وصل المنتخب الوطني أمسية الخميس الماضي إلى العاصمة الأنغولية لواندا قادما إليها من مرسيليا التي أقام فيها تربصه الأخير استعدادا لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2010 . وكان وصول "الخضر" حدثا مميزا عرف تغطية إعلامية واسعة وبيّن في ذات الوقت المكانة التي أصبح المنتخب الوطني يحتلها في قلوب محبي الكرة الإفريقية بعد أن خطف تأشيرة التأهل إلى المونديال، ورسم عودته إلى معترك الكرة الإفريقية.
وصول "الخضر" حدث كبير في مطار لواندا
في حدود الساعة التاسعة ليلا، وصل أفراد المنتخب الوطني بعد رحلة شاقة دامت تسع ساعات، اكتظ بهو المطار بالمستقبلين من الإعلاميين الجزائريين الذين فاق عددهم الخمسين صحفيا زيادة عن العديد من القنوات التلفزيونية الأنغولية والأجنبية. ولم يغادر العديد من المسافرين الوافدين إلى لواندا المطار، ودفعهم فضولهم إلى انتظار وصول الخضر للإقتراب منهم كونهم من صنع الحدث في الأسابيع القليلة الماضية بعد تأهلهم إلى كأس العالم. لحظة ظهور اللاعبين كانت متميزة وكان من الصعب على كريم زياني ورفاقه شق ممر لهم أمام الجمع الكبير من المستقبلين، وكان رد اللاعبين الجزائريين بالتوقف والحديث مع مشجعيهم من الجزائريين والأنغوليين وحتى الماليين الذين حلوا بلواندا لتشجيع منتخب نسور مالي.
اللاعبون لم ينسوا مشجعي أم درمان
وحتى وإن كان أنصار المنتخب الوطني يعدون على أصابع اليد الواحدة في لواندا، إلا أن اللاعبين الجزائريين لم ينسوا أم درمان والمشجعين الجزائريين الذين كانوا بالآلاف لمؤازرة الخضر. كان كل اللاعبين يتمنون مشاهدة أنصارهم ومحبيهم في لواندا ليعيشوا معهم مغامرة جديدة، لكنهم اعترفوا أن الظروف ربما حرمت الجمهور من التنقل ووعدوا في نفس الوقت ببذل كل الجهد في تحقيق نتائج ترضي المشجعين الجزائريين. الحارس الوناس ڤاواوي قال بأن فرح للإستقبال الذي خص به المنتحب الوطني لما وصل لواندا إلى درجة أنه ظن بأنه كان يعتقد بأن كل المستقبلين كان من الجزائر، مضيفا بأن وجود وفد إعلامي جزائري كبير أسعد اللاعبين وكل الطاقم الفني.
سعدان، زياني وبوڤرة مطلوبون بقوة
لم يكن المدرب رابح سعدان يتوقع أنه سيكون النجم الأول في مطار العاصمة الانغولية لواندا، فقد أحدث تواجده وسط لاعبيه ضجة لا توصف، لقد كان بحق اكتشافا جيدا لكل الذين تابعوا مباريات المنتخب الوطني وتأهله إلى المونديال ولا سيما المباراة الاخيرة في الخرطوم والتي ما زال الحديث دائرا بشأنها في أوساط الرياضيين الأنغوليين. كما كان اللاعبان كريم زياني ومجيد بوڤرة أكثر المطلوبين لدى المستقبلين، نجمي الخضر بلا منازع لم يترددا في الرد على تساؤلات المعجبين بهم سواء كان ذلك من المحبين أو الإعلاميين. وكان اللاعب كريم زياني بمثابة النجم الواثق من نفسه لما عبر عن تفاؤله الكبير بقيادة الخضر إلى أبعد نقطة من نهائيات كأس الأمم الإفريقية.
محاربو الصحراء عازمون.. والمعركة لا تخيفهم
كل من شاهد المنتخب الوطني لحظة وصوله لواندا وكل من تحدث للاعبين والطاقم الفني يكون بدون شك قد التمس لديهم عزيمة فائقة في دخول المعترك الإفريقي بقوة. وبالرغم من اللحظات الصعبة التي عاشها المنتخب في جنوب فرنسا، إلا ان الخضر استطاعوا تجاوز حاجز الشك والدخول مباشرة في المنافسة. ويقول بلحاج ومطمور وغزال وغيرهم إنهم جاؤوا إلى أنغولا عازمين على العودة بإنجاز كبير يحفظ لهم مكانتهم التي تحصلوا عليها في الثامن عشر نوفمبر الماضي لما تأهلوا إلى نهائيات كأس العالم، كما أبانوا عن وعي واضح بأن المنتخب الوطني سيكون في صف الكبار وبالتالي فهو في خط النار والكل يريد النيل منه.
وبلا شك أن لاعبي الخضر - وخاصة الذين يشاركون لأول مرة في كأس الأمم الإفريقة مثل عبدون ومطمور وغزال- يريدون أن تكون أنغولا 2010 محطة تاريخية مثلما كانت أم درمان في شهر نوفمبر الماضي