شهدت بطولة قطر إكسون موبيل المفتوحة للتنس يوم الأربعاء تكريم النجم المغربي يونس العيناوي مع إعلانه اعتزال رياضة التنس نهائياً بعد مسيرة حافلة في عالم المحترفين امتدت لعشرين عاماً.
وكان العيناوي – البالغ من العمر ثمانية وثلاثين عاماً – قد شارك في بطولة قطر هذا العام بعد تلقيه بطاقة دعوة من اللجنة المنظمة تقديراً لمسيرة حافلة حقق خلالها نتائج متميزة كان منها فوزه بلقب بطولة قطر في عام 2001.
وحقق النجم المغربي الفوز في الدور الأول على الأميركي رايلر ديهارت ليدخل التاريخ كثاني أكبر لاعب سناً يحقق الفوز في إحدى بطولات رابطة اللاعبين المحترفين ATP حيث يملك الأميركي جيمي كونورز الرقم القياسي بتحقيقه الفوز في بطولة هال عام 1995 وهو في سن الثانية والأربعين. ولكن مسيرة النجم انتهت في الدور الثاني يوم الأربعاء بالخسارة أمام البلجيكي ستيف دارسيس.
وبعد انتهاء اللقاء قام السيد ناصر بن غانم الخليفي رئيس الإتحاد القطري للتنس بتكريم النجم المغربي وإهداءه درعاً تذكارياً، كما تم عرض لقطات لأبرز الإنجازات في مسيرته كان من ضمنها لحظة تحقيقه لقب بطولة قطر عام 2001.
وأعرب العيناوي عن امتنانه بهذا التكريم مشيراً إلى أنه يرى أن الوقت قد حان للابتعاد عن الملاعب كلاعب محترف، وأن عليه التفرغ أكثر لأسرته والاستفادة بخبرته في العمل من أجل مستقبل أفضل، كما أعرب عن تقديره لجهود منظمي بطولة قطر المفتوحة الذي أتاحوا له فرصة المشاركة في البطولة، مؤكداً أن هذه اللحظات ستبقى للأبد في ذاكرته.
العيناوي في سطور
ولد العيناوي في العاصمة المغربية الرباط في الثاني عشر من أيلول/سبتمبر من عام 1972 لأب مغربي وأم فرنسية.
عشق رياضة التنس منذ صغره وخلال زيارته لأكاديمية نيك بويلتييري الشهيرة للتنس في ولاية فلوريدا الأمريكية عام 1990، قرر العيناوي دخول عالم الاحتراف.
رغم الصعوبات الكبيرة التي واجهها في بداية مسيرته نجح النجم المغربي في صقل موهبته خلال تواجده في الأكاديمية وبدأ في المشاركة ببطولات التنس للمحترفين.
كانت من أبرز النتائج التي حققها في بداية مسيرته بلوغ الدور الرابع من بطولة فرنسا المفتوحة عام 1995 قبل أن تنتهي مغامرته أمام المصنف أول في البطولة الأمريكي أندريه أغاسي.
ومع نهاية التسعينات بدأ العيناوي في المنافسة بقوة وحقق أول ألقابه عام 1999 في بطولة هولندا المفتوحة بأمستردام على الملاعب الترابية عندما تغلب في المباراة النهائية على الأرجنتيني ماريانو زاباليتا.
وفي العام التالي كانت أبرز نتائجه بلوغ ربع نهائي بطولة أستراليا المفتوحة والخروج أمام الروسي يفجني كافلينيكوف، قبل أن يشهد عام 2001 إنجازين جديدين بتحقيقه لقب بطولة رومانيا المفتوحة على الملاعب الترابية ثم لقب بطولة قطر المفتوحة على الملاعب الصلبة.
واستمرت الإنجازات في عام 2002 فحقق بطولة الملك الحسن الثاني في الدار البيضاء ثم لقب بطولة BMW في مدينة ميونيخ الألمانية، كما بلغ نهائي بطولة أميركا المفتوحة (فلاشينغ ميدوز) قبل أن يخسر أمام الأسترالي ليتون هيويت.
وبلغ العيناوي قمة مستواه في عام 2003 الذي بلغ فيه المركز الرابع عشر في التصنيف العالمي (آذار/مارس) وهو أعلى مركز وصل له خلال مسيرته الاحترافية.
ورغم عدم تحقيقه أي لقب خلال هذا العام قدم النجم المغربي مستوى مميز خلال بطولة أستراليا المفتوحة فأطاح في الدور الرابع بالمصنف الأول الأسترالي ليتون هيويت، قبل أن يواجه الأميركي أندي روديك في ربع النهائي ويخسر بمجموعتين مقابل ثلاث بعد مباراة ماراثونية، كانت مجموعتها الخامسة التي انتهت 21-19 هي الأطول في تاريخ بطولات الغراند سلام.
وفي بطولة أميركا المفتوحة عاد العيناوي للتألق من جديد وأطاح بلاعب إسباني شاب من الدور الثاني – سيصبح في ما بعد أحد أبرز اللاعبين في تاريخ التنس – وهو رافاييل نادال، ثم تغلب في الدور الثالث على التشيكي جيري نوفاك، وبعده الإسباني كارلوس مويا، لينتهي مشواره في ربع النهائي أمام الأرجنتيني دافيد نالبانديان.
وعانى النجم المغربي في الأعوام التالية من الإصابة ليبتعد لفترات طويلة عن ملاعب التنس، ولكنه لم يستسلم وحاول العودة في عام 2007، ثم مرة أخرى في عام 2008، قبل أن يقرر هذا العام الاعتزال نهائياً تاركاً خلفه سجلاً من الإنجازات التي لم يحققها من قبل أي لاعب عربي في تاريخ تنس المحترفين.