في الصيف وبداية الخريف يزداد انتشار الأمراض المعدية التي تصيب الأطفال والأم الحامل والتي تؤثر بدورها على الجنين وتحتل الأمراض المعدية في الأطفال المرتبة الرابعة لوفياتهم، ولهذا لابد من السيطرة على الوبائيات من خلال الحديث والجديد في الطب الوقائي ومنع الأمراض من العودة عن طريق تقدم وسائل الاتصال بين الدول.
الدكتورة ماجدة محمود بدوي أستاذ طب الأطفال وحديثي الولادة بطب القاهرة تقول في فصل الصيف وبدايات الخريف تظهر الأمراض المعدية ويقوم المختصون بعمل خريطة صحية لمشكلات هذه الأمراض ومنع الأمراض العائدة والسيطرة عليها. حيث شاهدنا في الأعوام السابقة أمراضاً كانت قد اختفت من منطقتنا العربية، وظهرت أكثر شراسة وعنفاً بسبب تعدد الأجناس في الدول العربية.
ويدور الحديث حاليا عن مجموعة التطعيمات الحديثية التي ظهرت في الأعوام الأخيرة مثل تطعيم الجديري المائي، والطعم ضد فيروس «psv» والذي يسبب معظم حالات الالتهاب الرئوي السنوي لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن العامين. وأيضا التطعيم ضد مرض «نيموكوكال» الذي تسببه جرثومة تصيب الأطفال بالتهابات وأهمها الالتهاب الرئوي الحاد.
ويعد شلل الأطفال من أهم وأخطر الأمراض الوبائية المعدية وتستهدف أن تعلن منظمة الصحة عن قرب اختفاء هذا المرض نتيجة التقدم في التطعيمات الخاصة به، وأن التهاب السحايا أو «الالتهاب السحائي» الذي يهاجم الصغار والكبار في فصل الصيف من الوبائيات وأسبابه بكتيرية.
وفيروسية ويصيب كل الأعمار من الشهر الثاني ويظهر في صورة ارتفاع درجة الحرارة واحتقان في الجهاز التنفسي. ثم بعد ذلك تظهر الأعراض الأشد وطأة مثل تشنجات مع التقوس في الظهر، ويشخص بفحص السائل النخاعي الشوكي وعزل البكتيريا أو الفيروس لمعرفة نوعها وإعطاء المضاد الحيوي الخاص بكل نوع. وفي حالة التأكد من الإصابة لابد من عزل صحي للمريض وتفتيش دوري لتجمعات الأطفال لمنع انتشار المرض.
التهاب الكبد الفيروسي
وتشير د. ماجدة بدوي إلى أن من بين وبائيات الصيف المعدية أيضا الالتهاب الكبدي الفيروسي «أ» والذي ينتشر عن طريق الطعام الملوث وهذا النوع من العدوى لا يظهر على المريض الناقل له والأطفال هم الأكثر عرضة لحمله وتبدأ أعراضه بالغثيان والميل للقئ وارتفاع متوسط للحرارة ويصاحب هذه الأعراض آلام بالبطن وخاصة الجانب الأيمن العلوي، كما تظهر الأعراض ايضا في صورة إصفرار في بياض العين والجلد وتغير لون البول وعندما تظهر هذه الأعراض تكون في مرحلة الإصابة الشديدة.
وتؤكد أيضا أن حمى التيفويد والباراتيوفيد من الأمراض المعدية التي تنتشر في فصل الصيف والأعراض تبدأ بارتفاع درجة الحرارة وآلام البطن مع إمساك بالنسبة للأطفال وفي التيفود تكون الحرارة بشكل تصاعدي تبدأ في الصباح وترتفع بدرجة كبيرة في المساء.
وتشخص الحمى عن طريق عزل البكتيريا المسببة من البول أو البراز والاسهال الفيروسي يكثر في الدول التي تعاني من الحرارة الشديدة ويصيب الجهاز الهضمي والامعاء بسبب الفيروسات التي تهاجم الجهاز الهضمي والامعاء ومن أهمها فيروس «الروتا» ويبدأ بإسهال مائي شديد لابد من التعامل معه مبكرا حتى لا يودي بحياة الطفل.
