بن شيخة اتصل بي في 2004 لما كان مدربا لمنتخب الآمال
سعدان مدرب كبير ولا يستحق الخروج بهذه الطريقة
تصفه الصحافة الإيطالية بالفتى الموهوب، ابن مدينة زيغود يوسف، اختير ضمن الفريق المثالي للجولة الخامسة في الكالتشو من طرف وسائل الإعلام الإيطالية وأفضل لاعب في فريق ليتشي في مباراة باليرمو، لاعب ذو أخلاق عالية، قليل الكلام، شديد التركيز والحركة فوق أرضية الميدان، جريدة الشروق حضرت الحصة التدريبية الأخيرة لفريق ليتشي قبل مواجهة كاتانيا في إطار الجولة السادسة من البطولة الإيطالية وبعد نهاية التدريب كانت لنا جلسة مطولة مع جمال مصباح الذي فتح لنا قلبه بكل تواضع وأدب، وأجاب بعفوية وصراحة على أسئلتنا.
مرحبا بك جمال كيف هي أحوالك؟
بخير الحمد لله، مرحبا بكم وبجريدة الشروق، أنا جد مسرور بتواجدكم هنا في مدينة ليتشي، متابعة الصحافة الجزائرية لأخبارنا في البطولة الإيطالية شرف كيبر لنا وأنا تحت تصرفكم دوما .
كيف يعيش جمال مصباح في ليتشي؟
أنا هنا للسنة الثانية على التوالي، أعيش مع زوجتي الإيطالية التي تعرفت عليها لما كنت ألعب في سويسرا، وابنتي ليليا التي تبلغ 16 شهرا، لم أجد أي صعوبة في الإندماج، فقد وجدت كل التسهيلات من طرف مسؤولي الفريق والمناصرين، نتدرب يوميا لتحضير للمقابلات وباقي الوقت أقضيه رفقة العائلة، للأسف لحد الآن لم ألتق هنا بأي جزائري، توجد جالية من المغرب، فهناك جزار مغربي أقتني من عنده اللحم الحلال، أنا متشوق لرؤية المناصرين والأعلام الجزائرية في الملاعب الإيطالية خلال مباراياتنا المقبلة.
وكيف كانت بدايتك في ليتشي؟
الحقيقة أنني تعبت كثيرا في فرنسا وسويسرا في مختلف الفرق التي لعبت لها حتى وصلت إلى المكانة التي أنا عليها اليوم في ليتشي، فريق ليتشي من أعرق الفرق تتراوح مكانته بين الدرجة الأولى والثانية ولعب 13 سنة في القسم الأول منذ تأسيسه، ويعود الفضل له في شهرتي ووصولي للفريق الوطني ومشاركتي في كأس العالم، الكل هنا ساهم في إندماجي، كما أن المدرب شجعني كثيرا، ولعبت أكثر من 40 مقابلة لحد الآن، وهناك إنسجام كبير بين اللاعبين وعلاقتي بالمناصرين الإيطاليين علاقة جيدة مبنية على الإحترام والتقدير.
بعد خمس جولات يقبع الفريق في المرتبة ماقبل الأخيرة، ما تعليقك؟
البداية كانت ضد فريق أسي ميلانو القوي وفي ميدانه، النتيجة كانت قاسية، ولكن حتى بعض الفرق القوية خسرت المقابلات الأولى، بعدها تمكنا من كسب الثقة في النفس وجمعنا 5 نقاط بفوز وتعادلين وكدنا نرجع بالفوز من باليرمو.
