كنا ضحية مسرحية أبدعت السلطات المصرية في لعب أدوارها بكل نفاق
لم نسلم حتى في المنصة الشرفية ولجأوا إلى التصفير خلال عزف النشيد الوطني قبيل المباراة
أكد وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية الجزائرية بالخارج جمال ولد عباس الذي كان ضمن البعثة الجزائرية في القاهرة، تعرض المناصرين الجزائريين لاعتداءات خطيرة من قبل المصريين، مشيرا إلى أن الاعتداءات طالت الوفد الرسمي بما فيهم الوزراء الذين حضروا بإستاد القاهرة. ..
مدرجا ذلك في خانة العار المصري الذي سجله التاريخ، ولن يمحى من على جبينهم مهما كان الأمر، ولو لم تتناقله الفضائيات، موضحا أن بيان السفارة الجزائرية بمصر بخصوص عدم تسجيل قتلى في صفوف مناصرينا يستند على معلومات وفرتها الداخلية المصرية من خلال قنواتها الأمنية.
وفند ولد عباس في تصريح خاص "للشروق" أمس أن يكون قد صرح للفضائيات المصرية، عدم تعرض الجزائريين الذين تنقلوا لمناصرة الخضر لاعتداءات مصرية، مضيفا "كيف لي أن أقول ذلك وأنا بصفتي وزير تعرضت للضرب من قبل أنصارهم، ولم أسلم وأنا جالس في المنصة الشرفية، فلكم أن تتخيّلوا معاناة الجزائريين الذين دخلوا الملعب". وبتفاصيل أكثر قال "كنا ضحية مسرحية أبدعت السلطات في لعب أدوارها بكثير من النفاق، فعند وصولنا أعطونا الأمان، وبمجرد خروجنا من باب المطار شهدنا الأمرين، ووقفنا على الجحيم الذي حضر لنا"، ليسترسل فيما بعد في الحديث بالقول "عندما دخلنا مدرجات المنصة الشرفية، عشنا تحت ضغط كبير، لكن لم أتخيّل ولو للحظة أن يصل حقدهم حد التصفير عند عزف النشيد الوطني الجزائري، لحد تعذر سماعه في أرضية الميدان، وعندما حيّيت النشيد الوطني بتحية عسكرية، لم أستثن النشيد المصري، غير أنني صرخت بصوتي عاليا وفي حضور 4 وزراء مصريين، محتجا "عار عليك يامصر هذا النشيد الوطني"، وعيب أن تصل الإساءة ودرجة الحقد إلى حد إهانة الراية الوطنية.
وفي ذات السياق قال الوزير "بمجرد تسجيل الهدف الثاني، تعرضت للرشق بكيس كبير، يحتوي على البقول الجافة وفي هذا الوقت لم تفرق الاعتداءات بين وزير ومواطن أو شيء آخر، لأن الرشق باتجاه المدرجات الجزائرية أخذ منحى تصاعدي رهيب"، وبمنطق هاتوا دليلكم إن كنتم صادقين، قال ولد عباس "لدينا تسجيل فيديو يبّين الاعتداءات التي طالت الجزائريين رسميين وعاديين في مدرجات ملعب "الموت" بالقاهرة، ولم يتوان الوزير في القول بعامية طليقة "زدموا علينا كالوحوش" في محاولة لنقل شراسة وهمجية الاعتداء، وعاد ولد عباس إلى حادثة الاعتداء على حافلة الخضر ليستنكر لجوء الجانب المصري إلى تكذيب وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار والإدعاء عليه بفبركة سيناريو ما أسموه "حدوتة الأتوبيس".
وعن حقيقة وجود قتلى في أوساط الضحايا الذين تعرضوا للإعتداءات، قال الوزير أنه لحد ساعة مغادرتي القاهرة، مساء أول أمس لم تسجل السفارة الجزائرية عبر ممثل الأمن هناك أي قتيل، وعن الشهادات والصور التي نقلها مناصرون عائدون من "الجحيم"، قال الوزير البيان الرسمي للسفارة الجزائرية بالقاهرة يؤكد أنه لا وجود لضحايا قتلى، بالرغم من أنني أؤكد وجود اعتداءات خطيرة جدا، مشيرا إلى أن بيان السفارة يعتمد على تقارير وزارة الداخلية المصرية التي تعتمد بدورها على تقارير مصالحها الأمنية.
وعن استغلال العديد من الفضائيات لتصريحاته القائلة بحفاوة الاستقبال كدليل لضرب الشهادات التي وصلت الجزائر بخصوص تعرض الجزائريين للإعتداءات، قال "أفند تفنيدا قاطعا كل ما جاء على هذه الفضائيات، عن حفاوة النفاق والخداع الذي قُوبلنا به، وإنما تصريحاتي في الفضائيات كانت في سياق نفي الشائعات القائلة بتعرض المصريين وأملاكهم للإعتداء بالجزائر".