كشف رئيس وفاق سطيف عبد الحكيم سرار عن مساندته المطلقة لرئيس الفاف الحاج محمد روراوة بعد حملة التشهير وزعزعة استقرار الفاف العاكفة على بعث الكرة الجزائرية التي تكللت بعودة الجزائر إلى واجهة كرة القدم العالمية بجنوب إفريقيا بعد غياب دام أكثر من 24 سنة، ومن جهة أخرى اعتبر أن المشاكل والخلافات لا تحل إلا بالحوار الجاد، وثمن وساطة الشروق بين رئيس الفاف ورئيس شبيبة القبائل، معتبرا ذلك مساهمة فعالة في تهذيب المحيط .
تحركت في الآونة الأخيرة بعض الجهات بنية زعزعة استقرار بيت اتحاد الكرة وبلوغ الأمور إلى حد التهديد بالمقاطعة والتشويش على كرة القدم الجزائرية؟
إن ما حدث في الآونة الأخيرة من تشويش على الفاف، لا يمت بصلة بدور الأندية في تثمين المصالحة الوطنية والذهاب بالجزائر إلى الاستقرار والعمل في هدوء وتبني الحوار الجاد، وتحمّل كل طرف مسؤوليته من أجل هدف عام، وهو ترقية كرة القدم الجزائرية وفق المتغيّرات الدولية التي تشترط ولوج عالم الاحتراف، وكان لزاما علينا جميعا والحركة الرياضية خصوصا أن نكون قدوة في التغيير الهادئ .
لكن البعض يرى أن روراوة اتخذ قرارات مجحفة في حق أندية وحرمها من دخول الاحتراف؟
في اعتقادي الفاف لم تخرج عن النص وأول الساهرين على ذلك الحاج محمد روراوة ..ورشات الإصلاح المعتمدة من قبل الفاف جاءت طبقا لتوصيات الجمعية العامة وقرارات المكتب الفيدرالي، ومنه فإن أي تغيير يواجه موجة غضب هنا وهناك، لكن أن تبلغ الأمور حد المقاطعة فهذه سابقة خطيرة، فالفرق كلها تسير بأموال الدولة ويجب الارتقاء بالفعل الكروي إلى مستوى محترم وأن يكون النقاش حضاريا بعيدا عن المصالح الشخصية والحسابات الضيقة، لأننا بحاجة إلى الاستقرار وتوظيف كل القدرات واستغلال الكفاءات الرياضية لتجسيد
الورشات الكبرى التي شرعت فيها الفاف من أجل تطوير كرة القدم الوطنية .
لكن البعض يشن حملة شرسة ضد رئيس الفاف في توقيت حساس، المنتخب الوطني يبحث عن ذاته، وفرق تهدد بالمقاطعة كيف يقرأ سرار المشهد؟
أولا الحاج محمد روراوة يبقى علامة كروية مميزة، ولم تأت عودة الجزائر إلى واجهة الأحداث الرياضية الإقليمية والدولية صدفة بل هي نتاج تحدي كبير رفعه منذ اعتلائه عرش دالي إبراهيم، ولا يمكن أبدا التشكيك في إخلاصه لمهمته..إنه رجل حوار ويقبل الرأي الآخر، وبالتالي فإن الحوار الهادئ هو السبيل الوحيد لإيجاد الحلول .
كيف تلقيت مبادرة " الشروق " عبر مديرها الأستاذ علي فضيل إلى حل الخلاف الذي طفا إلى الواجهة بين رئيس شبيبة القبائل محند الشريف حناشي والحاج محمد روراوة؟
أولا أتمنى لممثل الجزائر في رابطة أبطال إفريقيا "شبيبة الجزائر" العودة من الكونغو بنتيجة إيجابية، وأثمن مجهودات الشروق في ترقية العمل الصحفي وتوظيفه في خدمة المجتمع، وليس غريبا على مؤسسة كالشروق في لعب دور الوساطة بين الأخوين حناشي وروراوة، وهي الخصلة التي غابت عن ثقافتنا في التعاطي مع الراهن، فتهدئة النفوس والتعقل والحوار هي قاطرة تجسيد المصالحة الوطنية، فشكرا للشروق على إخماد نار الفتنة التي حاولت بعض الأطراف إشعالها لزعزعة استقرار محيط كرة القدم.
بالعودة إلى الوفاق واستدعاء 9 لاعبين إلى المنتخبات الوطنية، ألا يمثل ذلك تكرارا لسيناريو الموسم الماضي بالنظر إلى تحديات الوفاق؟
هذا أمر يشرفنا كثيرا، ويجعلنا نشعر بالمساهمة الفعلية في تطوير كرة القدم الوطنية ردا لجميل السلطات العمومية التي وقفت إلى جانب الوفاق في المحافل الكروية، بالإضافة إلى الرعاية الخاصة التي أولاها رئيس الجمهورية شخصيا للوفاق ولن ينسى أنصار الوفاق رسائل التهنئة التي وصلتنا إلى أرض الأردن وتشجيعه، ومنه وبعيدا عن الأنانية فإننا في الوفاق لا نفكر كفريق بل تجاوزنا ذلك إلى التفكير في أن الجزائر فوق كل اعتبار، ونوظف كل طاقاتنا لبلوغ أهدافنا ونشعر فعلا أننا نقدم ولو القليل لمسة إضافية إلى منظومتنا الكروية.
أما بخصوص تكرار سيناريو الموسم الماضي وإذا كانت مصلحة المنتخبات الوطنية تقتضي ذلك فنحن مستعدون من أجل التضحية لذلك .
تداول الوسط الإعلامي عودة لموشية إلى المنتخب الوطني في انتظار عودة شاوشي، انطلاقا من موقعك كلاعب دولي سابق مارأيك في هذا القرار؟
بعيدا عن الذاتية وبكل روح مسؤولية فإن اللاعبين المذكورين جديران بحمل الألوان الوطنية، والكرة في ملعب المدرب الوطني، وهو وحده المخوّل لاتخاذ القرار.. عملت كثيرا لحل المشكل الذي حصل للاعبين من خلال زرع ثقافة التصالح مع الذات والغير وتقديم الاعتذار للشعب الجزائري والطاقم الفني، وهو أسلوب يجب التعاطي معه بإيجابية كبيرة لأن الرابح الأخير هو كرة القدم الجزائرية .
كيف تقرأ بداية البطولة المحترفة؟
لا يمكن الحكم على ذلك الآن يجب احتضان والالتفاف حول هذا المولود الجديد والإسهام بجدية في رعايته لبلوغ أهدافه، أعتبر البداية مشجعة وعلى الجميع التحلي بالصبر ومعالجة الأمور بكل روح مسؤولية، بعيدا عن التشنج وفي أجواء يسودها الحوار الهادئ والهادف.