ملصقات في شوارع القاهرة تطالب "ببهدلة " الخضر بثلاثية، وتعبئة شعبية قياسية لم تشهدها مصر منذ حرب أكتوبريعيش الشارع المصري
مع اقتراب موعد مباراة يوم 14 نوفمبر الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى 3 أيام فقط، حالة تعبئة جد كبيرة تتجلى في الإعلام المصري المتعصب الذي رفع من وتيرة هجومه إن صح القول- وهو ما اتضح جليا في مختلف البرامج الرياضية التي لا حديث لها سوى عن هذا اللقاء الهام والكبير أمام الجزائر، والمتجول في شوارع القاهرة أو مختلف محافظات جمهورية مصر العربية يمكنه أن يقف على هذه الحالة الكبيرة من تفاعل الشارع المصري مع المباراة ومع هذا الموعد الكبير والهام.
وقد أخذت هذه التعبئة منحى آخر تفاجأنا منه أول أمس خلال تجولنا بالقاهرة من خلال الملصقات التي تمجد المنتخب المصري وبدرجة خاصة في تمجيد صانع ألعاب المنتخب المصري محمد أبو تريكة، والتي كتب على واجهة الملصقة "أبو تريكة يا فنان جلبنا تلاث جوان (بمعنى 3 أهداف كبيرة) في مرمى الجزائر وهي الملصقة التي وجدناها في كل "الحتات" كما يقال بالغة المحلية حتى في سيارات الأجرة كما تظهره الصورة، وهو ما يؤكد أخذ التعبئة منحى آخر وحسب ما بلغنا من شهود مصريين، فإن بعض الملصقات تدعو إلى التعبئة ضد المنتخب الجزائري بممارسة ضغط كبير على المنتخب الوطني الجزائري خلال المباراة المرتقبة يوم 14 نوفمبر القادم "بستاد القاهرة" الدولي من أجل اقتطاع تاشيرة التأهل الى المونديال بجنوب افريقيا 2010، وعلى الرغم من عدم تحصلنا على هذه الملصقات التحريضية بالرغم من سعينا الحثيث لذلك إلا أن الملصقات التي تؤكد أن موعد 14 نوفمبر القادم قد أضحى بمثابة حياة وموت بالنسبة للمصريين الذين نسوا كل شيىء وأضحوا لا يتحدثون إلا عن مباراة 14 نوفمبر القادم ونسوا الحديث عن ظروف المعيشة وما شابه ذلك، وحسب ما بلغنا من مصدر عليم فان الملصقات التي تدعو إلى تعبئة الشارع المصري يتم تلصيقها في السيارات على غرار الصورة التي تحصلنا عليها، أو في المقاهي والأسواق والعمارات وكل مكان، ويأتي ذلك بالموزازة مع التعبئة الكبيرة التي يشنها الاعلام المصري الذي رفع من وتيرة تحدثه عن المباراة بشكل رهيب في مختلف القنوات المصرية وكأن لا مشكل في المجتمع المصري إلا ضرورة الفوز على منتخب الجزائر!! تعبئة، قال المصريون أنفسهم أنهم لم يسبق لهم وأن عرفوها على الأقل منذ حرب أكتوبر التي سطر فيها الجيش المصري والجيوش العربية أروع الانتصارات وهو ما يؤكد الأهمية الكبيرة التي يوليها الشارع المصري لمباراة الجزائر والسبب في ذلك التعبئة الكبيرة الممارسة من قبل الاعلام المصري المحلي بإقرار المصريين أنفسهم حتى لا نتهم بأننا كاعلام جزائري نريد الاساءة الى زملائنا من الإعلام المصري خاصة المتعصب منه، حيث لا يتوان أي مصري هادىء وغير متعصب في الإقرار بأن الاعلام المصري تجاوز هذه المرة حتى الخطوط الحمراء في إهانته للجزائر، كما سبق وأن أشرنا اليه آنفا من خلال الحديث الذي جمعنا مع بعض المصريين، بل يعتبرونه موعد حياة أو موت بالنسبة لهم حيث لا يتصورون ان تضيع تاشيرة التاهل الى المونديال لصالح المنتخب الوطني الجزائري على اعتبار أن كرة القدم وبالتحديد المنتخب المصري يعد المتنفس الوحيد لهم في ظل صعوبة المعيشة وما إلى ذلك من الامور التي تنغص يوميات المصريين، غير أن التعبئة الكبيرة التي يعرفها الشارع المصري في الوقت الراهن لم يسبق لها وأن شهدها الشارع المصري حتى خلال مباراة 89 والتي كانت فيها الوضعية كما هي عليها حاليا بعد أن كان اللقاء فاصلا هو الآخر نحو ضمان تاشيرة التاهل الى مونديال إيطاليا 90 الى جانب تواصل الهجوم الإعلامي الذي شبه المنتخب الجزائري بـ"السارق" أو الحرامي في حال تمكنه من العودة بتاشيرة التاهل إلى المونديال من القاهرة والذي يجب الاقتصاص منه.
