أثارت "المصالحة الرياضية" بين رئيس الفدرالية الجزائرية لكرة القدم، محمد روراوة، ورئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، سمير زاهر، حفيظة ممثلي الأسرة الثورية بالجزائر، الذين أكدوا أنهم غير معنيين بتلك المصالحة ولا تهمهم، معتبرين أن إعادة ربط أواصر الصلة -التي تبقى ضرورية بالنسبة لهم- مع الشعب المصري، بحاجة لاعتذار عن شتم الشهداء وحرق العلم الجزائري، مؤكدين أنهم يطمحون أن "تعود مصر الحالية إلى مصر التاريخية التي عهدناها في عهد الراحل جمال عبد الناصر".
وفي ذات السياق، أكد، الطيب الهواري، الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، في تصريح لـ "الشروق"، أنهم كممثلين عن أبناء الشهداء وما تقتضيه من قداسة لمن حرروا الجزائر من أيادي الاستعمار الفرنسي، فإن المصالحة الرياضية لا تهمهم، مضيفا "من أراد يتسامح في الرياضة فأعانه الله ولا يهمنا، إن كان ذلك مرتبطا بحسابات كأس العالم التي ستعقد عام 2022 في قطر بصفتها أول دولة عربية تحتضن هذا الحدث العالمي"، وقال الهواري "أما أن يكون التصالح على حساب الرموز والثوابت ودم الشهداء، فهذا لن يكون.. لا تصافح ولا تصفية إلا بمعاقبة من حرق العلم والاعتذار من قبل الذين شتموا الشهداء " .
وأفاد الطيب الهواري الذي تحدثنا معه هاتفيا من تيسمسيلت، أين كان متواجدا في مأتم، أن نفس الموقف يشاطره فيه مجموعة تزيد عن 10 أشخاص من الأسرة الثورية الذين كانوا معه في نفس المجلس، الذين قالوا أيضا "لا نسامح على الدم والعلم والذي حرق".
وقال، لخضر بورقعة، الرائد إبان الثورة التحريرية لـ"الشروق"، "لن يكون هناك عيب إن وجدت جاهزية وحملة أخرى لتصفية الأجواء"، أما عن الاعتذار فقال بورقعة "إننا لم نشاهده، لكن التعامل مع الشعب موجود، بعد اعتذار من شخصيات ثقافية وقومية ومحاولات أخرى تناولتها الصحف المصرية، ونحن لا ننتظر الرسميات"، معتبرا أن الشتم لم يأت من المصريين وإنما من أناس يميلون لتيارات معروفة يريدون التطبيع مع إسرائيل، وأضاف بورقعة أن الجسر مع مصر التي كانت وجهة نحو الأقطار العربية قد هدّم.
وأكد الرائد بورقعة أنه من غير المقبول الإساءة للشهداء، مضيفا " ونحن كفئة من فئات الثورة لا نمح الصفحة ويفترض أن لا نطويها، ولا نتنازل أبدا " .
وعبر، خالد بونجمة، الأمين العام للتنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء عن سخطه الشدّيد من محاولات طي الصفحة دون اعتذار، وقال "لا نستطيع طي الصفحة مع إنسان لا يعتذر عن إهانة كرامة الشهداء"، مضيفا "لا مصالحة مع من لا يعتذر للشعب الجزائري، فان إطاراتهم ومغنييهم أساءوا ومسوا بثورة مقدسة وبالشعب الجزائري " ، وأفاد بونجمة أنه " لا علاقة إلا باعتذار " .
من جهته، أوضح المجاهد أحمد محساس القيادي إبان الثورة التحريرية أن الشهداء هم شهداء في كل زمان، ولا يحق إهانتهم، واتهم أطرافا خفية من أتباع الاستعمار بمحاولة إثارة الفتن والصراعات بين الشعوب العربية، "في وقت العالم كله يتكتل والاستعمار يحطم المؤسسات الكبرى"، وقال أن "الروابط التاريخية مع مصر عريقة ويجب الاحتفاظ بها"، ووصف المجاهد محساس الصراع بين مصر والجزائر مثله مثل المناورات الهادفة لتشتيت الشعوب كما هو في السودان والعراق، وقال أن أتباع الاستعمار يستعملون كل وسيلة لتحطيم الوحدة العربية.
وعلى نفس الصعيد، اعتبر، محمد القورصو، المؤرخ والأمين العام السابق لجمعية 8 ماي 45، أن شتم الشهداء شيء خطير ومساس بكرامة الثورة ودماء شهدائها وتعدي صريح على تاريخ الحركة الوطنية، وتساءل عن اسباب ودوافع المصريين في القيام بذات العمل الشنيع، وقال أنه لا يجب التعصب ووضع العراقيل من الجانب الجزائري، وأوضح القورصو أن الاعتذار كاف "نظرا للعلاقات التاريخية والحضارية، لأنه من عاصمة مصر - القاهرة - كان الإعلان عن بيان أول نوفمبر، ومصر احتضنت الثورة"، وأضاف "يجب أن نوضح أن مصر جمال عبد الناصر ليست مصر الحالية، ونتمنى أن تعود إلى مصر التاريخية في عهد عبد الناصر " .
وأكد القورصو، لـ " الشروق " ، أن " الاعتذار واجب من طرف كل الشرائح التي تعدت على الراية الوطنية ودم الشهداء، لطي الصفحة، لأننا ضد العداء والكراهية "