الذين خاب أملهم في مستوى كأس العالم الأخيرة، وحتى في لقاء الدور النهائي الذي جرى بين منتخبي هولندا وإسبانيا لن يخيب أملهم في لقاء جبابرة الكرة سهرة اليوم في النيوكامب بالتأكيد، فلأول مرة كل العالم يعلم أن وجود ميسي قائدا لسنفونية النادي الكتالوني من جهة ووجود رونالدو قائدا لسنفونية النادي الملكي من جهة أخرى يضمن مباراة قوية جدا ستمحي كل البقع السوداء التي شوّهت وجه كرة القدم خلال كأس العالم الأخيرة، والجزائريون الذين ربما يعشقون كرة القدم أكثر من الإسبان أنفسهم مدعوون اليوم لأن يتنفسوا كرة حقيقية تمس أيضا البقع السوداء التي ظهرت في أول بطولة احترافية نعيشها في الجزائر، والقول بأن هناك من الجزائريين من حملوا الأعلام الوطنية وطاروا إلى برشلونة من وهران ومن العاصمة ومن مدن فرنسية وإسبانية لم يعد مفاجئا، ولكن الجديد أن بعض المقاهي المزودة ببطاقات الجزيرة قد باعت أماكن الكراسي منذ بداية الأسبوع، حيث سيعيش زوارها الكلاسيكو في يوم إثنين كروي ليس ككل الأيام .
ازدحام على خطي برشلونة وأليكانت
كل الطرق أدت إلى ... برشلونة
سجلت الخطوط الجوية البحرية التي تربط الجزائر بإسبانيا ارتفاعا خاصة في وهران، حيث عاصمة الغرب مربوطة برحلات جوية يومية نحو أليكانت في حدود الرابعة عصرا وبرشلونة في حدود الخامسة مساء وحتى الرحلة البحرية من ميناء وهران نحو ميناء أليكانت التي انطلقت أمس الأحد كانت مليئة بالمتوجهين إلى برشلونة لأجل متابعة المباراة الكبرى، ناهيك عن التوافد القوي من العاصمة وأيضا من فرنسا وأروبا عموما .. ويكمن التوافد القوي في كون الجالية الجزائرية القاطنة في برشلونة أكبر بكثير من القاطنة في مدريد وبقية المدن الإسبانية، ورغم صعوبة الحصول على تذاكر الدخول إلا أن الجزائريين الذين غزوا كل ملاعب المعمورة قادرين على أن يحلّوا هذا المشكل الكبير على الأوربيين والهيّن على الجزائريين، أما في الجزائر فإن المباراة انطلقت منذ مدة وكان واضحا أن مباراة ريال مدريد أمام أجاكس في امستردام وبرشلونة أمام بناتينايكوس في أثينا في الدوري الأوربي للأبطال مجرد تدريب للكلاسيكو الكبير، والذين فرطوا في مبارايات دوري أبطال أوربا رفضوا التفريط في اللقاء الكبير سهرة اليوم لأجل ذلك قام أصحاب المقاهي والمطاعم المزودة ببطاقات الجزيرة الرياضية المشفرة بالإشهار لسهرة اليوم، ووصل الحال في الكثير من المقاهي الموجودة في الأحياء الشعبية أن باعت الأماكن بأسعار وصلت 200 دج أي بسعر الدخول لملاعب الكرة عندنا لأجل شباب يتنفس الكرة خاصة المستوى الرفيع الموجود بين برشلونة وريال مدريد.
وإذا كان ملعب نيوكامب ليس غريبا على الجزائر التي لعبت فيه مباراة لا تنسى أمام الأرجنتين وخسرت بصعوبة بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، وستلعب في ذات الملعب لاحقا ضد منتخب كاتالونيا فإن حكاية الجزائر مع ريال مدريد كانت عبر مواجهة مولودية العاصمة للنادي الملكي في بداية السبعينات من القرن الماضي، وانهزمت بهدفين مقابل هدف واحد ومواجهة الريال للمنتخب الجزائري الذهبي في آخر مباراة تحضيرية لكأس العالم عام 1982 وانتهت بهدفين مقابل هدف واحد لصالح رفقاء ماجر، لكن من دون نجوم المنتخب الاسباني الذي كان يحضر للمونديال الذي استضافته إسبانيا، كما أن ماجر واجه مع ناديه بورتو في خريف 1987 نادي ريال مدريد في مدريد وسجل ماجر هدفا، ولكن المدرب ارتير جورج في الشوط الثاني أخرجه فتمكن الريال من تسجيل هدفين وتأهل بعد ذلك على حساب نادي بورتو.
