... أتدرون ماذاأعني ... إنه
يوم الامتحان الأكبر، يوم السؤال عن الصغيرة والكبيرة، السائل رب العزة
والجلال، والمسؤول هو أنت، ومحل السؤال كل ما عملته في حياتك، من صغيرة أو
كبيرة، يا له من امتحان!!.
ويا له من سؤال!! وياله من
يوم يجعل الولدان شيباً، عند مسلم عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ : ((مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ
اللَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ
مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّم،َ وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا
يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَرَى إِلَّا
النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِه، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ
تَمْرَةٍ)).
نعم إنه امتحان مهول يدخله كل
الخلق في يوم مهول، عند مسلم من حديث طويل عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو
قال: قال رسول الله : ((... يُنْزِلُ اللَّهُ مَطَرًا كَأَنَّهُ الطَّل أي
يوم القيامة ـ .... فَتَنْبُتُ مِنْهُ أَجْسَادُ النَّاسِ ثُمَّ يُنْفَخُ
فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ثُمَّ يُقَالُ يَا
أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ
مَّسْئُولُونَ [الصافات:24]. قَالَ ثُمَّ يُقَالُ: أَخْرِجُوا بَعْثَ
النَّارِ فَيُقَالُ مِنْ كَم؟ فَيُقَال: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ
وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، قَالَ: فَذَاكَ يَوْمَ يَجْعَلُ ٱلْوِلْدٰنَ
شِيباً [المزمل:17]. وَذَلِكَ يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ [القلم:42])).
عباد الله: تذكروا وأبناؤكم
في قاعات الامتحانات الفسيحة، تذكروا عرصات يوم القيامة، والناس قيام شاخصة
أبصارهم، ألجمهم العرق من هول يوم السؤال، ورعب يوم الحساب يقول : ((إِنَّ
الْعَرَقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيَذْهَبُ فِي الْأَرْضِ سَبْعِينَ
بَاعًا، وَإِنَّهُ لَيَبْلُغُ إِلَى أَفْوَاهِ النَّاسِ أَوْ إِلَى
آنَافِهِمْ))[1].
تذكروا .. عند إلقاء السؤال
في الامتحان بسؤال الملكين في تلك الحفرة المظلمة .. تذكروا إِذَا وُضِعَ ـ
الواحد منا ـ فِي قَبْرِهِ وَتُوُلِّيَ وَذَهَبَ أَصْحَابُهُ حَتَّى
إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ ـ وجاء الممتحِنون، وما أدراك ما
الممتحِنون .. هما ـ ((مَلَكَانِ يَقْعَدَاهُ فَيَقُولَانِ لَهُ مَا كُنْتَ
تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ مُحَمَّدٍ ؟ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ
عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، فَيُقَالُ: انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنْ
النَّارِ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنْ الْجَنَّة)) ـ ِهذه حال
الفائز الناجح، أما الراسب الذي لم يتعد للامتحان ـ ((فَيَقُول: لَا
أَدْرِي، كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ، فَيُقَال:ُ لَا دَرَيْتَ
وَلَا تَلَيْتَ ثُمَّ يُضْرَبُ بِمِطْرَقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ
أُذُنَيْهِ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ إِلَّا
الثَّقَلَيْن))[2].
تذكر يا عبد الله .. عند
إلقاء السؤال في قاعة الامتحان بسؤال الله يوم القيامة يوم يدنيك رب العزة
فيقررك بذنوبك يقول سبحانه: ((تَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟))[3].
تذكر يا عبد الله ... يوم
توزيع الشهادات على الطلاب، ذلك اليوم العظيم الذي توزع فيه الصحف فَأَمَّا
مَنْ أُوتِىَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ ٱقْرَؤُاْ
كِتَـٰبيَهْ إِنّى ظَنَنتُ أَنّى مُلَـٰقٍ حِسَابِيَهْ فَهُوَ فِى عِيشَةٍ
رَّاضِيَةٍ فِى جَنَّةٍ عَالِيَةٍ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ كُلُواْ
وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِى ٱلاْيَّامِ ٱلْخَالِيَةِ
وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَـٰبَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يٰلَيْتَنِى لَمْ
أُوتَ كِتَـٰبِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ يٰلَيْتَهَا كَانَتِ
ٱلْقَاضِيَةَ مَا أَغْنَىٰ عَنّى مَالِيَهْ هَلَكَ عَنّى سُلْطَـٰنِيَهْ
خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ ٱلْجَحِيمَ صَلُّوهُ ثُمَّ فِى سِلْسِلَةٍ
ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاْسْلُكُوهُ[الحاقة:18-32]