كيف هي علاقتك باللاعبين الجزائريين في الكالتشيو؟
أنا وعبد القادر غزال نتواصل هاتفيا بإستمرار، حتى لما كان في فريق سيينا، غزال لاعب ممتاز وأثبت ذلك في باري وأصبح نجم الفريق بلا منازع والكل في إيطاليا يتحدث عنه، حسان يبدة انتقل هذه السنة إلى نابولي، لم ألتق به لحد الآن، وسيكون لقاؤنا في الجزائر أثناء التربص، لكن ما أريد قوله أنه ليس من السهولة اللعب في فريق عريق مثل نابولي وتكون من ضمن الأساسيين في الفريق، يبدة محظوظ جدا بإنتقاله إلى نابولي، خاصة أن الفريق يلعب في اليوروبا ليغ، فبعد أن يتعود على اللعب في الكالتشو سيجد مكانته، والجرائد بدأت تتحدث عنه كلاعب وسط ميدان وسيصبح أساسيا في الفريق، أما مغني فأنا أعتبره أحسن لاعب في الفريق الوطني لعبا وسلوكا، لكن للأسف الإصابة منعته من المشاركة في كأس العالم
كيف تقيم مشاركتك في كأس العالم؟
حلم كل لاعب كرة قدم المشاركة في كأس العالم، وهي فرصة لا تتاح للجميع، تحقق لي ذلك، ولعبت بضع دقائق لا تنسى من ذاكرتي ضد إنجلترا، أظن لقد كانت مقابلة تاريخية ضد منتخب كان مرشحا لنيل الكأس، فرضنا خلالها طريقة لعبنا وأثبتنا أننا فريق يملك لاعبين كبارا.
لكننا خرجنا من الدور الأول بتعادل وهزيمتين؟
لا يمكن أن ننسى أننا لعبنا ضمن مجموعة قوية، للأسف خسرنا ضد سلوفينيا والولايات المتحدة الأمريكية، مع أنه كان بإمكان الفريق الفوز في الأولى والتعادل في الثانية، كان بإمكاننا المرور إلى الدور الثاني لو أحسنا اللعب فيهما، لعبنا المونديال تحت ضغط كبير من طرف الجماهير، لكن هذه هي كرة القدم ربح وخسارة، الكل يعلم أننا شاركنا بفريق يتضمن لاعبين لعبوا لأول مرة في الفريق، إضافة إلى الإصابات المتكررة التي أصابت العناصر الرئيسية، أظن أن نقص التحضير وقلة الإنسجام بين اللاعبين أثر في ذلك.
هل صحيح أن بعض اللاعبين كانوا يتدخلون في اختيار التشكيلة؟
دعني أقل لك ما عايشته بنفسي، المدرب سعدان كان يختار التشكيلة لوحده، ولم تكن عليه أي ضغوطات من اللاعبين، بالفعل الجميع يريد اللعب كأساسي في المونديال، لكن يبقى القرار في يد المدرب .
ما تعليقك على إستقالة المدرب سعدان؟
سعدان مدرب كبير، وما قدمه للكرة الجزائرية لن ولم يقدمه أي مدرب آخر، الكل نسي أنه من قاد الجزائر في كل مرة تأهلت فيها لكأس العالم، سعدان صنع أفراح الجزائريين بعودة الفريق بين الكبار، وبعد هزيمة في مقابلة ودية وتعادل يشتم في الملعب، هذا ليس بالأمر المعقول والمقبول، الناس لا تنظر سوى للسلبيات وتنسى التضحيات التي قدمها سعدان في مشواره الرياضي كمدرب، سعدان يجب أن يكرم أحسن تكريم وأنا مدين له لوجودي في الفريق.
لكن ألا ترى أن الهزائم تكررت كثيرا وتراجع مستوى المنتخب؟
نعم تغيرت النتائج بسبب معطيات كثيرة، أهمها إصابات اللاعبين ودخول لاعبين جدد في الفريق، أعتقد أننا منتخب شاب بمستقبل واعد في طور التكوين، وما نطلبه من الجمهور والصحافة هو إعطاؤنا الوقت الطافي لنبرهن على ذلك، المقابلة ضد الغابون مقابلة ودية والنتيحة فيها لا تهم كثيرا، إنهزمنا بسبب قلة التحضير، فأغلب اللاعبين لم يلعبوا منذ المونديال .
