إذا كان منتخب اللوكسمبورغ في عالم الكرة هو "حصالة" أوروبا، حيث تتسابق المنتخبات التي يتواجد في مجموعتها على تسجيل أكبر عدد من الأهداف في مرماه وحتى على أرضه من أجل رفع مستوى التهديف والتنافس عبر جسره مع الآخرين وليس مع منتخب اللوكسومبورغ فإن البلد أيضا أصغر من أن يتصوره الإنسان، فمساحته لا تزيد عن 2580 كلم مربع ويقع بين بلجيكا وألمانيا ويقطنه حاليا 450 ألف نسمة، أي أن عدد سكانه أقل من عدد سكان ثلثي ولايات الجزائر كل واحدة على حدة..
وإذا كان عدد الجزائريين المهاجرين في لوكسمبورغ قد بلغ 3000 مهاجر فإن أول من أسس للتواجد الجزائري في هذا البلد المجهري هو الشيخ فضيل الورتيلاني أحد رجالات الفكر الجزائري الذي مكث مطولا في اللوكسمبورغ عام 1947 قبل أن ينتقل إلى تركيا، حيث توفي ودفن في أنقرة في 12 مارس 1959، كما أخبرنا بذلك نجله عمي مسعود زوال أمس الأحد.. وفي اللوكسمبورغ تعلم لغة هذا البلد وهي اللوكسمبورغية إضافة إلى الألمانية والفرنسية التي ينطقها سكان البلد الذي يقارب تعداد سكانه ربع تعداد ولاية سطيف التي ولد فيها الشيخ وعدد سكانها حاليا حوالي مليون و700 ألف نسمة.. الشيخ الورتيلاني الذي أتقن سبع لغات كتابة ونطقا هو بالتأكيد أول جزائري تكلم اللغة اللوكسمبورغية وربما أول من زار هذا البلد قبل أن يحصل على حريته في 23 ديسمبر1961 ومنه اشترى الشيخ الورتلاني قبعته الشهيرة "البرنيطة" التي اشتهر بها في صوره التي نحتفظ بها إلى غاية اليوم، ما يميز لوكسمبورغ عن الدول الأوروبية الأخرى أن رئيس البلد يجب أن يكون كاثوليكيا، لأن 97 بالمائة من السكان من الكاثوليك والبقية بين بروتيستانت ويهود الذين تتكفل بهم الدولة ولا يزيد عدد المسلمين عن نصف عدد اليهود، أما في عالم الكرة فإن اللوكسمبورغ حاليا ضمن فوج فرنسا في إقصائيات أمم أوروبا القادمة ولم يحدث لهذا البلد وأن تأهل إلى أي منافسة أوروبية وطبعا عالمية، وإذا كانت قبرص ومالطا وقبلهما تركيا قد دخلتا حاليا المنافسة وصارتت تجبران المنتخبات القوية على احترامها فإن اللوكسمبورغ أضعف من أي ناد أوروبي ينشط في الدرجات السفلى، فما بالك أن تقارن بالأندية الكبرى والمنتخبات الأوروبية، خاصة أندية بلجيكا وألمانيا المتواجدة على الحدود مع اللوكسومبورغ التي تحضر خلال الصيف وجانفي في هذا البلد، ولكنها لا تلعب أبدا مع منتخبه الكروي.. هذا هو اللوكسمبورغ في كلمات بحجم مساحته وعدد سكانه الذين نصفهم من المهاجرين.