عاش المعلقون الثلاثة لقناة الجزيرة الرياضية الجزائري حفيظ دراجي والتونسي عصام الشوالي والمصري علي محمد علي الساعات الأخيرة قبل المباراة على الأعصاب، حيث كان ثلاثتهم يحضر لثاني أصعب مباراة سيعلقون عليها خلال مشوارهم الصحفي بعد لقاء أم درمان في 18 نوفمبر الفارط .
فالجزائري حفيظ والمصري علي حضرا جنبا إلى جنب المباراة، كما تبادلا المعطيات حول كل منتخب، مؤكدين بأن العلاقة بين الشعبين ليست متوقفة على لقاء كرة قدم، فيما كان التونسي عصام أكثر راحة من زميليه، ولكنه وجد نفسه في موقف حرج بالتعليق على مباراة فيها حساسية وتلعب أيضا بخلفيات كثيرة .
ولئن اختلف المعلقون الثلاثة في بعض النقاط، إلا أنهم اتفقوا على شيء ألا وهو صعوبة التكهن بسيناريو المواجهة ولا النتيجة، علما بأنه ما عدا عصام الشوالي، فإن حفيظ دراجي وعلي محمد علي تمنى كل منهما الفوز لمنتخب بلاده بطبيعة الحال.
علي محمد علي :
" لم أنم ليلة مباراة الجزائر ومصر "
أقر المعلق المصري علي محمد علي بأنه عشية مواجهة مثل التي تجمع بين المنتخبين الجزائري المصري لا يمكنه النوم لأهميتها وصعوبة التعليق عليها "لأن في مثل هذه الظروف على المعلق أن يكون في المستوى ويقدم أفضل ما لديه مثل اللاعبين فوق أرضية الميدان لأن لديه مستمعين يريدون الاستمتاع باللقاء وما يسمعونه من المعلق، في لقاء مثل هذا يجب أن لا نخلط الأمور، فالأخوة والعروبة التي تجمعنا لا يجب أن تفرقها مباراة في كرة القدم، أنا أدعو الجمهور من الطرفين للاستمتاع بالمباراة التي تجمع بين عملاقين في الكرة العربية والإفريقية، فالمنتخب المصري في أحسن أحواله حاليا ولديه دين اتجاه الشعب المصري لعدم تمكنه من الفوز بتأشيرة كأس العالم بجنوب إفريقيا، ويريد اغتنام فرص ملاقاته مع الخضر للفوز عليه والتأهل إلى نهائي كأس إفريقيا، ويكون بذلك قد أعاد المصريون الاعتبار، وأما المنتخب الجزائري فهو في يسر في طريق صحيح ومستواه يستحسن من لقاء لآخر ولاعبوه مرتاحون أكثر من الناحية النفسية، لذلك علينا أن نستمتع بمشاهدة مباراة مثل هذه ونفتخر بمنتخبات عربية تلعب كرة عالمية، ولا نشعل الفتنة بين الشعوب لأن المستفيد الوحيد هو الإعلام الغربي."
وأضاف علي محمد علي : " أعتقد بأننا استفدنا كثيرا من أخطاء الماضي وأتمنى أن لا تتكرر سيناريوهات لا تسمن ولا تغني من جوع "
" مباراة كوت ديفوار ذكرتني بلقاء ألمانيا 1982 "
إلى ذلك أشاد علي محمد على بأداء المنتخب الجزائري في مواجهة ربع النهائي أمام منتخب كوت ديفوار الذي كان مرشحا للفوز بالدورة وحظوظه كانت كبيرة على الورق للتغلب على الخضر، ولكن واقع أرضية الميدان أكد العكس حسب المعلق المصري: "أستمتعت بلقاء ربع النهائي بين المنتخبين الجزائري والإيفواري لأنه كان في مستوى عال، وأظهر الخضر في تلك المواجهة كرة قدم جميلة وروح قتالية فوق أرضية الميدان جعلتهم يتفوقون على كوت ديفوارمن كل النواحي, وأداء الخضر في تلك المواجهة ذكرني بأداء منتخب 1982 الذي تفوق على الماكنات الألمانية."
