قبل انطلاق منافسة كأس إفريقيا للأمم بأيام استطلعت الشروق اليومي رأي الشارع حول مشاركة الخضر في الكان كان عنوانه "الفوز على مصر أغلى عندنا من كأس إفريقيا"، حيث تمنى الجزائريون مقابلة ثانية مع مصر يثبتون من خلالها أحقيتهم في بلوغ المونديال، وأن انتصار أم درمان لم يكن صدفة أو بالخناجر، كما روّج له المصريون، وهاهي الأمنية تتحقق في مقابلة ثانية مع الفراعنة طالما انتظرها مناصرو الأفناك ليثبتوا للعالم أنهم فازوا بالكرة وليس "بالبلطجية".
جراح الجزائريين لم تندمل بعد سهام الإهانات والشتائم المصرية التي طالت الشهداء وكل ما يتعلق بثوابت ورموز الجزائر، وكم كانت الصدمة عنيفة حينما تداولت الصحف الجزائرية صورة العلم الجزائري، وهو يحرق من طرف المثقفين المصريين، وكم كانت استغاثات الطالبات الجزائريات مدوية من مصر جراء ما تعرضن له من إهانات واعتداءات وهن يصرخن "وابوتفليقاه"، مما دفع بالشباب الجزائري إلى النيل من كل ما هو مصري ... كل ما حدث عاد للأذهان مباشرة بعد تأكيد لقاء الجزائر ومصر في المربع الذهبي، هذه المباراة يريدها الجزائريون أن تغلق أفواه المصريين وتؤكد لهم أن الجزائر تفوّقت عليهم باللعب النظيف وأن محاربي الصحراء هم من أبناء الجزائر الغيورين على شهدائهم وتاريخهم وأنهم مستعدون للموت فوق الميدان لإفراح الجمهور الجزائري، ولن يرضوا إلا بالعودة بالكأس إلى الجزائر بعد غيابه لـ20 سنة، وفي هذا الإطار يقول حكيم 33 سنة من القبة "المصريون يريدونها مقابلة ثأر ونحن نريدها مقابلة تأكيد على أحقيتنا للمرور إلى المونديال، وأنا واثق بأننا سنفوز لأن لاعبينا سيموتون من أجل تشريف الكرة الجزائرية، وأنهم رجال تعوّدوا على الشدائد وأنهم لن يخيّبوا آمال وتطلعات ملايين الجزائريين الذين يتمنون إعادة أفراح واحتفالات أم درمان"، ويضيف فيصل ابن القبة "نحن ثأرنا من مصر في أم درمان ولا نبحث اليوم إلا على اللعب النظيف والظهور بوجه مشرف، وأريد أن يكون فوزنا غدا بمثابة الرد على من أهانوا شهداءنا وطعنوا في تاريخ ورموز الجزائر ..المصريون يعلمون جيدا أنهم ارتكبوا خطأ لن يغتفر في حق الجزائريين لذلك هم يدعون إلى التهدئة، ورسالتي للمنتخب الوطني هي ألا يخيبوا أمالنا فنحن نريد استئناف أعراسنا وأفراحنا ولن يشفي جراحنا التي تسبب فيها المصريون إلا بالفوز عليهم".
أما ناصر من القبة دائما قال "أريد من الخضر أن يلعبوا مع المصريين بنفس المستوى الذي أظهروه في مقابلتهم مع ساحل العاج ..أريد منهم أن يفرحونا ويوقفوا الغرور المصري وأنا متأكد أننا سنسبب أحزان لا تنتهي للمصريين الذين أحرقوا علمنا وسبوا شهداءنا وسوف نفوز عليه باللعب النظيف".
وفي نفس السياق يضيف صديقه "أنا لا يهمني ما يقوله المصريون، المهم لنا هو الفوز لنؤكد لهم أننا الأحق بالصعود إلى المونديال وإذا فازوا علينا فسنبارك لهم دون أي حقد وكراهية"، يضيف كريم من العاصمة "أتمنى أن نفوز على فريق الفراعنة ونرجوا أن تكون هناك روح رياضية وبدون تعصب ولي يربح مبروك عليه وبدون مركب نقص لأن الفريق الجزائري أثبت أنه فريق قوي ويحسب له ألف حساب".
حتى الفتيات بدورهن أبدوا رغبة كبيرة بالفوز على منتخب الفراعنة ولسان حالهن يقول »خير ما نرد به على اعتداء المصريين على الطالبات الجزائريات هو الفوز بنتيجة عريضة تجعل المصريين يطلقون كرة القدم بالثلاثة، وفي هذا الإطار تقول حنان من ثانوية حسيبة بن بوعلي بالقبة "أصبحت مدمنة على متابعة أخبار المنتخب الوطني، أشتري يوميا خمسة جرائد للإطلاع على آخر الأخبار، وأنا أتمنى من كل أعماق قلبي قهر الفراعنة وتمريغ أنوفهم في التراب ونعلمهم من هم أبناء الشهداء .."، لتقاطعها صديقتها وتقول "أقسمت على نفسي إن فزنا على مصر أن لا أنام الليل وسأرقص مع أخواتي حتى الصباح ـفالفوز على مصر له نكهة خاصة لأنهم يحسبون أنفسهم أنهم أسياد العرب سنريهم غدا من هم الأسياد ومن هم الأقوى في الميدان ..أريدكم أن تسلمولي على زياني أنا معجبة بلعبه كثيرا، خاصة عندما يمشي وكأنه أسد في الميدان".