" المصريون يعتبرونها "حربا" كروية وليس مباراة في كرة القدم..؟"
هذا ولم يتوان الإعلام المصري خاصة المتعصب منه في الجهر علنا بأن موعد 14 نوفمبر القادم سوف لن يكون موعدا لمباراة في كرة القدم، "سيكون كل شيىء ألا أن يكون مباراة في كرة القدم" كما أشار إليها، بل هي بمثابة حرب كروية ما بين المنتخبين الجزائري والمصري في هذا الموعد الكبير والهام من خلال الاطلالات الاعلامية المتكررة للاعلاميين المصرين خاصة المتعصبين منهم والذين يجهرون ليل نهار بأن موعد 14 نوفمبر القادم لن يحمل أي من الشعارات التي تؤكد أن الأهم سيكون تأهل منتخبا عربيا سواء مصر أو الجزائر كما يتم تسويقه، بل أن الأهم سيكون تاهل منتخب مصر الى نهائيات كاس العالم بجنوب افريقيا لأن الامر يتعلق بمباراة تلعب في "ستاد القاهرة" الدولي هذا من جهة، ومن جهة مقابلة على اعتبار ان منتخب الفراعنة يبقى أقوى بكثير من المنتخب الجزائري حسب اعتقادهم، بالنظر لكونه المتوج بآخر دورتين افريقيتين في 2006 و2008، في حين ان المنتخب الوطني لم يتمكن حتى من التواجد في النهائيات خلال هاتين المناسبتين، كما يؤكدون، لكن ما غفل عنه هذا الإعلام الرياضي المتعصب أن الحديث عن هذه المعطيات يبقى بعيدا كل البعد عن ارض الواقع لأن المعطيات اختلفت ومنتخب الجزائر بوجه مغاير هذا الموسم، في حين أن مردود منتخب "الفراعنة" تراجع بشكل ملحوظ مقارنة بآخر دورتين افريقيتين بإقرار العديد من المختصين المحليين والعرب، وهو ما يجعل الفصل الحقيقي خلال ساعة الحسم يوم 14 نوفمبر القادم في الميدان الذي سيكون الفيصل في ذلك.