لكن بعدها كدنا نخسر أمام تنزانيا في مقابلة رسمية؟
الحمد لله تعادلنا ولم ننهزم، والحمد لله كذلك تعادل الفريق المغربي، يعني أن الحظوظ في هذه المجموعة مازالت متساوية، صحيح هو تعادل بطعم الهزيمة وضيعنا نقطتين ثمينتين في التصفيات، لكن هذه مقابلة واحدة ومازالت 5 مقابلات يمكن من خلالها التأهل لنهائيات كأس إفريقيا .
بما تفسر عجز المهاجمين عن التسجيل في المنتخب ونجاحهم في ذلك مع نواديهم؟
أقول دوما أن مشكلة العقم الهجومي للمنتخب الوطني يتحمله كل اللاعبين بمن فيهم لاعبو الدفاع، حتى ميسي يسجل في برشلونة، لكنه لا يسجل مع الفريق الأرجنتيني .
هل اتصل بك المدرب بن شيخة؟
لا لم يتصل بي بعد، بن شيخة اتصل بي على ما أذكر سنة 2004 أو 2005 لما كان مدربا للأمال، ما أعرفه أنه مدرب كبير ذو شخصية قوية درب العديد من الفرق داخل وخارج الوطن، وحقق معها نتائج إيجابية، لقد تم إستدعائي للتربص المقبل من طرف الفاف، وستكون لي فرصة التعرف عليه والتعامل معه، أنا لاعب أستطيع التأقلم مع أي مدرب وأبذل مع الفريق الوطني أضعاف ما أبذله في فريقي، لأن اللعب تحت ألوان العلم الجزائري يتطلب تضحيات كبيرة .
بعد رحيل سعدان هل كنت مع خيار المدرب المحلي أو الأجنبي؟
اختيار المدرب من صلاحيات الفاف وليس اللاعبين، أظن أن الفاف اختارت بن شيخة لما يملكه من خبرة، وأظن أن الأفضلية هي في إعطاء الفرصة للمدرب المحلي لأنه يعرف عقلية اللاعب الجزائري ويستطيع التعامل معه.
هناك حديث عن عودة اللاعبين المحليين بعد رحيل سعدان؟
الفريق الوطني مفتوح أمام كل اللاعبين المحليين والمحترفين، والمدرب يحق له إستدعاء أي لاعب يستطيع أن يخدم الفريق الوطني، أنا لا أرى أن هناك فرقا بين المحلي والمحترف، المهم من يقدم أحسن ويساهم في الفوز والتأهل سيجد مكانه في الفريق، نحن أتيحت لنا الفرصة للعب في أوربا ويمكن أن تتاح لأي لاعب محلي، كما هو الحال بالنسبة لحليش وزياية وصايفي،
ستكون مقابلة إفريقيا الوسطى أول تجربة لك في الملاعب الإفريقية، ما تعليقك؟
لا أخفيك سرا أنني من محبي التجارب والمغامرات، وستكتمل سعادتي بالمشاركة مع الفريق الوطني في المقابلة المقبلة، بالتأكيد ستكون مقابلة صعبة خاصة مع الظروف التي تصاحب اللعب في الدول الإفريقية من طقس وظروف الإقامة والتحكيم.
الأنصار فقدوا الثقة في المنتخب بعد المونديال؟
بداية أقول إن الجمهور الجزائري لا مثيل له ولا يملك أي منتخب في العالم مناصرين مثل ما نملكه نحن في الجزائر، كل ما سمعناه عن المشجعين لا يعبر عن ما شعرت به من أول يوم إستدعيت فيه للفريق الوطني، أينما سافرنا وحيث ما لعبنا إلا ووجدنا مئات إن لم يكونوا بالآلاف لمناصرتنا، ما يميز الجمهور الجزائري أنه لا يقبل الهزيمة والخسارة، وهذا يحدث في كرة القدم، ما نطلبه من الأنصار ومن الصحافة الجزائرية أن تلتف حول الفريق في هذه الفترة الصعبة التي يمر بها، ونعدهم بالعودة مجددا للفوز والإنتصار.
