بعد شهرين تقريبا من رحيل رابح سعدان، جاء أول أمس دور ذراعه الأيمن زهير جلول الذي قدم رسميا استقالته من العارضة الفنية للخضر، واضعا حدا لمهامه بجانب الناخب الوطني الحالي عبد الحق بن شيخة، حيث لم تدم العلاقة بينهما مدة طويلة وانحصرت في لقاء وحيد أمام وسط إفريقيا بملعب هذا الأخير والتي كللت بهزيمة منطقية بهدفين لصفر .
ورغم أن الاستقالة جاءت في ظرف عصيب جدا ميزته حالة من اللااستقرار التي تسود ربوع المنتخب الوطني بعد تلك الهزيمة المذلة التي تكبدها رفاق عنتر يحيى في بانغي أمام أصحاب الأرض وما أعقبت ذلك من ردود أفعال متباينة من قبل الطبقتين الكروية والشعبية، واللتين انتقدتا بشدة الحالة الصعبة التي بات يعيشها المنتخب الوطني لا سيما مع بداية زوال تلك الصحوة الكروية المباركة التي عاشتها الكرة الجزائرية في السنوات القليلة الأخيرة، إلا أنها كانت منتظرة بحكم عديد المؤشرات سواء الظاهرة أو الباطنية والتي تؤكد في مجملها استحالة تعايش جلول مع الطاقم الجديد نظرا لاختلاف الرؤى والمنهج بينه وبن شيخة، وهو المحسوب على "شيخه"رابح سعدان، كما أن الشارع الكروي ظل منذ رحيل هذا الأخير يسأل ويتساءل عن السر وراء قبول جلول مواصلة المغامر بالرغم من أنه كان المستهدف رقم واحد وراء كل حملات ضرب استقرار الناخب الوطني السابق، غير أنه تبين في آخر المطاف أن حاجة المنتخب الوطني إلى خدماته كانت أكبر هو الذي لعب في التربص الأخير دور الرابط بين الطاقم السابق والجديد ودونه كان بن شيخة سيصطدم بمتاعب أكبر لا أحد يعلم عواقبها، علما أن عددا من العارفين جيدا للرجل أكدوا أن أيامه في المنتخب لن تطول أكثر لأنه صاحب مبادئ، وبقاؤه بجانب بن شيخة كان بوازع الوطنية ومصلحة المنتخب لا من أجل المنصب حتى لا تتأثر المجموعة، وبانتهاء مهمته هاهو يحزم الأمتعة ويغادر من الباب الضيق دون أي ضجيج.
التقى بن شيخة، أعلمه بالقرار وتمنى له التوفيق
وقالت مصادر الشروق إن جلول التقى عبد الحق بن شيخة مساء يوم الأربعاء، حيث جلسا سويا لأكثر من ساعتين أعلمه فيه بقراره، كما تجاذبا أطراف الحديث بصفة عادية حول الرؤى المستقبلية لإعادة المنتخب إلى السكة، وتمنى له التوفيق في مهامه، علما أن هذا الأخير سيكون مرفوقا مستقبلا بمساعد أجنبي لم يحدد هويته بصفة رسمية لحد الآن .
ومهما يقول قائل عن جلول وفترة إشرافه بمعية رابح سعدان على المنتخب الوطني، فالمؤكد أنه سجل إسمه في السجل الذهبي للكرة الجزائرية، وساهم بمعارفه في نجاحات الخضر، وكان واحدا من التقنيين المحظوظين الذين حصل لهم الوصول إلى المونديال وأيضا التعلم على يد رابح سعدان الذي أعاد الروح لكرتنا بعد السنوات العجاف، والسؤال الذي يطرحه الشارع من الآن، إلى أين ستكون وجهة جلول، أسيكون ضمن إحدى المنتخبات الوطنية، أم يغادر المحيط الكروي كلية، أم ماذا؟ كل شيء ممكن طالما أنه يملك الزاد الكافي لتولي أي منصب وفي أي موقع كان، وتجربته ومعارفه قد يشفعان له في ذلك .
اجتماع الأحد سيحدد كل شيء
كاوة وشعيب مرشحان لخلافة جلول .. وبن حاجي في تربص لوكسمبروغ
يصر المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة على ضرورة معاينة المنتخب الوطني المحلي خلال المواجهة الودية المقبلة أمام منتخب كوت ديفوار والتي لم يحدد بعد تاريخ إجرائها .
وحسب مصدر مقرب من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، فإنه بن شيخة سيشرف على التربص الثاني للمحليين بعد أن ضيع الأول بسب لقاء الجولة الثانية من التصفيات كأس إفريقيا 2012 أمام منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى للخضر بالعاصمة.
وقال مصدرنا بأنه يرتقب أن يحل مساعدا بن شيخة في المنتخب المحلي محمد شعيب وعبد النور كاوة، مكان زهير جلول المستقيل مساء أمس الأول من منصبه، ومدرب الحراس حسان بن حاجي المكلف حاليا بتحضير حراس مرمى المنتخب الوطني إناث الذي يستعد لكاس إفريقيا المقبلة بجنوب إفريقيا ما بين 29 أكتوبر و14 نوفمبر 2010 إلى ذلك قال مصدرنا، بأن المدرب بن شيخة الذي يقوم بجولة أوروبية صغيرة بين لوكسمبورغ وفرنسا، سيعود إلى الجزائر صبيحة يوم السبت أوالأحد المقبلين، ليجتمع بعدها مباشرة مع رئيس الفاف محمد رورواة وأعضاء طاقمه في المنتخب المحلي، لوضع خارطة الطريق لتربصي المنتخبين الأول والمحلي .
ومن المفروض ان يقدم رئيس الفاف لبن شيخة بعض أسماء المدربين الذين يود أن يدعم بهم العارضة الفنية على حد ما أفاد به نفس المصدر، علما بأن المدرب الفرانكو ايطالي كريستيان داميانو رفض عرضا من الفاف للعمل مع بن شيخة.