الإعلام المصري: "علينا بإرهاب نجوم "الخضر" خلال دخولهم الملعب"
وفي ذات السياق، لا يتوانى هذا الإعلام المتعصب في الدعوة الصريحة إلى إرهاب المنتخب الوطني الجزائري خلال موقعة القاهرة المقبلة وزلزلة أرض الملعب على لاعبي الخضر، في دعوة صريحة لإرهاب المنتخب الوطني الجزائري، عوض الدعوة الى مساندة قوية لمنتخب الفراعنة في الاطار المعروف به، غير أن هذا الاعلام الذي ساهم بقسط كبير في شحن الشارع المصري باقرار المصريين أنفسهم يسعى بكل الوسائل الى جعل المباراة معركة حقيقية بعد أن كان يعاب على الاعلام الجزائري حديثه عن ذلك من باب الإثارة فحسب، إلا أن ما تلمسه من رسالة هذا الاعلام ان الدعوة صريحة وعلنية لتكون مباراة يوم 14 نوفمبر القادم بمثابة المعركة الكروية بين الجزائر ومصر والتي لا يجب بأي حال من الاحوال ان تفلت من أشبال المدرب حسن شحاتة المطالبين باقتطاع تأشيرة التاهل الى المونديال بجنوب افريقيا باعتبارها مباراة حياة أو موت، وهو ما نقر بنجاحهم في ذلك إلى حد بعيد من خلال التعبئة الكبيرة الموجودة في الشارع المصري هذه الأيام والتي هي في ارتفاع كبير مع اقتراب موعد المباراة الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى 3 أيام فقط، وهذا من خلال عينة الملصقات التي توزع في شوارع القاهرة وفي جوانب العمارات وكذا السيارات والمحلات وما الى ذلك، إلى جانب عينات أخرى كثيرة نشاهدها هذه الأيام.
الأغاني الوطنية "دايرة حالة" وكأنها معركة قومية لمصر كحرب أكتوبر
ومن أبرز العينات كذلك عن التعبئة الإعلامية الكبيرة التي تشهدها مختلف القنوات الاعلامية الفضائية، والتي كان لها الانعكاس البارز والواضح على نبض الشارع المصري، إذاعة الأغاني الوطنية في التلفزيونات والإذاعات والتي يتم بثها في الأحداث الوطنية والقومية في مصر، والتي أكل عنها الدهر وشرب منذ حرب أكتوبر وما إلى ذلك من البطولات التي سطرها الشعب المصري الشقيق وهو ما يؤكد أن الاشقاء في مصر لا يعتبرون موعد 14 نوفمبر القادم مجرد مباراة كرة قدم على الرغم من أهميتها وحساسيتها في ضمان تأشيرة التأهل الى المونديال بجنوب افريقيا، فيها امكانية الفوز والخسارة، التأهل والاقصاء، بل ذلك يبقى بعيدا كل البعد عن أرض الواقع الذي يؤكد أن الامر يتعلق بمعركة حقيقية يجب الحسم فيها من قبل كتيبة المدرب حسن شحاتة وهو ما يتضح جليا من خلال الأغاني الوطنية التي تذاع الى جانب الاغاني الممجدة للمنتخب المصري نجد أغاني أم كلثوم وأبرز المغنيين المصريين الذين غنوا لمصر في سنوات الستينيات والثمانينيات أين كانت القومية العربية في أبرز أيامها في عهد الراحلين عبد الناصر والسادات، وهو ما لم يشهده المصريون منذ مدة أي منذ حرب اكتوبر الشهيرة على الرغم من أن الكرة المصرية عرفت العديد من المحطات البارزة التي لا تقل أهمية عن موعد 14 نوفمبر القادم كنهائيا كأس أمم افريقيا 2006 و2008 إلا أن هذه المرة أخذت الأمور أبعادا أخرى لم يعيشها الشارع المصري منذ مدة زمنية كبيرة.
