قتل المدنيين بأحدث الأسلحة - من دبَّابات وطائرات وصواريخ وقذائف - أصبح من الأمور الشَّائعة التي تعوَّد العالَم على سماعها كلَّ يوم في فِلَسطين المحتلَّة، فدبَّابات إسرائيل وطائراتُها تُمارِس منذ فتْرةٍ حربَ إبادة جماعيَّة في غزَّة، على مرأى ومسمع من العالم كلِّه، وهي الحرب التي سقط ويسقُط فيها مئات الشهداء والجرحى.
وهذه المذبحة تضاف إلى مئات المذابح الجماعيَّة التي ارتكبها اليهود الصَّهاينة، على مدى ما يزيد عن نصْفِ قرْن في فلسطين، بدءًا بِمذْبحة دير ياسين عام 1948، وانتهاءً بمذابح اليوم المستمرَّة، والتي يتساقط فيها الأبْرِياء العزَّل من أطفال ونساء وشيوخ.
العنف والإرهاب عند اليهود:
لم يعرف العالَم عبر تاريخه الطويل شعبًا اتَّصف بالخسَّة والخيانة والنِّفاق، والعنف والإرهاب - كاليهود، قتلة الأنبياء، وناقِضو العهود والمواثيق، وأبناء القِردة والخنازير، الذين غضب الله عليْهم ولعنهم؛ لكفرهم وعنادهم، وعصيانِهم وسوء طباعهم، فمن الحقائقِ الثَّابتة: أنَّ حياة اليهود منذُ نشأتِهم الأولى وإلى الآن تقوم على المؤامرات، والفِتن، والدَّسائس، وإشْعال الحروب والمنازعات، والفساد في الأرض، والجحود والكفْر بنعم الله، ونقْض العهود والمواثيق، وقتْل الأنبِياء، والتطاوُل على الله - سبحانه - بأقذر الصفات التي تتنافى مع جلال عظمته.
فقد جُبِلوا على الخِداع والنفاق، وأدمنوا حبَّ الشَّرِّ للنَّاس والسعي في إفسادهم، وإشْعال نار الحرْب بينَهم؛ قال الله تعالى: {وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً} [المائدة: 64]، وقال تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُواًّ كَبِيراً * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً * إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا المَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً} [الإسراء: 4 - 7].
وتاريخ الصَّهاينة المعاصرين الذين تشابهت قلوبُهم مع قلوب أسلافِهم وأجدادهم - مليءٌ بالخيانة ونقْض العهود وتدْبير المُؤامرات، وأحداث الحرْب العالمية الثانية ليست ببعيد، فقد خان اليهود الألمانَ، البلدَ الذي آواهم، وتَحالفوا مع أعداء ألمانيا، وانقضَّ يهود الدونمة - الذين قدِموا من أسبانيا طلبًا للنَّجاة وخوفًا على حياتِهم من محاكم التفتيش - على الخلافةِ العثمانيَّة وأسْقطوها على يد مصطفى كمال أتاتورك، رغْم أنَّ الدولة العثمانيَّة هي التي وفَّرت لهم الملاذَ والملجأ، وأعْطتهم كلَّ حقوق المواطنة، وبعد ذلك اغتصبوا أرْضَ فِلَسْطِين العربيَّة الإسلاميَّة، ودنَّسوا مقدَّساتِها، وعاثوا فيها فسادًا، وشرَّدوا شعبَها، وارْتكبوا المذابِح الجماعيَّة لإبادته.
اليهود يدمِّرون أمريكا:
ولقد أدْرك المعاصِرون من غير العرب والمسلمين خُبْثَ اليهود وسوءَ طباعِهم، وخطرهم على المجتمعات الإنسانية، فقال الرئيس "بنيامين فرانكلين" في خطابٍ ألْقاه عند وضْع دستور الولايات المتَّحدة سنة 1789م: "أيُّها السادة، في كلِّ أرضٍ حلَّ بها اليهود أطاحوا بالمستوى الخُلُقي، وأفسدوا الذمَّة التجاريَّة فيها، ولم يزالوا منعزلين لا يندمِجون بغيرهم".
ثم يقول: "إذا لم يُبعد هؤلاء من الولايات المتَّحدة بنصِّ دستورِها، فإنَّ سَيْلَهم سيتدفق، إلى حدٍّ يقدِرون معه أن يحكموا شعْبَنا ويدمِّروه، ولن تَمضي مائتا سنةٍ حتَّى يكون مصيرُ أحفادِنا عمَّالاً في الحقول لتأمين الطَّعام لليهود، على حين يظلُّ اليهود في البيوتات الماليَّة، يفركون أيديَهم مغتبطين".
"إنِّي أحذِّركم - أيها السادة - إنَّكم إن لم تُبْعِدوا اليهود نهائيًّا، فلسوف يلعنُكم أبناؤكم وأحفادُكم في قبوركم، إنَّ اليهود لن يصبحوا مثلنا، ولو عاشوا بين ظهْرَانَينا عشَرة أجيال، فإنَّ الفهد لا يستطيع إبدال جلده الأرقط".
وها هي نبوءة فرانكلين قد تحقَّقت، وأصبح اليهود اليوم يَحكمون أمريكا، ويُسيْطِرون على اقتِصادها وإعلامها، وقد لا تمر المائتان من السنين التي حدَّدها فرانكلين حتَّى يُصبح الأمريكان النصارى عمَّالاً في حقولهم.