يذكر أن ماجر سجل ضد الريال مرتين مع المنتخب ومع بورتو .. يبقى السؤال الكبير هو متى يتقمص لاعبا جزائريا ألوان برشلونة أو ريال مدريد؟
سبعة مسلمين في الكلاسيكو
وماجر أكثر من سجل ضد الريال
على الأقل خلال آخر مواجهة جمعت نادي برشلونة الإسباني بنادي بناتينايكوس اليوناني في أثينا سهرة الأربعاء لاحظ متابعو المواجهة أن القلة من أنصار النادي الكتالوني دخلوا المدرجات وهم يحملون العلم العراقي، وهم من المهاجرين العراقيين والعرب في بلد أفلاطون، وتجاوز عدد الأعلام ثلاثة وهي طعنة للصهاينة الذين ظلوا دائما يراهنون على النادي الكتالوني منذ أن لعب له ودرّبه الأسطورة الهولندية الكبير يوهان كرويف الذي هو حاليا الرئيس الفخري لنادي برشلونة، وحاول الصهاينة منذ اشتداد صراعهم مع العرب في السبعينات من القرن الماضي، خاصة بعد حرب رمضان 1973 أن يقدموا كل دعمهم المالي والإعلامي لمشاهير الكرة حتى أنهم جروا كرويف حسب صحف إسرائيلية عام 1974 عندما قاد منتخب بلده البرتقالي إلى نهائي كأس العالم في ميونيخ ليقول أتمنى أن لا يشاهد ألعابي السحرية العرب ؟؟ وهي المقولة التي آمن بها الصهاينة وساروا أينما سار أجاكس امستردام، حيث حملوا علم الكيان الصهيوني في لقاء أجاكس الأخير الذي جرى سهرة الثلاثاء أمام ريال مدريد رغم أن أجاكس يضم نجما مغربيا هو الحمداوي في مباراة سحق فيها ريال مدريد أجاكس في هولندا برباعية نظيفة، وخابت آمال حاملي العلم الصهيوني، كما خابت مع برشلونة التي صار العلم العراقي والفلسطيني هو الطاغي في مبارياتها على علم الكيان الإسرائيلي فقبل ساعات قليلة تفصل عالم الكرة عن أكبر مباراة في العالم التي ستجري اليوم الإثنين بين برشلونة وريال مدريد ضمن الجولة 13 من الدوري الإسباني تبدو كل المعارك العالمية موجودة بنكهات متنوعة، ويقال إن المواجهة المرتقبة وهي رقم 208 بين الفريقين ستكون الأقوى على الإطلاق بسبب ترسانة النجوم الأحسن في العالم التي تضمها التشكيلتين، خاصة أن التحدي سيكون كبيرا بين ميسي من جهة ورونالدو من الجهة المقابلة وبين لاعبي الظل الذين ينتظرون المناسبة ليقولوا "نحن هنا" والكل يعلم من الآن أن المواجهة ستكون أحسن من كل مباريات كأس العالم الأخيرة .. ورغم أن التشكيلتين لا تضمان أي لاعب من جنسية عربية إلا أن المميز هذا العام ولأول مرة في تاريخ أكبر داربي في العالم هو تواجد سبعة لاعبين كاملين مسلمين، وهذا ما لم يحدث من قبل، وقد يتواجد خمسة منهم على الأقل على أرضية ميدان برشلونة مسرح المباراة إذا لم تحدث طوارئ بفعل الإصابات أو الخيارات التكتيكية لمدربي الفريقين لأن فورمة اللاعبين المسلمين في الفريقين في أحسن أحوالها في الأسابيع الأخيرة..ويتعلق الأمر بالنسبة للنجوم المسلمة في ريال مدريد وهم مسعود أوزيل التركي الأصل والألماني المنشأ والجنسية وهو لاعب يقرأ القرآن قبل كل مباراة، وقالت تقارير من ريال مدريد إنه لم يعد يقرأ القرآن لوحده، حيث انضم إليه الجزائري الأصل كريم بن زيمة المرشح للعودة إلى التشكيلة الأساسية بعد تألقه اللافت في لقاء رابطة الأبطال الأوروبية أمام بناتينايكوس وهدفه الأول الخرافي إضافة إلى التونسي الأصل سامي خديرة الذي قال إنه يصوم كلما حصل ناديه على يوم راحة تطوعا وتضرعا لله .. وتكمن قوة مسلمي الريال في أنهم شباب يصغرون سن رونالدو البالغ من العمر 25 عاما، حيث عمر مسعود 22 عاما "مواليد 15 أكتوبر 1988" وبن زيمة دون 23 سنة "مواليد 18 ديسمبر 1987" وسامي خديرة 23 سنة "مواليد 4 أفريل 1987" يضاف إلى هؤلاء اللاعب المالي محمادو ديارا وصديقه المالي الأصل والفرنسي الجنسية لاسانا ديارا لاعب منتخب الديكة وكلاهما مسلمين يطبقان كل الشعائر وسبق لهما أداء مناسك العمرة.. أما من جانب نادي برشلونة فالفريق يمتلك نجمين يدينان بالإسلام وهما إيريك أبيدال نجم المنتخب الفرنسي وسيدو كايتا نجم المنتخب المالي، ولكن عمرهما متقدم مقارنة بنجوم نادي ريال مدريد، حيث جاوزا الثلاثين عاما ببضعة أشهر .. وإذا كان الطاغي في تشكيلة الفريقين هو التواجد القوي للاعبي أمريكا اللاتينية حيث يوجد ثلاثة لاعبين من البرازيل مع برشلونة وأربعة لاعبين من الأرجنتين مع نادي ريال مدريد فإن العدد يتساوى مع اللاعبين الذين يدينون بالديانة الإسلامية في أقوى لقاء كروي مقترح مع بداية الموسم الكروي الحالي .. ونعود للسؤال متى يتقمص لاعب جزائري ألوان برشلونة أو ريال مدريد؟