احتجاجات شعبية ضد غلاء المعيشة في الجزائرالجزائر - ي. ب. آ:
لم يطو العام الجديد في الجزائر أسبوعه الأول حتى اندلعت احتجاجات
صاخبة صحبتها أحداث شغب ومواجهات بين شباب غاضب وقوات الأمن بسبب الارتفاع
الفاحش والجنوني والمفاجئ لأسعار المواد الغذائية الأساسية منذ بداية العام
.
وشهدت أحياء في العاصمة الجزائرية ومناطق أخرى من البلاد كولايتي وهران
والجلفة أحداثا مماثلة، أسفرت في حصيلة أولية عن سقوط جرحى بين المتظاهرين
وقوات الأمن وخسائر طالت المحلات التجارية والسيارات فضلا عن أعمال سلب هنا
وهناك، وتأتي هذه الأحداث في وقت أعلنت فيه الحكومة عن زيادات مغرية بلغت
50% لأجور عناصر الشرطة، دون غيرها من الأجور.
كما تأتي الاحتجاجات في وقت أعلنت فيه الحكومة عن برامج تنمية ضخمة بلغت
قيمتها 286 مليار دولار للفترة الممتدة من 2010-2014، فضلا عن وجود
احتياطي من النقد الأجنبي بلغ 157 مليار دولار أمريكي، وسط اختلاف للآراء
في الشارع الجزائري حول الأحداث.
من حهته سارع وزير التجارة الجزائري مصطفى بن بادة اليوم الخميس إلى عقد
اجتماع طارئ ضم كبار الصناعيين الجزائريين للنظر في خفض الأسعار الملتهبة.
كما أعلن عن اجتماع هام سيعقده بعد أيام مجلس الوزراء للنظر في قضية
ارتفاع الأسعار، ودراسة الخيارات المتاحة لتسقيفها وتحديد هامش الربح، إلى
جانب اتخاذ إجراءات عقابية في حق المتلاعبين بالأسعار والمضاربين فيها.
وكان بن بادة صرّح قبيل ساعات فقط عن اندلاع الاحتجاجات أن الحكومة
ستواصل سياسة دعم أسعار المواد ذات الاستهلاك الواسع، وقال" إن وزارة
التجارة قامت بإصدار نصوص تطبيقية سريعة متعلقة بقانون المنافسة والممارسات
التجارية من خلال تسقيف الأسعار وتحديد هوامش الربح للمواد ذات الاستهلاك
الواسع".