ربما كثيرون لا يعرفون بأن 80 بالمائة من التشكيلة الحالية لمنتخب كوت ديفوار كان قد دفع بها إلى الواجهة المدرب الفرنسي روبير نوزاري، بحكم أنه عمل مع هذا الفريق لمدة ست سنوات كاملة وذلك على فترتين من 1996إلى1998 ومن 2000إلى 2004.
لذا فضلت "الشروق" الاتصال بهذا التقني لمعرفة توقعاته بخصوص المباراة الهامة التي تنتظر الخضر أمام الفيلة العاجية لحساب الدور ربع النهائي لكأس إفريقيا للأمم.
*بحكم تجربتكم الطويلة مع المنتخب الإيفواري، هل لنا أن نعرف نقاط قوته تحسبا للمقابلة الهامة الي تنتظر المنتخب الوطني أمامه؟
لعلمك، فإنني أنا من ساهمت في تألق 80 بالمائة من التشكيلة الإيفوارية الحالية، وعليه فإنكم غير مخطئين عندما تقولون أنني أعرف الفريق الإيفواري جيدا. أظن أن هذا المنتخب عرف تحسنا ملحوظا في السنوات الأخيرة بدليل أنه أضحى من بين أقوى المنتخبات العالمية وليس الإفريقية فقط، ولعل الخبرة التي اكتسبها لاعبوه من خلال انضمامهم لأعرق الأندية الأوروبية هو الذي جعل من الفيلة اليوم فريقا محترما ويحسب له ألف حساب.. وإذا عدت إلى سؤالكم، فإنني أقول أنه لا تكاد تجد نقاط ضعف في هذا المنتخب،، حيث أنه كل متكامل ويزخر بالنجوم التي يمكنها أن تصنع الفارق في أية لحظة من لحظات المقابلة، وعليه أنصح المنتخب الجزائري أن يكون حذرا كثيرا في تعامله معه.
*لو كنت مكان المدرب رابح سعدان، على ماذا كنت ستعتمد لمواجهة الفيلة؟
الأكيد أن ما يتوجب فعله بالأساس هو تحصين الخط الخلفي حيث على الجزائريين أن لا يتركوا المساحات إلى مهاجمي المنافس بالنظر إلى القوة الضاربة للخط الأمامي للإيفواريين.. تحصين الدفاع وتجنب الأخطاء الفردية والتقنية في المنطقة الجزائرية، هما في نظري أهم الأسلحة التي بمقدور منتخبكم الاعتماد عليها في مواجهة الإيفواريين.
*نفهم من كلامكم أن الانطلاق نحو الهجوم مغامرة حقيقية؟
أنا لا أقول هذا، ولكن المنتخب الجزائري عليه تحصين دفاعه أولا قبل التفكير في الهجوم، لأنه قد يصعب على الدفاع الجزائري مواجهة ترسانة المهاجمين الإيفواريين إذا ما غامر فريقكم بالهجوم، يجب شل حركات مهاجمي المنافس واستغلال أدنى الفرص للقيام بهجمات معاكسة إذا ما أراد المنتخب الجزائري الإطاحة بالإيفواريين.
*بالنظر إلى المقابلات الأولى للجزائريين في "الكان"، هل تعتقدون بأنهم قادرون فعلا على إحداث المفاجأة؟
أعتبر بأن مباراة ربع النهائي أمام كوت ديفوار هي الاختبار الحقيقي للمنتخب الجزائري في هذه الدورة، لأنها المرة الأولى التي يجد فيها نفسه بمواجهة فريق من هذا العيار. إنكم تتفقون معي بالتأكيد عندما أقول بأن الفيلة ليسوا مالي أو أنغولا، وعليه فإن المهمة ستكون هذه المرة صعبة للغاية لفريكم، ومع ذلك فإنه ليس لديه ما يخسره، بل إن الموعد مناسبة مهمة لمدربكم كي يقف على الإمكانات الحقيقية لتشكيلته قبل أشهر قليلة من المونديال.
*من خلال كلامكم نفهم بأن حظوظ الجزائر في تخطي عقبة الإيفواريين ضئيلة جدا؟
يجب أن نكون واقعيين في تحليلنا لمعطيات هذه المقابلة، فالمنطق يرشح كوت ديفوار للعبور إلى الدور القادم، ولكن ما دام أن كرة القدم لا تعترف بالمنطق وليست علوما دقيقة مثلما يعلم الجميع، فكل شيء وارد في هذه المقابلة، بل أظن أنه على الجزائريين استغلال جزئية مهمة في هذا الموعد.
*ماذا تقصدون بذلك؟
الذي أقصده هو أن الضغط سيكون أكثر على الفريق الإيفواري، وهو شيء طبيعي باعتبار أن أغلب المتتبعين يرشحونه للظفر بالتاج الإيفواري، ويمكن لذلك أن ينعكس عليه بالسلب، سيما وأن الجزائريين سيلعبون بالمناسبة محررين من كل الضغوط، ما قد يسمح لهم بتفجير كل طاقاتهم ولما لا إحداث المفاجأة، المهم في رأيي أن يتجنبوا قدر الإمكان ارتكاب الأخطاء الفنية والحفاظ على تركيزهم طيلة أطوار اللقاء، لأن المنافس سيستغل بالتأكيد أية هفوة في هذا الخصوص.