برّأ أول أمس الاتحاد الدولي لكرة القدم قطر من "التهمة" التي أثارتها أطراف معروفة بخصوص حصول اتفاق بين مسؤولي الملف القطري لتنظيم مونديال 2022 ومسؤولي الملف الإسباني-البرتغالي المشترك لتنظيم مونديال2018، وهي التهمة التي حاولت استغلالها لهّز السمعة التي يحظى بها الملف القطري الثقيل والمثالي قبيل الثاني من ديسمبر المقبل تاريخ الإعلان عن البلدين اللذين سيستضيفان مونديالي 2018 و2022 على التوالي،
حيث أعلنت لجنة الأخلاق في الاتحاد الدولي لكرة القدم أنه "لا وجود لأدلة كافية" تثبت حصول اتفاق محتمل بين الملفين القطري والبرتغالي-إسباني حول تبادل الأصوات في اختيار المضيفين لنهائيات كأس العالم 2018 و2022 على التوالي، وهذا بعد أن فتح الفيفا تحقيقا حول حصول اتفاق محتمل بين الأطراف المعنية وفق ما روّجت له إحدى الصحف الإنجليزية نقلا عن مصادر وصفتها بالمقربة من الملفين.
ويأتي هذا الاعتراف ليؤكد متانة وصلابة الموقف القطري وكل الثناء والمساندة العالمية غير المسبوقة التي حظي ويحظى بها الملف القطري لاستضافة الطبعة الـ22 من كأس العالم، خاصة أن عوامل عدة تضع قطر على رأس الدول المرشحة لشرف تنظيم المونديال بالنظر للمشاريع الثورية التي يضمها الملف ومن بينها الملاعب التي ستعرف توظيف تكنولوجيا غير مسبوقة وبناء ملاعب مجهزة بنظام تبريد في الهواء الطلق .
حسن الذوادي : " حملة قطر التزمت بأعلى المعايير الأخلاقية "
ورحب مسؤولو الملف القطري بالقرار الذي اتخذه الاتحاد الدولي لكرة القدم، وقال حسن الذوادي المدير التنفيذي لملف قطر 2022 :"نرحب بالقرار الذي صدر عن لجنة الأخلاق في الفيفا والذي أكدت من خلاله أن ملف قطر التزم تماما بشروط وقوانين الفيفا للترشح..كنا واثقين دائما بهذه النتيجة لأننا التزمنا طيلة حملتنا بأعلى المعايير الأخلاقية"، مشيرا إلى أن هذا القرار وضع حدا للشائعات المغرضة التي تحدثت عن حصول اتفاق قطري وبرتغالي-إسباني لتبادل الأصوات، كما لم يفوّت الذوادي الفرصة للتأكيد على أن المسؤولين على الملف القطري سيضاعفون الجهود خلال الأيام المقبلة للترويج لجدارة قطر باحتضان مونديال 2022 .
مؤامرات غربية وتدبير إسرائيلي لإسقاط " الحلم العربي "
وكشف موقف الفيفا الصارم والعادل في هذه القضية ليدحض المؤامرة التي تحاك ضد الملف القطري المرشح بقوة لاستضافة كأس العالم، خاصة أن أولى بوادر المؤامرة ظهرت منذ أشهر عندما أعلن رئيس الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم صراحة أنه ضد احتضان قطر للمونديال وأنه سيقود حملة أوروبية وداخل كواليس المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم من أجل التصويت ضد الملف القطري الذي يعد بمثابة الحلم العربي الأبرز الذي تقف وراءه كل الدول العربية قلبا وقالبا، ومرت هذه التصريحات الخطيرة دون أي رد فعل من مسؤولي الفيفا في حينه رغم أن عمليات التصويت في مثل هذه الملفات تتميز بالسرية ويحظر فيها الجهر العلني بمثل هذه المواقف التي تصنف في خانة التمييز، مادام أن الاتحاد الإسرائيلي برر موقفه بـ"المعاداة" التي قد يلقاها الإسرائيليون في حال التأهل إلى المونديال لهذا يسعى لإقامة كأس العالم في دولة لا تخرج عن " الأهواء الغربية " .
