مدته 35 دقيقة وتكلفته 60 ألف دولار واحتوى على مشاهد تدمير
الكنيست والبنك المركزي ومقر الحكومة الاسرائيلية
غزة ـ 'القدس العربي' ـ من اشرف الهور: صواريخ تنهال على مبنى الحكومة الاسرائيلية ومقر الكنيست، وعلى كنيس الخراب، وبنك اسرائيل وعلى المقرات الرئيسة، ومسلحون فلسطينيون ينتشرون في تل ابيب، وآخرون من المدنيين يرفعون اعلاما فلسطينية في شوارع المدينة إعلانا بـ'تحريرها'، كانت كلها مشاهد ضمن فيلم اكشن انتج في غزة عنوانه 'الفتح الاعظم'، جسد فيه مخرجان هاويان 'زوال دولة اسرائيل'.
الفيلم الروائي ذو مشاهد الاكشن، الذي يجسد انتهاء اسرائيل، وعودة الفلسطينيين لمدنهم وقراهم التي هجروا منها، فبالرغم من ان مدة عرضه لا تتجاوز الـ 35 دقيقة، الا انه استطاع ان يجسد احلام منتجي الفيلم، وهما شابان هاويان كتبا السيناريو واخرجا الفيلم بامكانيات بسيطة جدا.
ويقول محمد العمريطي احد المشرفين على الفيلم لـ'القدس العربي' ان فكرة التجهيز كانت منذ سنة، وانها واجهت صعوبات كبيرة، تمثلت في الامكانيات المادية ومونتاج بعض اللقطات، ويشير الى ان عددا من مخرجي غزة رفضوا اخراج الفيلم، لتضمنه لقطات اكشن، قالوا انها تحتاج لاستوديوهات خارج غزة لصنعها، ما دفعه هو وزميله الهاوي الآخر ايمن حجازي، الى كتابة السيناريو واخراجه بامكانياتهما المحدودة.
ويذكر العمريطي ان بعض مشاهد القصف مثل سقوط صواريخ على مقرات الكنيست والحكومة الاسرائيلية احتاجت الى وقت وجهد كبيرين لصنعها في غزة لعدم توفر اماكن مخصصة لهذا النوع من اللقطات الفنية.
وفي فيلم الاكشن، استطاع المخرجان ان يضعا لقطات حديثة لشوارع مدينة تل ابيب، واخرى لمقر الكنيست الاسرائيلي من الخارج، على غير المعتاد، ولقطات لكنيس الخراب، وشواطئ اسرائيلية، وبنك اسرائيل المركزي ولم يشأ المخرج العمريطي الكشف عن الطريقة التي مكنت فريق العمل من الحصول على هذه الصور، بسبب حالة العداء مع اسرائيل، وقال ان اخذ هذه المشاهد يدخل في 'باب السرية'.
ويذكر المخرج ان بداية فكرة العمل كانت بأن يتم انتاجه كرتونيا، قبل ان تطرح فكرة مشاركة ممثلين واخذ لقطات حية لاعطاء العمل زخما اكبر.
وبحسب ما علم فان 25 ممثلا شاركوا في هذا العمل الفني منهم سبعة ابطال: ثلاثة اطفال وثلاثة شبان ورجل مسن، وتبدأ قصة الفيلم بمسن يحث طفله على ان اعادة فلسطين تتم بـ'الجهاد'، ومن ثم لقطات تبين استعدادات المسلحين الفلسطينيين للسيطرة على المدن الاسرائيلية، بالاستعانة بالخرائط، ووضع الخطط لتدمير المقرات الرئيسية.
ومن ثم تظهر صور لمسلحي حركة حماس 'كتائب القسام'، وهم ينفذون هجمات في قلب اسرائيل، ثم لقطات تجسد سقوط كم كبير من الصواريخ على المقرات الاساسية وتدميرها.
وتجسد احدى اللقطات السيطرة الكاملة على مدن اسرائيل وخاصة تل ابيب، من خلال رفع الاعلام الفلسطينية على بناياتها وفي شوارعها، اضافة الى لقطة تبين السيطرة على مبنى التلفزيون الاسرائيلي 'القناة الثانية'، وتقديم مذيع فلسطيني نشرة اخبار من داخل احد استوديوهاته.
وخلال حديث 'القدس العربي' مع مخرج الفيلم بدا مهتما كثيرا في انتشار عمله بشكل اوسع، من خلال عرضه في دور سينما، وبيعه لمحطات تلفزيونية عربية، على اقل قدر لجمع تكلفة انتاجه التي بلغت نحو 60 الف دولار امريكي.
يذكر ان الفيلم اثار زوبعة كبيرة خاصة بعد ان وصل عدد من دخلوا على الرابط الاعلاني للفيلم على موقع 'اليوتيوب' الى نحو ربع مليون شخص، عدد كبير منهم من الاسرائيليين الذين خصصوا تعليقاتهم للسب والشتم، قبل ان يتمكن 'هاكرز' من تعطيل الرابط الاعلاني لهذا الفيلم صبيحة يوم أول الامس الثلاثاء.
ورغم ذلك قال المخرج العمريطي لـ'القدس العربي' انه تلقى عددا من الاتصالات من اسرائيليين علقوا فيها بالقول 'برافو'.