كد هذا الخميس الناطق الرسمي باسم المؤتمر الدولي حول استراتيجيات تكنولوجيات الإعلام والاتصال المهندس مبارك بوكعبة على أن كل الجهود موجهة من أجل الإسراع في تجسيد مشروع "الكابل " المزمع انجازه بين الجزائر العاصمة وأبوجا العاصمة الإقتصادية لنيجيريا للمساهمة في ربط القارة الإفريقية.
وأوضح مبارك بوكعبة لدى نزوله ضيفا على القناة الإذاعية الأولى أن هذا المشروع كان محور نقاش الدورة الثانية للمؤتمر الدولي "لاستراتيجيات تكنولوجيات الإعلام والاتصال" المنظم تحت شعار "من اجل إفريقيا رقمية "الذي ستختتم فعالياته اليوم بوهران مبرزا أن مساعي انجاز مشروع الكابل هو الربط بين الجزائر وأقصى الجنوب الإفريقي ويتفرع من الجزائر إلى البلدان الأوروبية وكذا يمتد إلى الكابل الآسيوي ليمر على البحر الأبيض المتوسط والبحر الهندي ليصل إلى ماليزيا والصين وسانغافورة.
واعتبر المتحدث هذا المشروع حيويا جدا خاصة بالنسبة للبلدان الإفريقية التي لا تطل على البحر وذلك لكونها تعاني من مشكل كبير في الاتصالات وتستعمل الآن فقط الاتصالات الفضائية "الساتل" مؤكدا أن هذا النوع من الاتصالات ليس جيدا من ناحية الجودة ولا يمكن أن يتطور نظرا لتكلفته الباهظة.
وأضاف مبارك أن الجزائر تسعى من خلال هذا المشروع للاستثمار لما تلعبه الجزائر من دور كبير في تنمية القارة الإفريقية التي تعد اضعف القارات من ناحية التجهيز ومن ناحية كثافة الشبكات في ربط هذه القارة وخاصة البلدان التي لا تطل على البحر مثل مالي والنيجر وتشاد وبوركينافاسو مؤكدا رغبة الدول الإفريقية في إعادة بعث صندوق التضامن الرقمي.
كما أوضح المتحدث أن المؤتمر الدولي لتكنولوجيات الإعلام والاتصال في طبعته الثانية الذي عرف حضور أكثر من 300 مشارك كان فرصة للقاء بين المختصين في الميدان لتقييم الوضع وللتشاور في الإستراتيجية المقبلة للسنتين المقبلتين ،حيث عرف مشاركة وفود وزاري من مالي والمغرب ومن النيجر ومن تونس وليبيا وموريتانيا والسنيغال وبوركينافاسو.
هذا وتم تسطير برنامج مكثف على مدار ثلاثة أيام –يضيف مبارك- يتمثل في إقامة 8 ورشات وكان هناك قسمان قسم التعاون الإفريقي من أجل إفريقيا رقمية وقسم خاص بأهم العوائق التي تواجه الجزائر في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال معتبرا في هذا الصدد أن الجزائر لازالت متأخرة في هذا المجال خاصة في التجارة الإلكترونية وفي المعاملات المصرفية والبنكية الإلكترونية ولذلك يجب بذل جهد للوصول إلى المراتب المرجوة.
كما سجلت الجزائر ضعفا نوعا ما في مجال استعمالات الانترنيت –يقول مبارك بوكعبة و كشف انه "لأول مرة اجتمع معنا مسيرو ومديرو الإعلام الآلي للوزارات لدراسة استعمال الإعلام الآلي حتى يكون هناك تنسيق مسبق من خلال وضع برامج موحدة حيث تم تشخيص الأسباب واقتراح الحلول التي ستصدر ضمن توصيات المؤتمر كنقاط عملية يتخذها كل المتعاملين سواء كانوا عموميين أو خواص والهدف من ذلك إيصال هذه الخدمات بسرعة إلى المواطن".
وأشار نفس المتحدث إلى أن هذا المؤتمر في طبعته الثانية عرف اهتماما كبيرا من كل القطاعات مقارنة بالدورة السابقة والاتفاق على وضع هذه الخدمات المتعددة جدا في مصلحة المواطن حيث أن هناك إرادة قوية لتقليص الفجوة الرقمية.
وعن تقييمه للتعاون بين البلدان الإفريقية في الاتصال البيني في إطار شراكة افريقية- افريقية للتعاون اعتبر أن التبادل البيني بين الدول الإفريقية ضعيف فمثلا في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية لم يكن هناك ربط مباشر بين الدول الإفريقية وإنما عبر عواصم استعمارية سابقة لكونهم ورثوا وضعية الربط مع القوى المستعمرة.
هذا ودعا مبارك إلى ضرورة توفير مناخ لحرية تنقل البضائع والأشخاص بين البلدان الإفريقية وضرورة تطوير الاتصالات السلكية واللاسلكية التي ترتبط –حسبه- بالحركة البشرية الحركة الإقتصادية.