قطر خطفت الأضواء ولن تفشلها المخططات الدنيئة
منذ الكشف عن الملف القطري الخاص بمونديال 2022 والعمل الكبير الذي قام به المسؤولون القطريون من خلال حشد تأييد غير مسبوق لملفهم وتوظيف نجوم عالمية بارزة للترويج له على غرار النجم الفرنسي الجزائري الأصل زين الدين زيدان، خطفت قطر الأضواء خاصة أنها كشفت عن مشاريع ثورية وصفها البعض بالخرافية والمعدة من كوكب آخر لما تضمنه من حلول استباقية تعد أقصى مراحل الإبداع البشري، لا سيما من ناحية الملاعب التي سيتم بناؤها خصيصا لمونديال 2022 ، حيث خصص حوالي 3 ملايير دولار لبناء ملاعب مجهزة بأنظمة تبريد من الجيل الثالث تقضي على مشكل الحرارة الذي اختفى وراءه البعض لتأكيد استحالة استضافة قطر لكأس العالم، كما أن تخصيص الحكومة القطرية لـ43 مليار دولار للاستثمار في هذا المشروع الضخم وبناء بنية تحتية جديدة دعم الموقف القطري ووضعه في مقدمة كل الملفات المرشحة لتنظيم مونديال 2022 .
الأمريكيون قلقون واجتماعات ماراطونية لقلب " موازين المنطق "
من جهة أخرى، كشفت تقارير صحفية أمريكية نقلتها صحف قطرية عن قلق أمريكي واضح من التفوّق والتقدم البيّن الذي يحظى به الملف القطري على حساب الملف الأمريكي بخصوص الترشح لاستضافة مونديال 2022 الذي يتنافسان عليه أيضا مع أستراليا، اليابان وكوريا الجنوبية، ووصفت التقارير الأمريكية "المحبطة" الملف القطري بالمثالي الذي يلقى أصداء عالمية ودعما من مختلف أنحاء العالم، مركزة على المباراة الاستعراضية التي احتضنتها الدوحة بين البرازيل والأرجنتين، مشيرة أن الأخيرة خدمت كثيرا الملف القطري بالنظر لثقل النجوم التي كانت حاضرة بالمناسبة، كما تحدثت الصحافة الأمريكية عن خشية مسؤولي بلد العم سام من توسع دائرة الدول المهتمة بالملف القطري، لهذا قرروا الرفع من وتيرة الاجتماعات مع الأطراف المعنية بالتصويت يوم 2 ديسمبر المقبل لعلهم يحشدون بعض التأييد الذي يحظى به القطريون بحكم قوة "مثالية " ملفهم الذي يرشحه المنطق والعقل للفوز في التصويت المقبل .
