رشيد مساحل واحد من اللاعبين الموهوبين الذين سجلوا اسمهم بأحرف من ذهب في سجل الكرة الجزائرية وبالضبط شباب بلوزداد، هو الذي كان ضمن "نجوم" فريق العقيبة الذين صنعوا أمجاد النادي في السبعينيات بمعية لالماس، كالام، عاشور، مداني، عبروق، والمرحوم موحة، إضافة إلى مصطفى كويسي الذي كان آنذاك في بداية الطريق نحو الشهرة، غير أن متاعب الدهر جعلت الكثيرين يحمونه من ذاكرتهم خصوصا بعدما رمت به الأقدار في ديار الغربة حيث يقيم بفرنسا منذ اعتزاله اللعب سنة1977 .
ولأن الرجل محب للرياضة والكرة على وجه الخصوص، واصل اللعب هناك إلى غاية الثامنة والثلاثين من عمره، قبل أن يقتحم مجال التدريب بإشرافه على المدارس الشبابية، ورغم ذلك ظل متابعا لمستجدات الكرة الجزائرية لا سيما مع تعاقب السنوات والصحوة التي شهدتها في السنوات الأخيرة بعودة الخضر القوية للواجهة الدولية بتأهلها لكأس أمم إفريقيا والمونديال، وهو ما أسعده كثيرا، لكنه بالمقابل تأثر للأداء المتواضع الذي قدمه رفاق بلحاج في المباراتين الأخيرتين أمام كل من تنزانيا وجمهورية وسط إفريقيا، حيث صرح لنا لدى زيارته الشروق بمعية صديقه مصطفى كويسي أن المحترفين الجزائريين لم يكشفوا لحد الساعة احترافهم بدليل أنهم عجزوا على إحراز ولو تعادل أمام منتخب إفريقيا الوسطى، وفي نظره الصحوة الكروية كان يجب أن تستمر على الأقل عشر سنوات ومن غير المعقول أن يذهب ريح الخضر في ظرف قصير جدا.
وحرص مساحل على التأكيد أن تأهل الخضر للمونديال وعودة الكرة الجزائرية إلى الواجهة العالمية لم يكن ليحدث لولا رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي قرر فتح جسر جوي بين الجزائر والخرطوم مكن بموجبه المنتخب الوطني من هزم مصر وخطف ورقة الذهاب إلى جنوب إفريقيا .
واقترح لاعب الشباب السابق تحقيق التوازن بين المحليين والمحترفين، كما ثمن التحول نحو الإحتراف داعيا الجزائريين للصبر على التجربة الجديدة، لأن النتائج لن تظهر قبل أربع أو خمس سنوات، ونجاح المنتخب الوطني مرتبط أولا بنجاح البطولة المحلية والفرق المحلية، وحان الوقت كما أضاف لإعادة الإعتبار للاعب المحلي الذي هو نتاج للبطولة المحلية وثمرة التكوين الفعال .