"ابني مسكون بالجزائر وكل أحلامه هي المونديال"مباشرة بعد عودته من ألمانيا إلى مقر سكناه بستراسبورغ، حيث قضى ثلاثة أيام مع ابنه، اتصل بنا والد اللاعب كريم مطمور وروى لنا يوميات ابنه الذي ذهل بسبب تغيّره الكبير، إلى درجة أنه لم يعد يتنفّس سوى الجزائر...
وكان كريم مطمور، كما قال للشروق اليومي، بسبب ارتباطاته مع ناديه بوريسيا مونشنغلادباخ وأيضا مع المنتخب الوطني، قد حُرم من زيارة أهله في ستراسبورغ منذ أزيد عن شهرين، وهو ما جعل والده يتنقل إليه برّا إلى غاية الفيلا التي يقطن بها في ألمانيا مصحوبا بزوجته وثلاثة من أبنائه حضروا بعض الحصص التدريبية لكريم، وعرفوا مدى شعبيته في ألمانيا ولاحظوا أن كريم البالغ من العمر 24 سنة، رغم أنه يعيش لوحده، إلا أنه يقوم بتزيين مسكنه بالرايات والأعلام الجزائرية، ويضع حتى صور زملائه على جدران المسكن، إضافة إلا أواني جزائرية توحي وكأنك داخل مسكن جزائري وليس ألمانيا، وتساعده على ذلك خادمة ألمانية وضعتها إدارة بوريسيا تحت تصرفه... وإذا كان الظاهر للناس أن كريم منشغل فقط بأحوال ناديه الذي وجد في طريقه نادي هامبورغ ضمن الدوري الألماني، فإن الباطن عكس ذلك، حيث يمارس كريم ما يشبه "اليوغا" في تركيز كبير لموعد 14 نوفمبر. وقال لوالده، لو كان بإمكاني التحدثت مع كل جزائري على انفراد وطمأنته بأن تذكرة السفر إلى جنوب إفريقيا لن تفلت منا مهما كان الثمن... والد مطمور السيد »بن مرابط«، البالغ من العمر 72 سنة، قال للشروق اليومي إنه تنقل مع أفراد الأسرة إلى ألمانيا متحمّلا مشقة السفر برّا على متن سيارة لأجل شحن معنويات إبنه لموعد 14 نوفمبر، فوجد إبنه أكثر منه ارتفاعا في المعنويات وهو الذي شحن معنويات والده وهو يقول له: "قل لكل جزائري يتصل بك أننا جاهزون للتحدي وسنكون في كأس العالم لأجلهم، فقد منحونا حبّهم وليس كثيرا عليهم أن نمنحهم الفرحة الكبرى"..
واشترى الوالد التيارتي بن مرابط، وهو يغادر ألمانيا رفقة زوجته وأشقاء كريم الثلاثة، أقمصة مطمور مع بوريسيا مونشنغلادباخ الحاملة للرقم أربعين وعادوا فرحين ليس بملاقاة كريم وإنما بالتأهل لكأس العالم... هذا ما قاله الوالد ضاحكا.