سيستمتع هواة كرة القدم الإفريقية بداية من اليوم الأحد بملعب لواندا الجديد، الذي أطلق عليه اسم 11 نوفمبر بلوحات فنية لمختلف ثقافات القارة وعروض كروية لنجومها بمناسبة الحفل الافتتاحي للدورة.
وسيحضر هذا الحفل الذي سيدوم لأكثر من ساعة الرئيس الأنغولي »ايدواردو دوس سانتوس" الذي سيعلن عن الافتتاح الرسمي للدورة، وذلك عقب حفل تقدم خلاله لوحات لمختلف الثقافات الإفريقية قبل فسح المجال لمباراة أنغولا -مالي التي سيتابعها الجزائريون باهتمام كون الفريقين يتنافسان ضمن نفس مجموعة "الخضر".
ويعد ملعب 11 نوفمبر الذي دشن مع نهاية العام الماضي والذي يتسع لـ 50 ألف متفرج نسخة طبق الأصل لملعب - عش العصفور- بالعاصمة الصينية بكين.
الفقر والحروب..في البلد الأكثر إنتاجا بتروليا
بالأمس القريب كان الأنغوليون يخافون حتى فتح أبواب بيوتهم من أجل الخروج لقضاء حاجاتهم اليومية، لكن اليوم فالجميع خارج البيوت ولا يغمض جفن للشعب الأنغولي الذي ينتظر بفارغ الصبر انطلاق هذه البطولة، أعلام، رايات، يافطات وملصقات المنتخب الأنغولي، طاغية بشكل كبير في مختلف شوارع وأحياء العاصمة لواندا. السيارات والمؤسسات الحكومية والخاصة مزركشة بأعلام البلاد، احتفالات في كل مكان، صغار وكبار يرتدون قمصان المنتخب الأنغولي، حركة نشيطة، حماس منقطع النظير يملأ نفوس سكان هذه البلاد الغنية بـ(الذهب الأسود) علماً بأنها كانت الدولة الأكثر إنتاجاً للنفط الخام في القارة السمراء هذا العام إلى جانب نيجيريا.
بواقعية.. هدفنا تجاوز الدور الأول
ويكتشف الضيوف من الوهلة الأولى أن الأمر يتعلق بإقامة نهائيات كأس الأمم الإفريقية، لكن أنغولا أعطت هذا العرس على ما يبدو أكثر مما يستحق يصرح أحدهم "إنها مجرد بطولة قارية، حظوظنا فيها لن تتجاوز الدور ربع النهائي على أبعد تقدير لأننا إذا نجحنا في تخطي الدور الأول، فإن كوت ديفوار أو غانا ستكون بانتظارنا". لكنه أردف قائلا ً»إنه تحد كبير بالنسبة لنا، الأمر لا يعد كرويا فقط بالنسبة إلينا بل هو أكبر بكثير، لم يكن الناس يجرؤون على زيارة أنغولا من قبل، كان الخوف ينتاب الجميع، وكانت البلاد بمثابة الشبح، الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود".
"أمم إفريقيا 2010 فرصة جيدة للشعب الأنغولي للترحيب بضيوفه وطمأنتهم على أن الحرب الأهلية باتت ضربا من الماضي وأصبحت طي النسيان".
ما فرقته السياسة ..جمعه "الكان 2010 "
وتمكنت كأس إفريقيا من إعادة البسمة العريضة إلى شفاه الناس وأنستهم إلى حد ما معاناة السنين الطويلة، وما حدث حتى الآن بسبب العرس القاري دليل بالملموس على ذلك، سمعة أنغولا كانت مرعبة، لكنها اليوم باتت قبلة للأفارقة والأجانب على حد سواء، مضيفا »كرة القدم بصفة خاصة والرياضة بصفة عامة تحقق ما يفشل السياسيون في تحقيقه" على الرغم من حادثة تعرض المنتخب التوغولي للاعتداء المسلح.