قطر تقترب من تحقيق حلم العرب المونديالي قبل 12 يوما من موعد الحسم
بلد نصف مليون نسمة في منافسة بلدان بتعداد نصف مليار ساكن
بدأ العد التنازلي لكشف اسمي البلدين اللذين سيحتضنان كأسي العالم خلال عامي 2018 و 2022 وبدأت قطر بكل هدوء في تسجيل نقاط هامة، خاصة أن العائق الوحيد الذي ركز عليه الرافضون لاستضافة قطر للمنافسة لا معنى له لأنه لو تم الاستناد عليه فمعنى ذلك أن دول الخليج العربي والشرق الأوسط ودول الساحل الإفريقي لا يجب أن تفكر مدى العمر في احتضان أي منافسة رياضية والمقصود به هو العائق المناخي، بعد أن رفضت الفيفا تغيير فصول المونديال إلى الشتاء في سنوات ماضية بسبب انشغال البلدان ببطولاتها المحلية والقارية .. وقطر التي وعدت ووفت في تقديم حلول تكنولوجية للمناخ في الملاعب المكيفة باشرت بتقديم حلول أخرى لمئات الآلاف من المناصرين والضيوف الذين ستعيّشهم في أجواء ربيعية في عز الصيف .. وتنافس قطر في الترشح لاستضافة دورة 2022 أستراليا وهي قارة بعيدة ولا تمتلك الكرة فيها ذات الشعبية المطلوبة إضافة إلى أن نقل المونديال إلى القارة البعيدة سيعيدنا إلى معاناة مباريات ما بعد منتصف الليل، كما حدث في دورة كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 وكما سيحدث في دورة البرازيل القادمة بسبب الفارق الزمني بين أستراليا والدول الأوربية وشمال إفريقيا، بينما لا يزيد الفارق بين غرنيتش والتوقيت القطري عن ثلاث ساعات، أما المنافس الثاني لقطر فهو الولايات المتحدة الأمريكية التي لم يمض على احتضانها منافسات كأس العالم أكثر من 16 سنة، وهي مدة قصيرة قد تجعل من منح الولايات المتحدة شرف مونديال 2022 مستبعدا رغم أن الولايات المتحدة سبق لها وأن حوّلت المستحيل إلى حقيقة في منافسة الألعاب الأولمبية عندما نظمت دورة لوس انجلس عام 1984 وعادت في ظرف وجيز لتنظيم أولمبياد أطلنطا، لكن العالم مازال يتذكر مونديال 1994 بالولايات المتحدة الذي يقال إن مستوى اللعبة فيه إنهار بشكل مريع منذ زيارتها لأمريكا، ويكفي القول إن الفائز بالكأس أحرزها لأول مرة بضربات الترجيح بعد مباراة مملة بين البرازيل وإيطاليا انتهت صفرية في كل شيء، رغم أن مونديال أمريكا كان مزدحما بالنجوم مثل باجيو وروماريو وستايشكوف وروجي ميلا وحاجي ..أما المنافسين الآخرين فهما اليابان وكوريا الجنوبية وجديدهما مقارنة بدورة 2002 أن كل بلد يتنافس على حدة، وفي كل الأحوال تبدو قطر الأقرب جغرافيا إلى أوربا والسفر بالمونديال من جنوب إفريقيا إلى البرازيل وإلى دول أخرى بعيدة عن قلب العالم قد يفقد اللعبة طعمها ويوجد إجماع على أن مشكلة المستوى في الدورة الأخيرة كانت بعد البلد عن بلدان المنتخبات القوية وأيضا اتساع المساحة والتي جعلت اللاعبين يقضون زمنا في التنقل أكبر من زمن التحضير، فضاع المستوى بشكل لم يسبق وأن عرف له مثيل .. وتبدو قطر في موقع قوي، خاصة أن معركة الترشّح لاحتضان مونديال 2018 تبدو الأكثر صعوبة في وجود انجلترا التي بادر إعلامها إلى دعمها بطريقة لم يسبق لها مثيل، عندما تمكنت الصاندي تايمز من كشف فضائح الرشوة، كما أن تواجد روسيا واتحاد إسبانيا مع البرتغال من جهة وهولندا مع بلجيكا من جهة أخرى يجعل من معركة 2018 أصعب بكثير من معركة 2022 التي قد تكون محسومة لقطر إذا سارت العملية بشكل نظيف .. موقع الفيفا قدّم تقريرا نتاج زيارات أعضائه إلى قطر بيّن أن محاسن ما قدمته قطر يفوق الخيال فالبلد سيمنح للعالم مونديال في متناول الجميع ويختصر المكان والزمان الذي كان أكبر مشكل المونديالات السابقة منذ 1994 باستثناء مونديال فرنسا عام 1998 ومونديال ألمانيا عام 2006 .. يذكر أن قطر التي لا يزيد تعداد سكانها عن نصف مليون و70 ألف نسمة تواجدت في المنافسة على المونديال مع دول كبرى تعدادها مجتمعة يقارب نصف مليار نسمة، حيث يبلغ تعداد سكان أمريكا 290 ألف نسمة و20 مليون في استراليا و130 اليابان و46 مليون نسمة .
