كد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بوعمران الشيخ أن ملف تعيين مفتي الجمهورية بيد رئيس الدولة وهو الوحيد الذي يقرر ويفصل في هذه القضية .
وأوضح بوعمران الشيخ، خلال ندوة صحفية نظمت، هذا الثلاثاء، بمركز الصحافة لجريدة المجاهد حول “الدين والعصرنة في الفضاء الإسلامي”، أن المجلس الإسلامي الأعلى قام بتقديم اقتراحات حول الشروط الواجب توفرها في المفتي من دون تحديد أية أسماء .
كما شدد المتحدث على ضرورة وضع حد لبعض المغالطات والفتاوى التي تصدر عن أشخاص لا علاقة لهم بالدين الإسلامي مؤكدا أن الزوايا التي يكثر فيها الخلط سيتم توقيفها من قبل وزارة الشؤون الدينية .
وأضاف بوعمران في ذات السياق أن الزوايا العلمية التي تلقن الشباب الأخلاق وتوفر لهم المناصب سنقدم لها كل الدعم، مشيرا إلى أنه على مستوى المجلس سيتم مواصلة ملتقيات الفكر الإسلامي لتصحيح المفاهيم الخاطئة وذلك بغية جعل الإسلام دين الوسطية هذا ما نطمح إليه.
وبخصوص نشاط الكنائس في الجزائر، أكد بوعمران على ضرورة احترام حرية الاعتقاد، مشيرا إلى أن كل فرد حر في ممارسة دينه سواء كان مسلما أو مسيحيا أو غيره لكن شرط احترام قوانين الدولة، مبرزا دفاع المجلس ومناهضته لكل إساءة للمساجد ومقابر المسلمين وكل المقدسات الدينية خاصة بعد نشر الصور المسيئة للإسلام في دولة الدنمارك .
وفي حديثه عن العلاقة بين الدين والحداثة، أبرز بوعمران التكامل بينهما مشيرا إلى أن الحداثة في الإسلام تسمى بالاجتهاد ويتطور هذا الأخير مع ظروف الزمان والمكان عبر كل مراحل التاريخ الإسلامي للتكيف مع الظروف وهذا ما برز في تطور طريقة اللباس والأكل لمواكبة التطوارات الحاصلة .
والدين الإسلامي –يضيف المتحدث- يعلم الحضارة والتكنولوجيا فبعد اكتشاف المسلمين للعلوم في العصر العباسي وفي الأندلس قاموا بنشرها إلى أوروبا والآن نحن نأخذ من أوروبا في إطار ما يسمى بالتبادل الثقافي بين الحضارات لكن مع الحفاظ على عاداتنا وتراثنا .
وأكد بوعمران على ضرورة التعريف بمفاهيم الأصالة والحداثة التي أتتنا من الشرق والغرب لان العصر الذي نعيشه اليوم عرف الكثير من المستجدات فقضية اللائكية التي ظهرت في القرن 18 بعد الثورة الأمريكية والثورة الفرنسية مستشهدا بكتاب ابن رشد في فصل المقال حيث لم تكن موجودة من قبل قضية علاقة الدين بالدولة .