وخصص المسؤولون الأنغوليون بقيادة رئيس البلاد جوستينو فرنانديز »خليات نحل بشرية" من أجل النجاح في رهان الاستضافة لتكون رسالة اطمئنان أيضا إلى الاتحاد الدولي (الفيفا) لقدرة القارة السمراء على تنظيم البطولات الكبرى وذلك قبل أشهر قليلة من استضافة جارتها جنوب إفريقيا لنهائيات كأس العالم.
وأشاد فرانشيسكو بما حققته أنغولا منذ منحها شرف الاستضافة حتى الآن، وقال »ما حصل ضرب من الخيال، عندما أتجوّل في المدينة وأرى الطرقات والمطارات والملاعب والفنادق الجديدة، لا أصدق أني متواجد في لواندا، أشعر وكأني في بلد غريب، إنها إنجازات رائعة وستبقى خالدة وستساهم في تنمية الاقتصاد الوطني وتعزيز حظوظنا من أجل استضافة بطولات أخرى في رياضات أخرى".
رواج كبير لتجارة الأقمصة..والأعلام الجزائرية بقوة
ميغال أحد الباعة المتجوّلين يقول »انتعشت ماديا في الأشهر الأخيرة، هناك إقبال منقطع النظير على قمصان لاعبي المنتخب الأنغولي ونجوم القارة السمراء، لم يحصل أن ارتفعت إيراداتي من هذه التجارة إلى هذا الحد حتى عندما نجحت أنغولا في التأهل إلى مونديال 2006 الأمر الآن مختلف كليا وأعتقد بأن السبب هو أن الشعب الأنغولي متحمس جدا لإنجاح هذه التظاهرة القارية جماهيريا، كما جند نفسه لمساندة انغولا من أجل الذهاب بعيدا في هذه البطولة وتعويض خيبة أمل التأهل إلى الدور الثالث الحاسم المؤهل إلى نهائيات كأس العالم".
ولا تخلو العاصمة الأنغولية لواندا من رايات المنتخب الوطني، بينما لم نجد أثرا لأقمصة »الخضر" لكن ترفع أنغولا أيضا تحديا من نوع آخر لأنها تستضيف النهائيات القارية وهي البلد الإفريقي الوحيد الناطق باللغة البرتغالية.
وأعرب موتينيو الذي يملك متجرا لبيع المعدات الرياضية عن سعادته باستضافة أنغولا للنهائيات القارية، وقال »كنت دائما أحلم بالحضور في أمم إفريقيا، لكن للأسف ظروف عملي لم تسمح لي بذلك. اليوم وبما أن البطولة ستقام في بلادي فإني لن أهدر الفرصة لمتابعة مبارياتها في الملاعب". وعانت أنغولا من الحرب الأهلية لمدة 27 عاما آخرها عام 2002 وهي نجحت بفضل شركات ومستثمرين صينيين في إعادة بناء البلاد والملاعب الأربعة التي من المقرر أن تستضيف المباريات وفندقين فخمين وشبكة طرق جديدة، كما جدد الصينيون خط السكك الحديد في مدينة بنجيلا (غرب) والذي سيكون مفيدا للاستغلال المنجمي خصوصا اليورانيوم.
ارتفاع تكاليف الإقامة يزعج الإعلاميين
واشتكى الإعلاميون كثيرا من ارتفاع أسعار فنادق الإقامة بمدينة لواندا التي تستضيف مباريات الفريق الوطني خلال أمم إفريقيا أنغولا 2010، حيث واجهت البعثة مشكلة عدم وجود فنادق لإقامتها، وظل أفرادها بلا سكن لأكثر من 12 ساعة كاملة بعد وصولها هناك.
وحاول المسؤولون الجزائريون المتواجدون بأنغولا التدخل لحل الأزمة للبعثة الإعلامية إلا أنهم فشلوا في البداية، وحتى كتابة هذه السطور لم يتم حل الأزمة ويتواجد الإعلاميون في الشوارع المحيطة بفندق المنتخب والبعثة الرسمية.
عدد القراءات : 39 | عدد قراءات