ومنذ نحو مائتَي عام ذكر الرَّئيس الأمريكي "جورج واشنطن" موقفَه من الخطر اليهودي المهدِّد لكيان المجتمع الأمريكي، قائلاً: "يفوق تأثيرُ اليهود المدمِّر على حياتِنا ومستقبلنا خطرَ جيوشِ جَميع أعدائِنا؛ بل إنَّهم أشدُّ خطرًا وفتكًا على حريَّاتنا بمائة ضعف".
ثم يقول: "وممَّا يؤسَف له ويؤلِم في نفس الوقت أنَّ حينًا من الدَّهر طويلاً قد انقضى، ولم تحاول ولاياتُنا خلاله - كل منها على حدة - مكافحة اليهود والقضاءَ عليهم، رغْم برهنتِهم على أنَّهم يشكِّلون مجموعة حشرات تفتِك بِمجتمعنا، وتؤلِّف أكبر خطرٍ يُمكن أن يهدِّد استِقْرار الولايات المتَّحدة وأمنها".
وقال لويس التَّاسع ملك فرنسا: "أفضل حجَّة مع اليهودي أن تغرز خنْجَرك في معدته".
أحط شعوب الأرض:
وكتب نابليون بونابرت إمبراطور فرنسا إلى أخيه ملك وستفاليا: "ما من عملٍ أكثر خِسَّة يُمكنك فعلُه أكثر من استِقْبالك لليهود، لقد قرَّرت إصلاحَ اليهود ولكنَّني لا أريد زيادتَهم في مملكتي، ولقد فعلتُ كلَّ ما يمكن أن يبرهن على احتقاري لأحطِّ شعب على الأرض، وكثيرًا ما كان يردِّد: منذ أيَّام موسى واليهود ظالِمون أو متآمِرون، كل مواهب اليهود مركَّزة في أعمال النَّهب، لهم عقيدة تُبارك سرقاتِهم وأفعالَهم السيئة، اليهود يُدمِّرون فرنسا كالجراد".
ويقول الفيلسوف "جوستاف لوبون" في مصنَّفه الضخم "اليهود في تاريخ الحضارات الأولى": "ظلَّ اليهود - حتَّى في عهد ملوكهم - بدويِّين أفّاكين، مغيرين سفَّاكين، مندفعين في الخصام الوحشي، فإذا ما بلغ الجهد منهم ركنوا إلى خيال رخيص، تائهة أبصارُهم في الفضاء، كسالى خالين من الفكر كأنعامِهم التي يحرسونها".
وفي مقام آخر يقول لوبون: "لَم يجاوز قُدماء اليهود أطوار الحضارة السُّفلى التي لا تكاد تميز من طور الوحشية، وعندما خرج هؤلاء البدويُّون الذين لا أثرَ للثقافة فيهم من بادِيَتهم ليستقرُّوا بفلسطين، وجدوا أنفُسَهم أمام أُمَمٍ قويَّة متمدينة منذ زمن طويل، فكان أمرُهم كأمر جميع العروق الدنيا التي تكون في أحوال مماثلة، فلم يقتبسوا من تلك الأمم العليا غير عيوبِها وعادتها الضارية، ودعارتها وخرافاتها".
الإرهاب الصهيوني في فلسطين:
وإذا نظرنا إلى تاريخ اليهود الحديث في فلسطين نجِد ما ترتكِبُه إسرائيل في حقِّ الشَّعب الفلسطيني، من عُنف وإرْهاب وإبادة جَماعيَّة، على مدى أكثرَ من ستِّين عامًا، ومازالوا يُمارسونه حتَّى اليوم، مثل حرْب الإبادة الجماعيَّة التي تُمارس ضد أهل غزَّة الأبرياء العزل.
ولا غرابة على دولة نشأت من سفاح، واغتصبت الحقوق العربيَّة والإسلاميَّة في فلسطين، ودنَّست المقدسات، وارتكبت عشرات المذابح في حقِّ الفلسطينيين العزل - أن تنجب مجموعةً من القتلة والسفَّاحين ومصَّاصي الدماء، سواء كانوا قادةً أو مستوطنين أو يهودًا متطرفين.
ولقد ضم تاريخُهم المعاصر ودولتهم اللقيطة التي ترعاها أمريكا مجموعةً كبيرة من السفَّاحين والقتلة، الذين لعبوا دورًا خطيرًا في الصراع العربي الصهيوني، وارتكبوا العديدَ من الجرائم والمذابح في حقِّ الشَّعب الفلسطيني المسلم، صاحب الحقوق الشرعيَّة في الأرض والمقدَّسات.
أحمد أبو زيد
المراجع:
د. علي رؤوف سيد مرسي، في تاريخ بني إسرائيل، شبكة الإسلام علي الإنترنت، 30 يونية 2000م.
وكالة قدس برس، الصهيونية تقود أمريكا نحو الحرب لأنَّها الرابح الوحيد، عمان.
الموساد وراء تفجيرات أمريكا، أخبار الحوادث، السنة 9 ، العدد 496 ، 17 رجب 1422 هـ - 4 أكتوبر 2001م.
د. رفعت مصطفى، ساعة الحسم تقترب، جريدة الأسبوع، العدد 242 - 8 أكتوبر 2001م.