أما عن العدوى والتطعيم في حالات سكر الأطفال فتشير د. ماجدة بدوي في حالة عدم انضباط مرض السكر تكون الخلايا المناعية في الجسم غير قادرة على مواجهة أي عدوى ويكون الطفل معرضاً للإصابة بالفطريات والميكروبات فعند بداية التأكد من إصابة الطفل بالمرض تظهر علامات تؤكد الإصابة مثل زيادة الالتهابات الجلدية ووجود دمامل وخراريج متكررة في الجسم أو إصابة العين بالالتهابات أو اللسان أيضا. وعندما يبدأ الطفل في تلقي علاج السكر تختفي هذه الأعراض تدريجيا.
الجهاز البولي
قد تكون التهابات الجهاز البولي في الأطفال بداية تلفت النظر إلى وجود سكر الأطفال ولكن الأهم من اكتشاف المرض هو التبكير بعلاجه الذي يمنع الالتهاب والعدوي. وطفل مريض السكر لابد أن يأخذ التطعيمات التي يأخذها أقرانه الأصحاء وأيضا يأخذ التطعيم الثلاثي الذي يحتوي على الغدة النكافية «mmr» فليس هناك أي خطر على طفل السكر من هذا التطعيم كما كان الاعتقاد سائدا. ولكن هذا الطفل يحتاج إلى تطعيمات إضافية تمنع العدوى مثل تطعيم الكبد الوبائي «أ»
ويؤخذ على جرعتين بينهما ستة أشهر كما يمكن إعطاؤه تطعيم الانفلونزا، وأيضا تطعيم جرثومة «ينمو كوكل» التي تصيب الأطفال بالالتهابات الرئوية الحادة. وأيضا الجديري الكاذب وتؤكد د. ماجدة أن هذه التطعيمات الإضافية يمكنها أن ترفع قدرة الخلايا المناعية المهاجمة للعدوى عند هؤلاء الأطفال.
أما عن مشكلات الأمراض المعدية التي تتعرض لها الحامل وتلحق بدورها الضرر على الجنين تقول الدكتورة ماجدة بدوي أستاذ طب الأطفال بقصر العيني: تنتقل الإصابة إلى الجنين من خلال المشيمة أو عند مرور الطفل في مجرى الولادة فإذا أصيبت المشيمة في أسابيع تصبح الإصابة شديدة ودائمة كما في الحصبة الألمانية وتؤثر على كل الوظائف الحيوية للجنين إضافة إلى عيوب تكوينية بالقلب والجهاز العصبي وعند اكتشاف الإصابة فإن إجهاض الأم في هذه الحالة يعتبر الطريقة الوحيدة لانقاذ طفل سيولد معاقاً إعاقة كاملة.
وفي حالة إصابة الحامل بالجديري المائي فإنه ينتقل إلى جنينها خلال الشهور الثلاثة الأولى من الحمل ويؤدي إلى تشوهات بالعظام والجهاز العصبي.
أما فيروس الالتهاب الكبدي «ب» و «سي» ينتقل من الأم إلى الجنين في أي وقت من الحمل وإذا ما كانت الأم تعلم باصابتها بفيروس «سي» فلابد من أخذ احتياطيات عند ولادة الطفل بإعطائه الأجسام المناعية ضد فيروس «ب» وثلاثة تطعيمات منذ اليوم الأول للولادة. أما في حالة إصابة الأم بفيروس «سي» وانتقاله إلى الطفل فلابد من إعطائه أيضا أجسام مناعية عامة تؤدي إلى رفع مناعة جسم الطفل ولكن حتى الآن لا يوجد تطعيم ضد فيروس «سي».
وتشير د. ماجدة بدوي أن هناك دراسة مصرية أشارت مؤخرا إلى أن الرضاعة الطبيعية يمكنها أن تؤثر على فيروس «سي» وتحد من نشاطه