الخُـلـود كلمة يُقصد بها استمرار حياة الإنسان يوم القيامة، بعد الحساب، إمّا في الجنة، أو في النار.
يؤمن المسلمون بنص القرآن العظيم كتاب الله المنزل على سيد المرسلين محمد بن عبدالله النبي الأمين صلوات الله وسلامه عليه وعلى صحبه أجمعين، أن الموت حق، وأن الله يبعث من في القبور، وأن الناس يحاسبون عند البعث على أعمالهم، إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر. فإن كانت أعمالهم حسنة دخلوا الجنة، وإن كانت غير ذلك دخلوا النار. ويعتقدون كذلك أن الذي يموت هو الأجساد، وأن الأرواح تصعد إلى بارئها وتحيا حياة برزخية إلى يوم البعث. قال الله تعالى ﴿حتى إذا جاء أحدَهم الموتُ قال رب ارْجعون ¦ لعلي أعملُ صالحا فيما تركتُ كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخٌ إلى يوم يبعثون﴾ المؤمنون:99، 100. وأن الحياة بعد الموت إما خلود في الجنة أو خلود في النار.
أما مفهوم الخلود عند غير المسلمين، فيختلف باختلاف الملل والفلسفات. ففي الفلسفة والديانة الغربـيتين يُسمى هذا الجزء اللاجسدي الروح أو النفس، ويُعد مصدرًا لفكرة الإنسان وإرادته.
وقد تبنى الناس نظريات كثيرة عما يحدث للروح أو النفس بعد الموت. فقد اعتقد قدماء الإغريق أن أرواح معظم الموتى تعيش حياة غامضة في العالم السفلي الذي يسمى الجحيم. ويعتقد الهندوس والبوذيون أن الجزء اللاجسدي للإنسان يتجسد ثانية أي (يولد من جديد) بأشكال مختلفة. انظر: تناسخ الأرواح. وتعتقد بعض المجتمعات الإفريقية أن روح الإنسان تتجسد ثانية في النسل.
تعتقد معظم الكنائس النصرانية أن الأرواح إما أن تُعذب في الجحيم أو تتمتع بالسعادة في الفردوس، طبقًا لما كانت عليه حياتهم في الدنيا. ويعتقد كثير من النصارى أن الله سيحيي جسد كل إنسان من الموت، ويعيد إليه روحه، ثم يقضي الله بحُكمه الفصل يوم القيامة وهو أن يُدخل الأجساد والأرواح السوية الفردوس، ويُرسل الأجساد والأرواح غير السوية إلى الجحيم.