق جبور الغائب عن دورة أنغولا، خاصة وأن الانسجام بين اللاعبين أصبح كبيرا، على حد قوله، معربا عن سعادته الكبيرة لعودة جبور إلى المنافسة مع فريقه اليوناني له بأن يكون جاهزا للمواعيد القادمة التي تنتظر المنتخب الوطني.
ورغم كل الانتقادات التي طالته بسبب صيامه عن التهديف في الملاعب الأنغولية، إلا أن غزال مرتاح لأدائه معتقدا بأنه لم يبخل بأي مجهود في كل المقابلات التي لعبها، تماما مثلما هو الحال بالنسبة لبقية زملائه.
بن شيخة: "غزال لم تصله كرات من الأجنحة"
ذات الرأي يدعمه مدرب المنتخب الوطني للمحليين عبد الحق بن شيخة الذي أكد بأن لاعب نادي سيينا الإيطالي قد أبلى البلاء الحسن في الدورة الإفريقية، رغم أن الحظ لم يحالفه ولم يسجل أي هدف، وهو الأمر الذي أرجعه بن شيخة إلى فشل اللاعبين الجزائريين في صنع فرص كثيرة سانحة للتسجيل، وهو الأمر الذي يدفع لعدم رمي كل اللوم على غزال.
تصريحات بن شيخة تفتح النقاش حول النظام العام الذي ينتهجه المنتخب الوطني على مستوى الخط الأمامي، حيث يلاحظ المدرب الوطني للمحليين بأن بناء الهجومات إنطلاقا من الجناحين يكاد يكون منعدما، وهو من بين الأسباب التي تزيد في عزلة قلب الهجوم، ما يدفع لإعادة النظر في ذلك تحسبا لموعد جنوب إفريقيا.
مناد: "العيب ليس في غزال"
من جهته، لا يتردد هداف "الخضر« الأسبق جمال مناد في الدفاع عن غزال، مؤكدا أن هذا الأخير قام بمجهودات كبيرة وأقلق دفاعات الخصوم بدون كرة، وإذا لم يبتسم له الحظ في التهديف فلأنه ببساطة لم يتلق كثيرا من الكرات الخطيرة التي من المفروض أن تأتيه من العمق أو من الأجنحة.
ويذهب المدرب الحالي لشبيبة بجاية للتأكيد بأن غزال سيكون دوره كبيرا في الهجوم الجزائري لو تمكن المدرب الوطني من إيجاد الحلول اللازمة لإعادة تفعيل الخط الأمامي، وهي المهمة التي لن تكون سهلة بالتأكيد على خلفية مشوار هجوم "الخضر« في التصفيات.
ومع ذلك، فإن عودة جبور، الذي يتمتع بفورمة كبيرة في الوقت الحاضر، من شأنها أن تمنح "الشيخ" سعدان مفاتيح جديدة لمعالجة النقائص التي يعاني منها الخط الأمامي.