الحِبْر سائل ملون، أو مسحوق أو عجينة، يُستخدم للكتابة والرسم والطباعة. وهناك آلاف من أنواع الحبر، ويُستخدم الكثير منها في طباعة الصحف والمجلات أو الكتابة بأقلام الحبر الجاف أو أقلام الحبر السائل. وتستخدم صناعة الطباعة قدرًا من الحبر ـ وأنواعه ـ أكثر مما تستخدم أي صناعة أخرى.
تتكون معظم الأحبار من مادة ملونة وسائل أو عجينة تذوب فيها هذه المادة الملونة. فتُكَوِّن لون الحبر. وتُصنع المواد الملونة من الأصباغ، التي تذوب تمامًا في العجينة، أو من الخضاب، الذي يظل عالقًا بها. ومن بين أكثر أنواع الخضاب استخدامًا في صناعة الحبر الخضاب الأسود الذي يُسمى السناج أو أسود الكربون. ويُصنع هذا السناج من السخام وذلك بحرق النفط أو وقود مشابه له في قَدْر محدود من الهواء. والأصباغ الأُخرى والخضاب المستخدم بصورة واسعة فى صناعة الحبر يشمل الفتالو سيانين (الأزرق أو الأخضر)، واللازورد (الأزرق)، وأكسيد الحديد (الأحمر)، وكرومات الرصاص (الأصفر أو البرتقالي)، وثاني أكسيد التيتانيوم (الأبيض).
والعجينة التي تذوب فيها المادة الملونة تساعد في إلصاقها بالورق أو بأي مادة أخرى. وتتكون هذه العجينة من مواد صلبة لا لون لها أو مواد شبه صلبة تسمى الراتينج (مادة صمغية لزجة) تذوب في سوائل تُسمى المذيبات. ومُعظم مادة الراتينج المستخدمة في صناعة الأحبار تركيبية؛ مثل ملح راتينج القلفونية وراتينج بلمرات مصنوعة من الكحول والأحماض. والكحول، والنفط، والماء، من المواد المذيبة المستخدمة على نطاق واسع في صناعة الأحبار. وتشمل الزيوت التي تُستخدم بوصفها مذيبات؛ الزيوت المعدنية، والزيوت النباتية مثل زيت التانج أو زيت بذر الكتان.
حبر الكتابة. يشمل تلك الأحبار التي تُستخدم في أقلام الحبر الجاف، وأقلام الحبر السائل، وأقلام الحبر الخاصة التي يستخدمها الفنانون. وتتكون معظم أحبار الكتابة من الأصباغ والمواد الراتينجية المذابة في مواد مذيبة لها رائحة خفيفة. والمواد المذيبة الأكثر استخدامًا هي الماء والجليكولات والمواد الكحولية المماثلة. وتجفُّ معظم أحبار الكتابة عندما تتبخر المادة المذيبة وتمتص الورقة المادة الملونة والمادة الراتينجية.
تستخدم الأنواع المختلفة من الأقلام أنواعًا مختلفة من الأحبار. وعلى سبيل المثال، فإن أقلام الحبر الجاف تستخدم حبرًا سميكًا لزجًا. قد صنع هذا الحبر بصورة لا تجعله يسيل حول الكرة الدقيقة، الدوارة، التي تنقل الحبر من القلم إلى الورق.
تستخدم أقلام حبر جاف معينة أحبارًا يُمكن مسحها بسهولة. وتحتوي هذه الأحبار على خضاب، لا يمتصه الورق بسهولة. وهذا على العكس من معظم الأحبار الأخرى. وعوضًا عن ذلك، فإن مادة الراتينج تلصق الخضاب وحده أول الأمر على سطح الورقة. ويُمكن بعد ذلك مسح مادة الراتينج والخضاب دون الإضرار بالورقة.
وتستخدم معظم أقلام الحبر ـ باستثناء أقلام الحبر الجاف ـ حبرًا سائلاً إلى حد كبير. وعلى سبيل المثال فإن الحبر في قلم الحبر السائل يجب أن يكون قابلاً للسيولة بسهولة عبر نظام من الأنابيب الضيقة التي تمتد من مخزن حبر القلم إلى ريشة الكتابة. ويحتوي معظم حبر أقلام الحبر السائل على مركبات الحديد الممزوجة بحمض التنيك المذاب في الماء.
حبر الطباعة. يحتوي بصورة عامة على الخضاب عوضًا عن الأصباغ. والمواد المذيبة المستخدمة في حبر الطباعة تتنوع إلى حد كبير. وعلى سبيل المثال، فإن المادة المذيبة المستخدمة في حبر طباعة الصحف تتكون أساسًا من زيوت معدنية، وعلى العكس من كثير من الزيوت، فإن الزيوت المعدنية لا تجف عندما تمس الورق، ولكن الورق المسامي الذي تستخدمه الصحف سرعان ما يمتص الزيت المعدني تاركاً سطح الورقة جافًا نسبيًا.
تُستخدم الأحبار الثخينة اللزجة، التي تسمى في بعض الأحيان الحبر العجيني، في طباعة الكتب والمجلات. وتجف معظم الأحبار العجينية جزئيًا بعملية تُسمى الأكسدة؛ أي أن المادة الراتينجية والزيت الموجودين في الحبر يتفاعلان كيميائيًا مع الأكسجين الموجود في الهواء ليشكلا مادة صلبة. ويحتوي كثير من الأحبار العجينية على مواد كيميائية تُسمى المجففات، وهي تعجل بعملية التفاعل الكيميائي. وتجف بعض الأحبار العجينية عن طريق الامتصاص وبعضها الآخر عن طريق التبخر. ويمتص الورق وغيره من المواد بعض الحبر، في حين تتبخر المادة المذيبة، ويستخدم الطابعون في بعض الأحيان الهواء الساخن للتعجيل بعملية التبخر.
كثيرًا ما تُسمى الأحبار شديدة السيولة الأحبار السائلة، وتُستخدم لطباعة متنوعة تتراوح بين صناديق المواد المطهرة، وكتالوجات الطلبات التي ترد عن طريق البريد، وأكياس البلاستيك. وتحتوي هذه الأحبار على كمية كبيرة من المواد المذيبة وتجف أساسًا بالتبخر. وعندما تتبخر المادة المذيبة، تلتصق المادة الراتينجية والخضاب بالورق. وتجف معظم هذه الأحبار السائلة بسرعة، وتتيح للطابعين استخدام آلات الطباعة ذات السرعات الكبيرة.
نبذة تاريخية. استخدم قدماء المصريين والصينيون الحبر منذ وقت قديم، لا يقل بأية حال عن سنة 2500 ق.م. وكانوا يصنعون أحبارهم من مختلف المواد الطبيعية؛ مثل ثمر التوت، ولحاء الشجر، وزيت بذر الكتان، والسخام. أما الأحبار التي عُرفت قبل ذلك فكانت تُصنع من العفصة التي تنمو في أشجار البلوط. وطورت آلاف من التركيبات الخاصة بصناعة الحبر عبر القرون. أما اليوم فإن معظم الأحبار تُصنع من مواد تركيبية كيميائية.