بتهمتي الرشوة و " بيع " الأصوات في ملفات مونديالي 2018 و2022
الفيفا يعاقب 4 أفارقة ومسؤولين آخرين والتونسي علولو يطعن في القرار
أصدرت أول أمس لجنة الأخلاق التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم عقوبات تتراوح بين عام واحد و4 سنوات بحق ستة أعضاء من الفيفا المتهمين في قضية "بيع الأصوات" في ملفات الترشح لمونديالي 2018 و2022 التي فجرتها صحيفة إنجليزية الشهر الفارط، من بينهم التونسي سليم علولو رئيس مكتب تسوية الخلافات داخل الفيفا وعضو لجنة قوانين اللاعبين باتحاد اللاعبين، فضلا عن ثلاثة أفارقة آخرين يملكون مناصب في الفيفا، على غرار النيجيري أموس أدامو، المالي أمادو دياكيتي والبوتسوانس اسماعيل بامجي، فضلا عن التاهيتي رينالد تيماري والتونغي أهونغالو فوسيمالوهي، وهم الأشخاص المتهمون في هذه القضية التي أولت لها الفيفا اهتماما بالغا لتلميع صورتها أمام العالم بعد تفجير هذه الفضيحة .
وأوضحت لجنة الأخلاق التابعة للفيفا التي رأسها السويسري كلاوديو سولسير في بيان لها أنها قررت إيقاف ستة أعضاء من ممارسة أي نشاط مرتبط بكرة القدم "إداري، رياضي أو أي نشاط آخر" لفترات تتراوح بين سنة و4 سنوات بعد أن ثبت خرقهم لبنود مختلفة من قانون الأخلاق للاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي فتح تحقيقا في 18 أكتوبر الماضي بحق عضوين في لجنته التنفيذية هما النيجيري أموس أدامو والتاهيتي رينالد تيماري، وفي العشرين من الشهر ذاته قررت لجنة الأخلاق بالفيفا إيقاف ستة أعضاء مؤقتا وهم الأشخاص الذين تم معاقبتهم خلال اجتماع لجنة الأخلاق الذي عقد في زيوريخ من 15 و17 نوفمبر الجاري .
ضربة موجعة للكاف وسمعة حياتو في المزاد
ويأتي تسليط الفيفا للعقوبات على أربعة أفارقة من أصل ستة أشخاص طالهم سيف الفيفا ليضعّف من موقف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ويؤكد تهم الفساد التي توجه لهيئة عيسى حياتو منذ مدة طويلة، خاصة وأن رابطة الأبطال الإفريقية لهذا الموسم تميزت بالتصريحات النارية لمسؤولي الأندية المشاركة فيها والتي صبت في خانة وجود فساد واضح داخل أروقة الكاف، خاصة في ملف التحكيم الذي يترأس لجنته إفريقيا المالي أمادو دياكيتي الذي ثبت تورطه في قضية "بيع الأصوات" وعاقبته الفيفا بثلاث سنوات وغرامة مالية بقيمة 10 ألاف فرنك سويسري، الأمر الذي يفتح باب التأويلات ويزّكي فرضية الفساد المستشري في الكرة الإفريقية والذي دعمته الفيفا بطريقة غير مباشرة من خلال القرارات التي خرجت بها لجنة الأخلاق التابعة للفيفا في قضية "بيع الأصوات"، الأمر الذي يهز سمعة الكاف ومن ورائها عيسى حياتو الذي لا طالما دافع عن سياسة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم كما حدث خلال نهائي رابطة الأبطال الإفريقية بتونس .