قال الرئيس الأمريكي باراك اوباما يوم الخميس انه يجب على إسرائيل ان تمدد تجميد البناء في المستوطنات ويجب على الدول العربية ان تتحرك قدما نحو إقامة علاقات طبيعية مع الدولة اليهودية لتشجيع محادثات السلام.
وحث اوباما الذي كان يتحدث في الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد ثلاثة أسابيع من استئناف مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين محادثات سلام مباشرة زعماء العالم على التأكد من ان “هذه المرة مختلفة” عن الجهود الفاشلة السابقة لإنهاء الصراع المستمر منذ ستة عقود.
وقال أوباما انه يجب على كل الأطراف ان تضع وراءها عقود انعدام الثقة واراقة الدماء ومقاومة التشاؤم تأييدا للمحادثات بين الأطراف بهدف إقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا الى جنب مع إسرائيل في سلام وأمان.
وبالإضافة الى اوباما سيتحدث زعماء الصين وإيران وتركيا في الأمم المتحدة يوم الخميس وسط نزاعات عالمية بشأن أسعار العملات والانتشار النووي.
وقال اوباما لإيران ان الباب ما زال مفتوحا للعمل الدبلوماسي لتبديد القلق بشأن برنامجها النووي الذي تعتقد واشنطن انه يرمي الى تطوير أسلحة لكن طهران تقول انه مخصص فقط للأغراض السلمية.
وأعلن اوباما رسالته العالمية من منبر الأمم المتحدة في وقت يعاني فيه الأمريكيون من تباطؤ الاقتصاد الأمريكي قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في الثاني من نوفمبر تشرين الثاني والتي يتوقع ان يعاقب فيها الناخبون الديمقراطيين ويكافئون الجمهوريين.
وحث اوباما الذي استخدم تعبيرات جريئة غير معتادة الدول التي تعهدت بدعم الفلسطينيين على تنفيذ تعهداتها بتقديم الدعم السياسي والمالي وقال ” يجب عليها ان تكف عن محاولة تمزيق إسرائيل” .
وأضاف “كثيرون في هذه القاعة يحسبون أنفسهم أصدقاء للفلسطينيين. لكن هذه التعهدات يجب ان تقترن الآن بالأفعال.”
وتحاول الولايات المتحدة الإبقاء على المحادثات المباشرة التي توسط فيها اوباما بين إسرائيل والفلسطينيين في مسارها.
لكن رفض إسرائيل حتى الآن تمديد تجميد البناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة يضع العملية في خطر حيث يهدد الفلسطينيون بالانسحاب من المفاوضات إذا استؤنف البناء في المستوطنات عندما ينتهي الحظر المؤقت يوم 30 سبتمبر .
وقال اوباما “نعتقد ان وقف الاستيطان ينبغي تمديده. ” وأضاف “ونحن نعتقد أيضا ان المحادثات ينبغي ان تستمر الى ان تكتمل… الآن هو وقت انتهاز الفرصة حتى لا تضيع.”
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يهيمن على حكومته الائتلافية أحزاب مؤيدة للاستيطان انه لن يمدد تجميد البناء لكن بإمكانه تقييد حجم المزيد من البناء في بعض المستوطنات.
وكان وفد إسرائيل غائبا عن قاعة الجمعية العامة لكن متحدثة باسم الوفد الإسرائيلي في الأمم المتحدة قالت ان الغياب بسبب عيد يهودي.
وقالت “أنها ليست مقاطعة.”
وقال اوباما انه يتعين على الدول العربية ان تظهر لإسرائيل حجم المكاسب التي ستحصل عليها من السعي للسلام.
وقال اوباما وهو يطلب أيضا من الدول العربية دعم السلطة الفلسطينية سياسيا وماليا “اولئك الذين وقعوا على مبادرة السلام العربية يجب ان ينتهزوا هذه الفرصة لجعلها حقيقية من خلال اتخاذ خطوات ملموسة نحو التطبيع الذي يعدون به إسرائيل .