في خرجة جديدة من خرجات الفتاوى الأزهرية المتتالية التي بات يطلقها بعض أساتذة الشريعة من حين لآخر، أجاز الدكتور سعد الدين هلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر "فك شفرات" قناة الجزيرة الرياضية التي تملك حقوق بث مباريات كأس الأمم الإفريقية بما فيها المنتخب المصري.
واستند المفتي في ذلك إلى أن أفراد المجتمع في حِل من أي نص قانوني أو اتفاق مع قناة "الجزيرة الرياضية" لأنهم لم يكونوا طرفاً أصلاً في هذا الاتفاق الذي يربط بين القنوات الفضائية بعضها بعضا، وأشار المعني إلى أن الأصل في جميع الأمور الإباحة ما لم يرد نص شرعي بالتحريم أوتجريم للممارسة المعنية في القانون، مؤكداً أن الأفراد إذا لم يرتبطوا بأي اتفاق مع قناة "الجزيرة الرياضية" فمن حقهم مشاهدة المباريات التي تبثها.
ويعتبر البعض هذه الفتوى تحليلا للسرقة باسم الدين فضلا عن أنها إقحام الإسلام في أمور يعتبرها العديد من العلماء مجرد لهو ومرح وانصراف عن الدين لأمور الدنيا، كما أن الفتوى تؤكد مرة ثانية بما لا يدع مجالا للشك بأن بعض رجال الدين الأزهريين بالغوا في تملقهم للحكام وأصحاب النفوذ والمال وباتوا أدوات في أيديهم يستخدمونهم للتأثير في الرأي العام وإصدار فتاوى حسب أهوائهم مثل فتوى إباحة بناء الجدار الفولاذي لمحاصرة غزة..! ولم يستبعد بعض المتتبعين لشؤون الأزهر وفتاويه الغريبة أن يأتي زمان يبيح فيه هؤلاء مشاهدة وعرض الأفلام الإباحية بدعوى التثقيف الجنسي، بحجة أن الهدف نبيل وذلك في ظل الجدل القائم حول جواز تدريس مادة التربية الجنسية من عدمها.
وفي الاتجاه المعاكس لهذه الفتوى، أكدت الدكتورة سعاد صالح أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر أن مفهوم الاحتكار لا يتحقق إلا في حالة التأثير على الضرورات الخمس، وهي: الدين، النفس، العرض، العقل والمال، وبما أن عدم مشاهدة مباريات كأس الأمم الأفريقية لا يؤثر في أي من هذه الضرورات ولا يؤدي لهلاك الإنسان؛ فلا يجوز شرعاً فك شفرات قناة "الجزيرة الرياضية" ومشاهدة بطولة كأس الأمم الإفريقية التي تعد لهواً ومرحاً، وليست من الأمور الضورورية، واتفق معها الشيخ علي أبو الحسن، الرئيس السابق للجنة الفتوى بالأزهر، الذي أكد أنه متى ثبتت ملكية أي شيء، فلا يجوز التعدي عليه أو الاستفادة منه إلا بإذن صاحبه.