الكل خائف من الفشل في التأهل لتصفيات كأس إفريقيا؟
بالعكس أنا متفائل جدا، وأقول لكل الشعب الجزائري أننا سنفوز بالمقابلة المقبلة ضد إفريقيا الوسطى، وسنتأهل لكأس إفريقيا المقبلة وسنعيد للجماهير الجزائرية فرحة أم درمان .
أنت جد متفائل؟
ليس لنا بديل سوى الفوز بالمقابلة والعودة بالنقاط الثلاثة من بانغي كي نضمن حظوظنا في التأهل ونرجع ثقة الجماهير في الفريق، كل اللاعبين واعون بحجم المسؤولية الملقاة عليهم، كما أن المدرب الجديد بن شيخة سيعطي دفعا جديدا للاعبين في أول مقابلة لنا.
لكن المنتخب الوطني يواجه نفس مشكل الإصابات مثل زياني، قديورة مطمور والشاذلي؟
كرة القدم لا تخلو من الإصابات، واللاعبون الذين ذكرتهم هم ركائز المنتخب ومكانتهم مهمة جدا، لكن يجب إيجاد بدائل، كما أن كل اللاعبين مطالبون ببذل أقصى جهد للفوز في المقابلة المقبلة، حتما المدرب بن شيخة له حلول لمواجهة مشكل الإصابات المتكررة.
ألا ترى أن مشكلة الإصابات فرصة للاحتياطيين من أجل البروز؟
أنا لا أتفق معك في الرأي، فالإصابة يمكن أن تصيب أي لاعب، أعتقد أن أي لاعب يمكنه أخد مكانته في الفريق بما يقدمه فوق الميدان من إمكانات وليس بإنتهاز فرصة غياب أو إصابة لاعبين آخرين .
بعد منصوري وصايفي .. نذير بلحاج اختار للعب في قطر أيضا؟
تحدثت إلى نذير في هذا الموضوع، وأرى أنه حر في اختياره، بلحاج لاعب كبير يمكنه اللعب في أي فريق، نعم هناك فرق شاسع بين اللعب في قطر واللعب في أوربا، ولكن أكيد أن له أسبابا دفعته لذلك، منصوري كان قائدا للمنتخب وهو لاعب قدم الكثير للجزائر، لكن بعض المناصرين ظلموه في الأخير، هو أو غيره لا يستحق مثل هذه المعاملة أو هذه النهاية، رغم أنه لم يلعب أي مباراة في كأس العالم، لكنه كان يتصرف بشكل عادي ويشجع الكل خلال المباريات الثلاث، أما صايفي فقد كنت أشاهده في التلفزيون ثم أصبحت ألعب معه في الفريق الوطني، يمتاز بكونه صديقا لكل اللاعبين وصانع أجواء المرح في صفوف المنتخب .
يشارك بعض لاعبي " الخضر " في حملة الشروق لمساعدة الأطفال المصابين بمرض السرطان، كيف تراها؟
عرفت ذلك من خلال الإعلانات في الجريدة والتلفزيون، مبادرة تستحق الشكر والتقدير والإستمرارية، أتمنى أن لا تتوقف بعد رمضان وأنا مستعد للمشاركة في مثل هذه الحملات والمبادرات لفائدة المرضى والفئات المحرومة، بإمكان لاعبي المنتخب الوطني إدخال الفرح والبسمة والسرور إلى قلوب الملايين من أبناء الجزائر .
كلمة لقراء الشروق؟
شكرا جزيلا لجريدة الشروق على هذه الزيارة التي أتمنى أن تتكرر، سلامي الحار لكل قراء الجريدة ولكل الشعب الجزائري الذي نعده بالفوز والتأهل إن شاء الله .