صحيح أنه تأثر كثيرا للهزيمة التي دشن بها أول مغامرة له على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، لكنه بدا متفائلا إلى أبعد الحدود، الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة الذي اعتصم بغرفته في الفندق مباشرة بعد العودة من الملعب وصام عن التصريح للصحافة بالرغم من أنه هو الذي ضرب لنا موعدا في الفندق، فتح لنا قلبه بمجرد وصول الفريق للمطار في حدود الساعة الواحدة والنصف صباحا، فقال عن الهزيمة أنه غضب كثيرا، لأنه كان يعتقد منذ البداية أن المهمة شكلية واللاعبين سيهزمون منافسهم بسهولة كبيرة، لكن كما قال عوامل كثيرة تدخلت لتفسد كل شيء وتعيد الخضر إلى نقطة الصفر: "قبل المباراة، اللاعبون اتفقوا في غيابي أن يمنحوني هدية الفوز، لأنني كنت صريحا معهم، واتفقنا على تقديم أفضل ما لدينا طالما أن الأمر يتعلق بمهمة صعبة والمنتخب الوطني هو قبل كل شيء أمانة كل الشعب الجزائري، لكن لما لم يحققوا ذلك جاءوني إلى الغرفة بالفندق واعتذروا عما حدث، مؤكدين لي أنهم دخلوا المباراة من أجل منحي الهدية، للأسف الشديد هبت الرياح بما لم نكن نشتهيه ".
العاصفة كسرت وتيرتنا
أما عن المباراة نفسها وتبريراته للهزيمة، قال الناخب الوطني للشروق: "صحيح لم نلعب جيدا في الشوط الأول، لأننا اصطدمنا بحرارة ورطوبة كبيرتين، اللاعبون اختنقوا ولا أحد منهم استطاع أن يتنفس بعد نهاية المرحلة، لكن في بداية الشوط الثاني وبعد أن لطف الجو وتراجعت الرطوبة والحرارة بدأنا في أخذ زمام الأمور، فجاءت تلك العاصفة المتبوعة برياح عاتية وأمطار لتكسر وتيرتنا، وفي كرة القدم لما لا تسجل بالضرورة تتلقى هدفا.. كان بمقدورنا التسجيل قبل الهدف الأول، لكن لم نفلح، وبعد خطأ في المراقبة في دفاعنا نتلقى هدفين الواحد تلو الآخر .
هناك 12 نقطة وسنذهب للمغرب من أجل الفوز
وعن وضعية الفريق ومستقبله على ضوء نتيجة مباراة بانغي، رد عبد الحق بن شيخة، أن الهزيمة مرة المذاق، لكن ليست نهاية العالم، لأننا نملك كل الحلول الكفيلة بالعودة إلى الواجهة، وهذه الحلول تكمن في الفوز ذهابا وإيابا بالمغرب وكذا في دار السلام أمام تنزانيا: "لا شك أن كل الجزائريين يتذكرون ما حدث للمنتخب المصري في التصفيات المؤهلة للمونديال وكأس أمم إفريقيا الأخيرة، لقد ضيع التأهل في المباراة الفاصلة معنا في أم درمان، علما وأنه في البداية كان الأضعف في الفوج لما بدأ السباق بتعثر فوق ميدانه أمام زامبيا، غير أنه صحح أخطاءه وتدارك الموقف إلى أن فاز علينا في القاهرة ولولا مباراة أم درمان لكان هو المتأهل للمونديال، نحن أيضا الآن مطالبون برفع التحدي والفوز في المباريات المقبلة من أجل اللحاق بالركب، والمؤكد أن حصد 12 نقطة يعني التأهل رسميا.
لدينا الوقت للعمل وغير معقول أن تحكموا عليّ في 4 أيام
وفي ذات السياق وجه الناخب الوطني خطابا لكل الجزائريين واعدا إياهم برد فعل قوي في المباراة المقبلة أمام المغرب والتي ستجرى على حد قوله بالبليدة، مؤكدا أن الوقت لم يكن كافيا له لتحضير التشكيلة لمباراة إفريقيا الوسطى، ولم يعمل مع رفاق بلحاج سوى أربعة أيام فقط، كما برر النتيجة أيضا بحالة الطوارئ التي عاشها المنتخب في الأسابيع الأخيرة لا سيما في الأسبوع الماضي، حث اضطر لتغيير بعض الأسماء المعروفة وذات وزن في الفريق بأخرى بسبب الإصابات، لذا كما قال بعودة كل الأسماء و تى مراد مغني قبل شهر مارس المقبل ستستعيد التشكيلة الوطنية روحها المفقودة وتهزم المغرب وتنزانيا .
اللاعبون لم يتعمدوا الهزيمة
ونفى بن شيخة أن يكون اللاعبون قد تعمدوا الهزيمة ورفعوا أقدامهم مثلما صرح بذلك بعض الأشخاص، مضيفا أنهم لو لم يقتنعوا بي لكان بإمكانهم أن يدّعوا الإصابة أو يختلقوا عذرا آخر، لكن القول بأنهم تعمدوا الخسارة فهذا كلام خطير ولا يمكن تقبله، فمثلما كنت قلت لك قبل قليل اللاعبون كانوا يريدون منحي هدية بالفوز لا الهزيمة، ولو كانت نيتهم مبيتة لاختلقوا حججا أخرى تغنيهم عناء التنقل إلى بانغي .
عيد وطني كبير في إفريقيا الوسطى
واختتم بن شيخة حديثه مع الشروق قائلا أنه يحس هو الآخر وربما أكثر بما يحسه كل الجزائريين الذين ربما بكوا بعد نهاية مباراة بانغي، قائلا أن منتخب وسط إفريقيا وكل الشعب هناك لم يصدقوا أنهم هزموا الجزائر، ويوم 10 أكتوبر سيبقى محفورا في ذاكرة هذا الشعب إلى الأبد، لأن فريقهم مغمور ولا يملك لا لاعبين ولا إمكانات .