قال المدرب الوطني لمنتخب المحليين عبد الحق بن شيخة أن كل عمله انصب في الأسابيع الأخيرة على توعية لاعبيه ودفعهم للشعور بالمسؤولية التي تنتظرهم في طرابلس بمناسبة مباراة العودة من تصفيات كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين.
ولم يتردد بن شيخة في القول أن الخضر ذاهبون لمواجهة المنتخب الليبي بروح عالية عنوانها افتكاك التأهل:"نعرف أن مهمتنا لن تكون سهلة أمام المنتخب الليبي الذي أعتبره منتخبا جيدا، لكننا ندرك بأن التأهل سيلعب في هذه المباراة بالذات وبالتالي ليست لدينا حسابات كثيرة".
وبلا شك أن نتيجة اللقاء الأول التي كانت لصالح الخضر بهدف يتيم في ملعب القليعة في الثالث مارس الفارط قد ضيّقت من هامش تحرك المنتخب الوطني، إلا أن المسؤول الأول عن الخضر يرى بأن الحل الوحيد يكمن في الطريقة التي سيلعب بها مباراة الغد:"نعرف أننا سجلنا هدفا وحيدا في مباراة الذهاب، وهذا غير كاف بطبيعة الحال، لكننا سنلعب مباراة العودة من أجل تسجيل هدف لأننا ندرك أهمية التهديف في هذه المباراة واللاعبين يعرفون بأن التأهل الذي نريده يمر حتما عبر هذا الخيار."
ويبقى الشيء الذي يقلق بن شيخة - وإن لم يجهر به- فهو تنقل المنتخب الوطني إلى طرابلس منقوصا من أسماء ثقيلة كان لها وزنها في مباراة الذهاب، فما هي الحلول التي يقترحها لتعويض مسعود وبوقاش ومترف وبابوش؟. بن شيخة الذي يعرف أكثر من غيره خطورة الموقف ينظر إلى الموضوع بعين التقني المستعد لكل الحالات: "غياب عدد من اللاعبين الهامين في التشكيلة مشكلة حقيقة، فهم يشكلون تقريبا نصف الفريق، لكننا نقول دائما بأن الفريق الحقيقي والفعلي، هو ذلك التشكيل الذي تملكه على الميدان وليس على الورق..هذه هي كرة القدم."
وأمام هذه الوضعية، لم يغفل مدرب منتخب المحليين التركيز على أهمية بقاء المنتخب موحد حول هدف كبير هو التأهل لأول دورة نهائية من كأس الأمم الإفريقية للمحليين، وهو ما قاله للاعبيه قبيل التنقل إلى طرابلس: "كل اللاعبين يريدون تحقيق شيء إيجابي ومواصلة العمل مع المنتخب، وبحكم تواجدهم في الفريق الوطني، فإنهم يريدون افتكاك ورقة التأهل والقتال من أجل ذلك."
وبالرغم من أن عبد الحق بن شيخة متأكد من أن المنتخب الوطني للمحليين يملك الإمكانيات اللازمة التي تمكنه من تحدي نظيره الليبي على الأرض، إلا أنه عمل رفقة مساعديه على تحضير كل البدائل المتوفرة لا سيما وأنه لا يملك صورة واضحة عن منافسه الذي لم يكشف عن كل قدراته في مباراة الذهاب:" أعرف أنها مباراة صعبة ومفتوحة على كل الاحتمالات، لكني أعرف أيضا بأنه علينا الاستعداد للتعامل مع كل حالة تفرضها هذه المباراة."
ويبدو من خلال حديث المدرب بن شيخة أن لقاء الغد يحمل الصعوبة للمنتخبين وسيكون فيه عامل المفاجأة وارد بقوة.ليبقى المنتخب الأفضل هو من يحسن التعامل مع مختلف الحالات والتطورات التي تفرضها المواجهة.
الطاقم الفني يقلل من أهمية غياب حارس ثالث
إلى غاية الساعات الأخيرة من مغادرة الخضر الجزائر إلى طرابلس، بقت الأذهان مشدودة إلى اتخاذ المدرب بن شيخة قرار استدعاء حارس ثالث في التشكيلة وحتى العدول عن إبعاد الحارس الأول للمحليين أمين زماموش. وحتى وإن كان اللاعبون قد حاولوا تجنب الحديث في موضوع الحارس زماموش أو خليفته، إلا أنهم لم يفهموا في الحقيقة تنقل المنتخب بحارسين فقط إلى ليبيا لمواجهة منتخبها الوطني في مباراة رسمية ومصيرية. وبقي السؤال الكبير الذي طرح بقوة ليلة تنقل المنتخب إلى طرابلس هو: لماذا لم يستدع المدرب الوطني حارسا ثالثا؟ وقد حاول الطاقم الفني التقليل من أهمية الحارس الثالث واكتقى بالقول أن احتمال إصابة حارس من الحارسين احتمال ضعيف ما دام أن المنتخب سيتدرب مرتين فقط، وهو التفسير الذي بقي غير مفهوم خاصة بالنسبة للاعبين.
وإذا كان للمدرب بن شيخة لا يرى ضرورة في التنقل إلى ليبيا بثلاثة حراس، فإن ذلك لا يعني بأنه لم يغامر لأن احتمال إصابة حارس من الحارسين أو الاثنين معا واردة. ويجب أن نعترف بأن مدرب المحليين تنقل بمنتخب قوامه 20 لاعبا بدل 23 الذين يسمح بهم قانون المسابقة