يواصل المدرب الوطني، رابح سعدان، انتقاده للاتحاد الإفريقي لكرة القدم بطريقة قد تجلب له بعض المتاعب مستقبلا، فالشيخ لم يعد قادرا على الإطلاق أن بقى صامتا، وهو الذي لم يحتمل ظلم الحكم البنيني كوفي كوجيا الذي أراد بطريقته الخاصة أن ينهزم الجزائريون، بعد أن تجرد من أهم مبدأ في شخصية أي حكم، وهو العدل والتعالي عن أي سلوك مشين يمكن أن يضر بسمعة هذه المهنة النبيلة التي مرغها كوجيا في التراب، مثلما فعل قبله كثير من الحكام الأفارقة، على غرار الحكم الغيني الذي كاد أن يحرم الخضر من الذهاب إلى المونديال على أرضنا، عندما عمل كل شيء من أجل أن يمنح الأفضلية للمنتخب الرواندي في البليدة، وتقديم خدمة للمصريين الذين راهنوا على المعجزة لتعزيز حظوظهم في سباق التأهل إلى الموعد العالمي مع الجزائر
ولا يفوت رابح سعدان أية فرصة منذ مباراة "العار" ليوم الخميس الماضي ببنغيلا، كي يفرغ ما في جعبته من إحساس بالظلم و "الحقرة" تجاه ما حدث له ولكل الجزائريين أمام "الفراعنة"، وهو ما قاله في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة في تصريح مباشر على قناة الجزيرة من بنغيلا، حيث جدد موقفه بخصوص عمل الكواليس الذي يتقنه المصريون كثيرا، والذي لولاه لما كان بمقدور فريقهم التغلب على الجزائر والتأهل إلى الدور النهائي.
وقال الناخب الوطني بصريح العبارة: "لست بحاجة لأن أقدم مزيدا من الشروحات بخصوص الطريقة التي أصبح يستخدم فيها التحاد الإفريقي لكرة القدم من أجل خدمة مصالح المصريين، سيما عندما يتعلق الأمر بمواجهتهم للمنتخب الجزائري، فالجميع يعرف هوية الأشخاص الذين يعملون بالاتحاد الإفريقي، وأن أغلبهم مصريون ما دام أن مقر "الكاف" نفسه بالقاهرة، ولما أدرك المصريون أنه لا يمكنهم هزمنا فوق أرضية الميدان ـ سيما بعد الوجه القوي الذي ظهرنا به أمام كوت ديفوار ـ فإنهم لم يترددوا في تحضير طبختهم المعهودة باستمالة الحكم إلى جانبهم"، قال سعدان.
ويبدو أن "الشيخ" قد آل على نفسه هذه المرة أن يشن حملة على الاتحاد الإفريقي من خلال دعوة الاتحادات الإفريقية إلى التحرك والمطالبة بتحرير الهيئة الكروية الإفريقية من قبضة "الفراعنة"، وذلك بتغيير مقر "الكاف"، حيث أن الأمور لن تتغير أبدا ما دامت القاهرة تحتضن هذا المقر، فهل سيتحرك الأفارقة أخيرا ويضعون حدا "لعنجهية" المصريين، أم إنهم سينتظرون سقوط ضحايا آخرين وهم يتفرجون؟