عاد الجدل مجددا بشأن البث التلفزيوني لمباريات كأس إفريقيا، في سياق جديد، ولو أن متاعب الجزائريين هذه المرة أقل بكثير مما لحق به في وقت سابق .
ويمني الجزائريون أنفسهم بمتابعة المنتخب الوطني من خلال القناة الأرضية التي ستبث كافة مباريات " الخضر " في دورة أنغولا .
وظفرت القناة الأرضية ببث 10 مباريات من الدورة من خلال مفاوضات شاقة مع قناة الجزيرة الرياضية المالكة لحقوق البث، بيد أن الإشكال الذي سيصادف الجزائريين هو عدم التقاطهم للإرسال الأرضي بشكل جيد، ما يجعل الكثير يفضل البث الرقمي حتى ولو باللجوء إلى حل القنوات المشفرة .
إقبال كبير على الجزيرة الرياضية بسبب " جزائريتها "
وفي سبر لآراء الشارع الجزائري رصدته الشروق من خلال قرائها تبّين بأن أغلبهم يفضّلون متابعة منافسات كأس إفريقيا للأمم على القناة القطرية الجزيرة الرياضية بقنواتها المشفرة .
وعلى الرغم من الثمن الباهظ لبطاقة الجزيرة الرياضية والندرة في الأسواق، إلا أن ذلك لم يقلل من شدّة التهافت للحصول على البطاقة الذكية، وذلك بسبب التغطية المميّزة لهذه القناة .
وما عزّز من ثقة الجزائريين في قناة الجزيرة الرياضية هو تغطيتها المميزة للمنتخب الجزائري من خلال نقل كافة التفاصيل وإيفاد بعثة إعلامية ضخمة أغلبها من الجزائريين مثل الثنائي جمال جبالي ومحمد عسول دحمان.
ويبدو أن الموقف الحيادي وتعاطي هذه القناة بموضوعية لأحداث مباراة الجزائر ومصر جعلها تجلب اهتمام كل الجزائريين الذين أدمنوا على متابعتها بالإضافة إلى الخدمة المميزة التي تقدمها للمشاهد العربي عموما.
وتقدم قناة الجزيرة الرياضية متابعة حية لأحداث دورة أنغولا مع استوديوهات تحليل من خلال مجموعة مميزة من المحليين من بينهم الجزائري عبد الكريم بيرة .
" الآرتي " تخدع الجزائريين وقرار بمقاضتها
ويحاول مجموعة من المتضررين من بيع قناة " الآرتي " للجزيرة الرياضية إلى مقاضاة القناة السعودية بسبب تحايلها على المشاهدين الجزائريين .
ويسعى مجموعة من الشباب إلى القيام بمساعي لجمع أكبر عدد من التوقيعات
ورفع دعوى قضائية ضد رجل الأعمال السعودي صلاح كامل مالك قنوات الآرتي بعد أن قام ببيع حقوق المنافسات الرياضية التي يحتكرها للجزيرة الرياضية دون أن يقدم تعويضات .
وتفاجأت الجماهير الجزائرية من عدم صلاحيات البطاقات الذكية للآرتي ساعات فقط بعد التنازل عنها لصالح القناة القطرية، رغم أنهم دفعوا قيمة تقارب مليون سنتيم (100 دولار) كقيمة إشتراك بهدف متابعة كأسي إفريقيا والعالم.
وحاولت قناة الجزيرة الرياضية تدارك ذلك من خلال فتح قنواتها المشفرة إلى غاية القناة رقم ثمانية، لكن اللغز المحيّر هو أن القناتين المشفرتين (+9 و+10) والتي خصصت لمنافسة كأس إفريقيا لم تعد تشتغل، وهو ما جعل المشاهد الجزائري يستشيط غضبا وحنقة من تحايل القناة السعودية .
ويطالب هؤلاء في رسالتهم للشروق بتعويضات مالية للضرر المعنوي والمادي الذي لحق بهم جراء " تحايل " مسؤولي قناة " الآرتي " على مشاهديها .
" TV5 " حل آخر .. و " أوروسبور " للجالية الجزائرية في أوروبا
وعلى الرغم من العائق اللغوي الذي يواجه الجماهير الجزائرية والذي يجعله يحبذ المحطات العربية والتعليق باللغة العربية، فإن هناك من يجيد اللغات الأجنبية،
أو أنه لا تعير أي اهتمام لما يقوله المعلق الرياضي، وأن ما يهمه هو مشاهدة المباراة .
يرى أن قناة "TV5 " التي عهدت بث جميع مباريات بطولة أمم إفريقيا 2010 عبر القناة الفرنسية "نايل سات" ويمكن التقاطها بسهولة تامة، كما أن هذه المحطة تبث بإشارة قوية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بحيث لن يعاني المشاهد من أي انقطاع للإرسال، وهذا يجعل الكثير يحبذ مشاهدة الكأس على هذه القناة .
والأمر الآخر هو أن الكثير من الجزائريين يفضلون التعليق الفرنسي بالإضافة إلى أن الإعلام الفرنسي بوصفه قوة استعمارية متغلغلة في إفريقيا يولي اهتماما كبيرا بكأس إفريقيا .
ولأن الجالية الجزائرية لن تتمكن من متابعة كأس إفريقيا عبر القنوات الجزائرية الفضائية لعدم امتلاكها الحقوق فإن جلّهم سيلجأ لقناة " يوروسبور " التي تعوّدت على بث مفصل لمنافسات " الكان " .
يشار إلى أن الكثير من وسائل الإعلام الفرنسية أوفدت مبعوثيها من أصول جزائرية إلى أنغولا لتغطية الحدث، وذلك سعيا منها في التوّدد والاقتراب من المنتخب الجزائري وحصد أكبر نسبة من المشاهدين في فرنسا من أصول جزائرية.