تحول ليل العاصمة القطرية الدوحة على مدار اليومين الماضيين إلى نهار، إذ لم تنم على مدى ليلتين وهي تحتفل بالإعجاز التاريخي التي استطاعت تحقيقه في الثاني من كانون الأول/ديسمبر بعدما أصبحت أول دولة عربية وشرق أوسطية تحظى بشرف استضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2022.
هذه الفرحة التي غمرت قطر بطريقة هستيرية لم تكن حكراً على القطريين وحدهم لا بل تعدتهم لتصل إلى قلوب المقيمين أيضاً والذين يعتبرون قطر بلدهم الثاني.
فامتلأت الشوارع على مدار اليومين الماضيين بالمهللين الذين كانوا بانتظار أبطال هذا الانجاز في اليوم التالي لكي يصلوا مطار الدوحة عائدين من زيوريخ مكللين بالغار.
صغيرة بحجمها، كبيرة بقلبها وفعلها
من كان ليتوقع أن تفوز قطر بهذا الشرف في منافسة خاضتها مع دول من العيار الثقيل أمثال أستراليا والولايات المتحدة الأميركية ذوي الباع الطويل في الرياضة والتنظيم.
من كان ليتوقع أن هذه الدولة الصغيرة بحجمها تستطيع التفوق على الكبار، لا بل إن أبرز المتفائلين لم يكن ليتوقع فوز قطر بهذه النتيجة الساحقة أمام العمالقة.
الحلم يتحقق
نعم، إذا أعدنا النظر يمكن ألا يصدق أحدنا ما جرى، لكن صدقوا أو لا تصدقوا فإن هذا الذي كان يعتبر حلماً بعيد المنال جعلته قطر حقيقة.
لكن هذا الحلم لم يتحقق من فراغ إذ أن قطر بدأت التحضير لمثل هذه اللحظات منذ أكثر من عشر سنوات، مع فورة الإعمار والتطور التي شهدها البلد بالإضافة للتركيز على تنظيم واستضافة أهم البطولات الرياضية الكبرى ولعل أبرزها بطولة الألعاب الآسيوية عام 2006، تلك الألعاب التي صنعت بها قطر عزاً ومجداً يفوقا كل خيال. ورفعت بها مستوى التنظيم إلى حدود لم يصلها أحد من قبل في كل آسيا.
إذاً فإن قطر عملت بجهد لتضع نفسها في مكانة العالمية التي كانت هي السبب الرئيسي اليوم لحصولها على حق استضافة كأس العالم.
مختصر مفيد
الآن وبعد هذه الفرحة التي تحققت وهذا الإعجاز الذي أنجز، نقول على لسان العرب أجمعين: "شكراً قطر لأنك رفعتنا إلى مصاف الكبار، شكراً قطر لأنك صانعة الأحلام العربية وكاتبة التاريخ العربي الجديد".