من قال إننا انهزمنا في بانغيلا.. فقد كذب؟!
فشل الحكم البينيني كوفي كودجيا في إلغاء احتفالات الجزائريين الذين خرجوا ليلة أمس إلى الشارع في كل مناطق البلاد تعبيرا عن سعادتهم بأداء الفريق الوطني.
في تيزي وزو قال المناصرون إن الفريق الوطني صمد أمام الحكم الذي طرد خيرة لاعبي الفريق إضافة إلى حارس المرمى، ورغم الضغط الذي واجهه اللاعبون إلا أنهم صمدوا وقاوموا وبذلك قال سكان تيزي وزو إن الفريق الوطني أدى ما عليه بجدارة.. وفي بجاية بات أنصار المنتخب يتساءلون عن إمكانية أن تقرر الكاف إعادة المباراة وقال أنصار المنتخب في هتافاتهم إن الحكم البينيني أساء إلى مكانة الكرة الإفريقية التي قاتل محاربو الصحراء وفرق أخرى من أجل رفع مكانتها، وفي وهران قال مناصرو المنتخب إنهم كانوا يتصورون أن يلعب الفراعنة بندية وبقوة ولكنهم لم يتصوروا أن يلجأ "الأشقاء" إلى هذه الأمور، وفي سياق مشابه تساءل مناصرون "كيف للاعبين أن يسجدوا بسبب هدف لم يسجلوه بحسن أدائهم". وأجمع الجزائريون الذين تتابع وصولهم إلى شوارع العاصمة وكل المدن الجزائرية عقب نهاية اللقاء على أن الحكم لبس الثوب الخطأ إذ كان من المفروض أن يلبس قميصا أحمرا يحمل الرقم 12 كما ركز أنصار المنتخب الوطني على ضرورة تهدئة خواطر اللاعبين الجزائريين الذين ألفوا على تحقيق الإنجازات داخل البساط الأخضر فقط..
"من قال إننا انهزمنا في بانغيلا...فقد كذب"؟!
وفند الجزائريون أمس كل المشككين الذين زعموا أن الجزائريين واقفون وراء فريقهم في الانتصارات فقط، ففي وهران يوم أمس، وعلى غرار كل تفاصيل الفرحة التي أهداها الخضر للجزائريين في سهرات لا تنسى منذ أشهر، تجمع المواطنون في ساحة أول نوفمبر، وأمام مقر الإذاعة والتلفزة الجهوية، ليقولوا بصوت واحد "تحيا الجزائر...وان تو ثري، فيفا لالجيري"... الهتاف أمس تواصل في عدة ولايات بغرب البلاد، من بلعباس إلى تلمسان، معسكر، مستغانم، الشلف، وصولا إلى البيض، النعامة وبشار، وغيرها من المدن، حيث حيا الجمهور أداء اللاعبين.
الفرحة أمس، امتدت الى الفجر، ووحدت بين الأنصار، ليتأكد مرة أخرى، أنّ حب الوطن يتحقق أكثر في اللحظات الحاسمة وفي أوقات الشدة والمحن؟!
حتى النساء شاركن في الفرحة بإطلاق الزغاريد، والشباب بلعوا الهزيمة الظالمة بطيبة خاطر، لأنهم قالوا بأنها ليست هزيمة، وأن ما وقع أمس ليس مقابلة نزيهة، معترفين برجولة من بقي في الميدان صامدا ومن خرج منه مطرودا مظلوما، فكلهم أبطال رفعوا الراية في وقت الشدة، جاعلين الملايين يفعلون الأمر ذاته في الشوارع بكل اعتزاز وفخر ورجولة؟!
في الشرق كما في الغرب مثلما في الجنوب أرسل الجزائريون رسالة الى العالم مفادها أن المنتخب الجزائري قوي، وأن الجزائريين عادلون في غضبهم وفي رضاهم لا تدفعهم أي ظروف لتحميل فريقهم نتيجة انحياز الحكم.