[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]استقبلت جماهير السينما في مصر والعالم العربي خبر استقبال الرئيس حسني مبارك للفنان المصري الكوميدي طلعت زكريا بمزيج من الاهتمام والفضول، لمعرفة تفاصيل هذا اللقاء الذي استغرق ساعتين وربع الساعة في مقر رئاسة الجمهورية بالقاهرة. وكان الرئيس مبارك قد أبدى حرصا كبيرا على الاطمئنان على صحة زكريا، أحد الفنانين المصريين المحبوبين، والاطلاع على تداعيات مرضه الذي داهمه العام الماضي، وكان الرئيس قد أمر بعلاجه على نفقة الدولة في الخارج.
زكريا كان قد اشتهر بلقب «طباخ الريس» بعدما قدم للسينما فيلما بالاسم نفسه في عام 2007، محدثا ضجة في الأوساط المصرية لانتماء الفيلم إلى نوعية الكوميديا السياسية ولجرأته في تناول العلاقة بين الرئيس والشعب. وفي اللقاء مع «الشرق الأوسط» قال إن لقاءه بالرئيس مبارك كان بمثابة «حديث حميمي بين مواطنين مصريين»، ولقد تحدث مبارك معه «بصراحة عن مشكلات وقضايا محلية وعالمية»، مضيفا: «كان الرئيس متواضعا معي لأقصى درجة، فتح قلبه لي وشعرت معه أني أتحدث مع أبي أو أخي.. هذا الرجل مصري حتى النخاع، يعرف كل مشكلات البلد».
بدأت تفاصيل اللقاء عندما استيقظ زكريا أول من أمس (الأحد) على اتصال من رئاسة الجمهورية في الثامنة صباحا يفيده بأن الرئيس مبارك ينتظره للقائه في مكتبه في الساعة الحادية عشرة صباحا. فنهض من فراشه بسرعة وارتدى ملابسه على عجل، وطوال الطريق من حي الهرم - حيث يسكن زكريا - إلى مقر الرئاسة بمصر الجديدة، كان «طبّاخ الريّس» يفكر في كيفية التحدّث مع الرئيس، راجعا بذاكرته إلى الوراء حين اتصل به مبارك تليفونيا للاطمئنان عليه بعد شفائه من مرضه، بعدما كان بين الحياة والموت، سائلا إياه «نِفسك في إيه؟» فكان ردّ زكريا «نفسي أشوفك»، وهنا وعده مبارك بلقائه قريبا.
ويكشف زكريا أنه بمجرد دخوله على الرئيس مبارك نهض الرئيس من خلف مكتبه وفتح ذراعيه لاستقباله مما جعله يرتمي عليه بالعناق والقبلات. ولمدة ساعتين تناقش الرئيس وضيفه الفنان في أمور عدة، منها الغلاء وارتفاع الأسعار وتزايد عدد السكان. كما تطرّق إلى علاقة مصر بالدول العربية وكيف يبذل مجهودا كبيرا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال المفاوضات مع الفلسطينيين، بينما قام زكريا بنفس مهمة الطبّاخ في فيلمه «طبّاخ الريّس» عندما كان ينقل للرئيس صورا عن مشكلات البلد ومعاناة الناس، وهنا قال زكريا: «تحدثت مع الرئيس مبارك عن مشكلات المواصلات والزحام ورغيف الخبز والقمح، وكان له ردوده المقنعة وكان صريحا للغاية في التحدث مع مواطن مصري.. وما أسعدني أنني قمت بتحقيق رسالة الفيلم على أرض الواقع خلال هذا اللقاء».
أيضا خلال اللقاء سأل الرئيس ضيفه عن أحوال الفن والفنانين، خصوصا المرضى منهم وما يحتاجون إليه، مقترحا عودة «عيد الفن» مرة أخرى، وكلفه بالتنسيق مع نقيب الفنانين الدكتور أشرف زكي ووزير الثقافة فاروق حسني للاحتفاء بكبار الفنانين في «عيد الفن» خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وأضاف زكريا: «الرئيس مبارك يدرك قيمة الفن في تقديم رسالة لرقي الوطن، وأن دور الفنان لا يقل عن دور السياسي، لذا اقترح عودة (عيد الفن) الذي توقّف منذ عهد الرئيس السادات قائلا: (مش عايز حاجة ضيقة.. حاجة كبيرة)، وهذا ما اختصّني به خلال اللقاء، وهو ما أعتبره تتويجا لي وزاد من نجوميتي، كما أراه شرفا ما بعده شرف لأنه تكليف من الرئيس لي».
من ناحية أخرى أبدى مبارك إعجابه الشديد بفيلم «طبّاخ الريّس» وأثنى على فريق العمل، خصوصا الفنان خالد زكي الذي جسّد دور الرئيس في الفيلم. وكشف زكريا أنه قام بحكي فكرة الجزء الثاني من الفيلم للرئيس مبارك، حيث أعجبته أيضا وأمر بتنفيذه على الفور، وهو يتناول قصة مواطن بسيط يستطيع الوصول إلى رئيس الجمهورية ويقنعه بالنزول إلى أحد الأحياء الفقيرة، مشيرا إلى أن مبارك سيقوم بتكريم الفيلم خلال أول عيد للفن.
«تلاقي الرئيس بيفطر الصبح 4 كيلو جمبري»... جملة وردت على لسان أحد شخصيات فيلم «طبّاخ الريّس». ومقارنةً بين الفيلم والواقع، وضّح زكريا أن الرئيس مبارك أخبره أن إفطاره يتكون من البقسماط والجبن والشاي، والغداء قطعة صغيرة من السمك والأرز، مشيرا إلى أن الرئيس قال مازحا: «مش 4 كيلو جمبري.. الناس فاكره إني باكل كتير».
ورغم أن مراسم الرئاسة تقضي بأن لا تؤخذ صور للرئيس مع أحد إلا ويكون مرتديا بدلته، فإن القواعد تغيّرت هذه المرة خلال اللقاء بين مبارك وزكريا، إذ سُمح لزكريا، الذي كان مرتديا قميصا أبيض «كاجوال» وبنطلونا، بأخذ صور مع الرئيس مبارك على هذه الهيئة.