"لأن الأمر يتعلق بالجزائر لهذا يحدث كل هذا".. وشهد شاهد من أهلها
ولم يتوان العديد من المصريين الذين تحدثنا معهم للاستفسار عنما إذا كانت هذه التعبئة الكبيرة الموجودة في الوقت الراهن قد تعودوا عليها في السنوات القليلة الأخيرة، في التأكيد على أن هذه المرة عرفت التعبئة الإعلامية والشعبية منحى تصاعديا كبيرا لم يعهدوه من قبل حتى في نهائيات كاس أمم إفريقيا 2006 و2008 حيث أضحوا يستيقضون على كابوس المباراة في كل صباح والذي أضحى حديث العام والخاص، النساء قبل الرجال والكبار قبل الصغار، وجميع طوائف المجتمع المصري، ولما سألنا البعض عن سبب ذلك على الرغم من إقرارنا بأن الموعد القادم بعد 3 أيام من الآن لا يقل اهمية على الاطلاق عن المواعيد السابقة كانت الاجابة الصريحة من قبل العديد من المصريين بالقول أن ذلك لأن الأمر يتعلق بالجزائر فحسب، انطلاقا من الحساسية الكروية الموجودة والتي لا يمكن بأي من الأحوال إنكارها أو تجاهلها وذلك من خلال حرب الزعامة الكروية المشتدة بين الكرتين الجزائرية والمصرية على مدار السنوات الفارطة وهو ما أشعل الحساسية الكبيرة الموجودة بين المنتخبين الجزائري ونظيره المصري والتي أخذت الابعاد الراهنة، لا لشيىء سوى لأن الأمر يتعلق بلقاء محلي عربي والخصم منتخب عربي اسمه الجزائر الذين يرفضون الانهزام أمامه وفقا لتأكيدات مصرية.
"يا أبو تريكة يا فنان جبلنا 3 "اجوان" "فالحجر والشجر وكل مكان"
ومن أبرز الملصقات التي تحصلت "النهار" على إحداها الموجودة في الصورة أعلاه والتي كتب عليها "يا أبو تريكة يا فنان جبلنا 3 "اجوان" أي اهداف"، والتي تبقى في حدود المعقول، إلا ان العينة التي تحصلنا عليها كانت إلى حد بعيد معقولة على اعتبار أن أي شعب مطالب بمناصرة منتخبه القومي بكل قوة وبعزيمة كبيرة، إلا أن ما بلغنا من شهود عيان أكدوا لـ" النهار" أن هذه الأطراف غير المعروفة التي تسوق لمثل هذه الملصقات لشحن الشارع المصري أكثر مما هو مشحون عليه، باعتبار يوم 14 نوفمبر القادم يوم انتصار لمصر أو انتحار وإخراج المباراة عن طابعها الكروي الذي يتقبل الهزيمة كما الفوز، وهذه حلاوة كرة القدم، إلا أن ما يحدث حاليا في الشارع المصري يؤكد عكس ذلك تماما ويؤكد بالمقابل أن الاعلام المصري قد نجح إلى حد كبير في شحن الشارع المصري إلى أعلى مستوايته.
"لا نقبل بدخول غريب لمنزلنا وأخذ مستلزماتنا.. حنقطعوا"
ودائما فيما يتعلق بالإعلام المصري المرئي منه خاصة، فإن هذا الأخير وفي إطار حربه الإعلامية المستمرة وبالتحديد في قناة "مودرن سبورت" المصرية وخلال الحصة التي يذيعها الاعلامي مدحت شلبي "مساء الأنوار" والذي استضاف أحد اللاعبين السابقين للزمالك المصري والذي ينشط حاليا في البطولة التركية، أكد أن مباراة 14 نوفمبر القادمة سوف لن تكون مجرد مباراة، داعيا بصريح العبارة إلى الاقتصاص من المنتخب الجزائري وضرورة حرمانه من العودة بتأشيرة التأهل الى المونديال بأي طريقة كانت، من خلال تاكيده وبصريح العبارة "لا نقبل أن يدخل أي أجنبي إلى المنزل ويأخذ مستلزمات المنزل، حنقطعوا" في تشبيه غير علني بأن المنتخب الجزائري وفي حال تمكنه من العودة بتأشيرة التأهل إلى المونديال سيكون مثل السارق، مواصلا بذلك الحرب الإعلامية في حق المنتخب الوطني الجزائري مع اقتراب ساعة الحسم.