المصريون كذلك يلعبون بروح قتالية
وفي سياق ذي صلة قال علي محمد علي بأن المنتخب المصري يلعب هو كذلك بروح قتالية، وفي الأوقات الصعبة يجد الحلول ويخرج سالما غانما: "الروح القتالية والبسالة لم تفارق يوما لاعبي المنتخب المصري، ولاعبونا لا يحتاجون إلى من يمنهم القوة، فمن تلقاء أنفسهم تتولد لديهم قوة كبيرة ولا خوف عليهم عندما يكونون في مهمات صهبة "
حفيظ دراجي :
" أمس كنت جزائريا مائة بالمائة "
قال المعلق حفيظ دراجي بأنه حضر مباراة أمس رفقة زميله المصري علي محمد علي كونهما صديقين ويعملان في نفس القناة، وكل واحد منهما يحترم الآخر، وليس لمباراة في كرة القدم أي تأثير على العلاقة الطيبة بينهما: "رغم حساسية وأهمية اللقاء فنحن نحضر أنفسنا بصفة طبيعية ولا نكترث لما يقال هنا وهناك، فالضمير المهني يفرض علينا أن نكون موضوعيين إلى أبعد الحدود في أداء وضيفتنا الحساسة والتي لديها تأثير كبير على الجمهور، وقد منحنا مسؤولو الجزيرة الرياضية نوعا من الحرية للتعليق على المباراة لأنهم يدركون بأن لا أحد منا سيتحكم في نفسه ويبعد الذاتية، فقد كنت جزائريا في تعليقي على اللقاء ونفس الشيء لمحمد علي، وهناك الزميل عصام الشوالي الذي كان حياديا، وهكذا عملنا في اللقاء الأخير بين المنتخبين في أم درمان، تلك المباراة التي استقطبت أنظار كل متتبعي كرة القدم على وجه المعمورة"
وأوضح دراجي بأنه رغم الحرية التي منحت للمعلقين خصيصا خلال مواجهة المنتخبين الجزائري المصري، إلا أن لا أحد منهما يتشفى في الآخر: "إننا لا نتشفى في بعضنا بعضا، فلا أخلاقنا ولا أخلاقيات المهنة تسمح لنا بذلك.
" عندما نبدأ التعليق ينتقص الضغط علينا "
وفي نفس السيقا قال دراجي بأنه كلما قرب موعد اللقاء يزداد عليه الضغط والتوتر، إلا أنه يتواجد في وضعية أفضل من الآخرين، خاصة وأنه يتحدث طوال المواجهة ولا يكبت أي شيء في نفسيته، وهو الأمر الذي يهون عليه أثناء المواجهة: "في مباريات مثل هذه الضغط يكون كبيرا والتوتر يزداد كلما قرب موعد اللقاء، ومن حسن الحظ عندما أكون في أستوديو التعليق ينقص التوتر وأهدأ لأني أتكلم طوال المباراة، هذا ومهما كانت النتيجة تبقى الرياضة رياضة وكرة القدم ما هي إلا جزء منها وعلينا أن نكون دائما في المستوى".
" مستوى الخضر في تصاعد "
وعن المستوى الحقيق للمنتخب الوطني الجزائر يرى حفيظ دراجي بأن الخضر في تحسن متسمر ومن مباراة لمباراة يظهر رفقاء زياني بمستوى أكبر، وهذا راجع للثقة الكبيرة التي تحذو اللاعبين: "مهما كانت النتائج علينا أن نفتخر بالمنتخب الوطني، فما حققناه إلى حد الآن يدل على أن الخضر تطوروا كثيرا ووجدنا الفريق الذي كنا نبحث عنه منذ مدة، فقد تمكنا من الوصول إلى أبعد الحدود في كأس إفريقيا وتأهلنا إلى كأس العالم المقبلة بجنوب إفريقيا "
عصام الشوالي :
" أسميت الخضر بمنتخب المجاهدين "
يرى التونسي عصام الشوالي بأن التعليق على مباراة كبيرة مثل التي جمعت بين المنتخبين الجزائر والمصري شرف كبير له، لأنها مباراة تجمع بين منتخبين عربيين كبيرين يلعبان كرة قدم جميلة، يستمتع بها كل عشاق اللعبة، مشيرا إلى أن مواجهة من هذا الحجم لا تتكر كثيرا في مشاور أي معلق، خاصة وأنها تحدث ضجة إعلامية كبيرة قبل وأثناء وبعد نهايتها "
وقال الشوالي بأن مستوى المنتخب الجزائري في تصاعد مستمر والدليل بدايته الضعيفة أمام مالاوي ثم انطلق كالسهم ، إلى أن ارتطم بمنتخب كوت ديفوار في ربع النهائي وأكد قوته وتفوق على النجوم الإيفوارين، هذا وبعد الأداء الذي ظهر به الخضر في كأس إفريقيا وتلك الروح القتالية التي لعبوا بها أبيت إلا أن أطلق عليهم اسم منتخب المجاهدين "
ويرى محدثنا بأنه لا نيجيريا ولا غانا بإمكانهما الوقوف في وجع الفائز من لقاء الجزائر ومصر لأن المنتخبين العربيين أقوى بكثير: "الفائز من لقاء أمس، هو من سيفوز بكأس إفريقيا للأمم"، وتجدر الإشارة إلى أن مباراة أمس، هي الثالثة التي علق عليه الشوالي بين المنتخبين الجزائري والمصري، حيث سبق وأن علق على المباراة التي فاز بها الخضر في كأس إفريقيا بتونس سنة 2004، كما علق على مباراة أم درمان بالسودان في 18 نوفمبر الفارط .