رغم أنها كانت تراهن كثيرا على نسبة مشاهدة كبيرة في المغرب العربي وفي الجزائر بالخصوص منذ شهور خاصة بعد تأهل الخضر.
إلا أن هذا المكسب قد تضيّعه قناة الجزيرة الرياضية التي أبانت عن وجه آخر، ومالت كفة ميزانها لأرض الكنانة، وهذا ما لاحظه المشاهدون الجزائريون في مقابلة الخضر ضد الفراعنة، وانقلب الجمل بما حمل على كعبيه، وتغيّرت سياسة تغطية كان 2010 بإتجاه الجمهور المصري الذي يبدو أن تأثيره كان عميقا منذ بداية »الكان« رغم أن الأبواب أغلقت في وجوه موفدي القناة وبقيت المادة الإعلامية التي تصل للجمهور الرياضي قليلة مقارنة بتلك التي تصل عن المنتخب الجزائري الذين تعاملوا باحترافية مع جل ممثلي وسائل الإعلام العربية في أنغولا، واختلطت الأمور على الإداريين والمنشطين وخبير التحكيم والمحللين، بما في ذلك التونسيان الخلصي وطارق ذياب، هذا الأخير الذي أصبح يحلل مقابلات المنتخب المصري بمدح كبير وبمنظور يعتمد على قاعدة عدم إغضاب الجمهور المصري وأم الدنيا رغم أن الدكتور المصري »علاء صادق« تحدث قبل مقابلة الخميس وقال بأن »منتخب مصر ليس ذلك المنتخب الذي يعرفه في دورتي 2006 و2008 وتأهله كان بالحظ«، فما الذي تغيّر عند الأخ ذياب الذي دارت به الكرة الأرضية دورة كاملة أم أنه يكون قد أخذ بنصيحة مدير البرامج على مستوى القناة وابن بلده الخلصي الذي طالب منه عدم الدخول في نقاش مع المحللين المصريين وعدم جرح الشعب المصري مثلما يرى، لأنه مهما يكن فمصر أم الدنيا والكل يعلم ماذا حدث للمحلل ذياب الذي دخل في صراع ونقاش كلامي مع المحللين المصريين ناصف زكريا ونادر السيد حينما صرح على المباشر بأن 80بالمائة من شعوب المغرب العربي كانت تتمنى إنهزام المنتخب المصري أمام النيجيري في أولى المقابلات، ليكتشف الجمهور الجزائري وجها آخر لهذا المحلل الذي أدار ظهره للمنتخب الجزائري وبقي يتحدث عن المنتخب المصري الذي فاز على نصف فريق برباعية، على أنه كان الأحسن وتحضيره كان جيدا، متناسيا في نفس الوقت بأن لاعبينا دخلوا تحت الضغط لأنهم واجهوا منتخبا تغنت فضائياته بكره شديد للجزائر، وشتمت الشهداء وهي العبارات التي شاهدها الجميع في اللافتات والشعارات التي حملها جمهورنا الذي تنقل إلى بانغيلا.
وإذا كان ذياب قد خرج عن مبادئه وتخلى عن شخصيته حفاظا على مكانته في »بلاطو« التحليل عبر القناة فإن خبير التحكيم »جمال الشريف« تحدث عن التحكيم وكأنه كان يقصد التحكيم في رياضة أخرى، وتحدث عن المقابلة على أنها كانت تحمل خلفيات سابقة، وأن كل ما أعلن عنه الحكم »كوجا« كان صحيحا باستثناء البطاقة الصفراء لـ حليش لكنه عاد ليؤكد بأنه كان يستحق الطرد في ضربة الجزاء، وهو ما لم يفهمه الجمهور الجزائري الذي استغرب لكلام السوري »جمال الشريف« الذي أدخلنا في قاموس قوانين تحكيم أخرى لم نعرفها من قبل وبقي الإستفهام قائما: هل القناة أحست بأنها أخطأت في حق المصريين أم أنها تحسن المراوغة في وسط ميدان المنتخبين وتسجل في شباك الجزائريين مرات وفي شباك المصريين مرات أخرى ومتى شاءت؟وهو الأسلوب الذي يفقدها المقابلة وتخرج منهزمة وخاسرة للمشاهد الجزائري الذي قد يضطر لتكسير بطاقاتها مثلما حدث في الكثير من الولايات لأنها مدحت المصريين على حساب الجزائريين بطريقة غريبة، وبتحليل تافه كان خارجا عن الإطار الرياضي الذي أهملت فيه قضية واضحة تتعلق بحكم بنيني اسمه كوجيا يتمنى كل الشعب الجزائري أن لا يشاهده طوال حياته وينضم للقائمة السوداء التي تضم أيضا الغيني الذي أدار مقابلتنا ضد رواندا بالبليدة.